من زمان جدًا، وإحنا بنسمع عن عجائب الدنيا السبع، وإن الأهرامات المصرية بتاعنا واحدة منهم، ولما كبرنا شويا عرفنا إن فيه عجائب قديمة وعجائب جديدة وعجائب اختفت وعجائب لسة موجودة.
وبعيدًا عن الأماكن دي بقى، فيه أماكن أتظلمت شوية أو كانت تستحق تكون ضمن أي واحدة من القوائم دي، سواء الجديدة أو القديمة.
الجسر الذهبي The Golden Bridge
لو نظرت في يوم من السماء، ناحية قلب تلال فيتنام الخضراء، وتحديدا غرب “دا نانغ Da Nang”، هتقدر تشوف بكل سهولة جسر بتحمله يدان تجاه السماء، بيُطلق عليه “الجسر الذهبي golden Bridge”، واللي بيعتبر واحد من أجمل الجسور على ظهر الكوكب، طبقًا لوصف كل الناس اللي زارته ومختلف وسائل الإعلام اللي كتبت عنه.
والجسر الذهبي عبارة عن جسر مطلي باللون الذهبي شيلاه يدان تجاه السماء رمادية اللون، عليها شوية بقع خضراء، وبيظن البعض بالغلط أن الأيادي اللي بتحمل الجسر مصنوعة من الحجر، لكن المدهش في الأمر أنها مش حجر على الإطلاق، ولكنها عبارة عن هيكل معدني ليدين تم تغطيتهم بشبكات فولاذية، وبعدين أُضِيف عليهم في النهاية الألياف الزجاجة.
أما ارتفاع الجسر المعلق في الهواء الطلق فبيبلغ حوالي 1414 متر فوق سطح البحر، في حين إن عرضه 5 متر، وبيمتد طوله لـــ 150 متر تقريبًا.
والجسر من تصميم شركة TA Landscape Architecture، واللي اختارت مواد بنائه بعناية شديدة؛ عشان يقدر على تحمل ظروف ومناخ التلال الواقع فيها، فهنلاقي مثلاً أساس الدعامة مصنوع من الخرسانة المسلحة، والأرصفة مصنوعة من أنابيب فولاذية، واللي بيتحدوا كلهم مع العوارض الفولاذية عشان ينتجوا جسم الجسر المتين والقوي، دا غير بقى سطح ممشي الجسر؛ والمصنوع من خشب Merawan Giaza المقاوم للنمل الأبيض.
جزيرة الفصح Easter Island Heads
على جزيرة الفصح Easter island الموجودة جنوب المحيط الهادئ وبتبعد حوالي 3782 كم عن ساحل تشيلي، بتوجد مجموعة من الرؤوس المذهلة، واللي بتستحق تكون عجيبة الدنيا الثامنة، فهي بتزن عدة أطنان، ده غير الطريقة اللي اتنحت بيها، من قِبَل مجموعة بدائية من البشر، اللي سكنوا واحدة من أكتر الأماكن النائية على وجه الأرض، ده غير كمان الحيرة حوالين طريقة تحريكها لعدد من الأميال، وأزاي وضعوها في شكل مستقيم كدا، دا غير سبب بنائها المجهول لحد دلوقتي.
وبتسمى الرؤوس دي، رؤوس جزيرة الفصح أو تماثيل مواي Easter Island Heads (The Moai Statues)، واللي على الرغم من إطلاق أسم رؤوس عليها إلا أنها في الأساس عبارة عن تماثيل كاملة، لكن تغيير التربة كانت السبب وراء دفن جزء كبير منهم، ورؤوس جزيرة الفصح عبارة عن تماثيل كبيرة لشخصيات بشرية متجانسة، مقطوعة من الصخور البركانية لجزيرة الفصح نفسها.
وبيبلغ عددهم حتى الآن 887 تمثال ضخم، أشهرهم هو تمثال مواي (Moai)، ونُحتت التماثيل دي من قِبَل شعب (رابا نوي Rapa Nui people)، وتاريخ نشأتها محل جدل كبير بين العلماء والباحثين، لكن في معظم التوقعات بتدور حوالين الفترة من 400م وحتى 1500م، ودا معناه إن مفيش تمثال فيهم عمره أقل من 500 سنة إن مكنتش أكتر من كدا بكتير.
مدينة تمبكتو Timbuktu
المعلم الوحيد اللي بيمثل قارة إفريقيا معانا، فهي مدينة تمبكتو Timbuktu، واللي بتقع على الحافة الجنوبية من الصحراء الكبرى في وسط مالي؛ وسبب استحقاقها تكون عجيبة الدنيا الثامنة هو أنها أشهر مثال على العمارة الترابية على وجه الأرض، دا غير تقنيات الصيانة اللي بتتمتع بيها؛ واللي سببت في استمرار تواجد المعالم الترابية دي، وهما. مسجد دجينقريبير Djingareyber mosque”، و”مسجد سانكوري Sankore mosque”، و”مسجد سيدي يحيى Sidi Yahia mosque”.
اشتهرت تمبكتو في القرنين الخامس والسادس عشر بكونها مركز مهم لنشر الثقافة الإسلامية في جميع أنحاء إفريقيا؛ ودا لإنها موطن لواحدة من أهم الجامعات القرآنية المرموقة وهي “جامعة سانكوري Sankore University”، دا غير 180 مدرسة قرآنية.
قلعة نويشفانشتاين Neuschwanstein Castle
واحدة من أشهر القلاع وأكترها زيارة في ألمانيا وفي العالم كله، هي قلعة “نويشفانشتاين Neuschwanstein Castle”، فهي عبارة عن قصر من القرن التاسع عشر على الطراز الرومانسكي، موجود فوق تلة وعرة بالقرب من مدينة “فوسن Füssen” في جنوب غرب “بافاريا Bavaria” بألمانيا.
وبتتميز القلعة بشعبيتها الكبيرة بين السياح، واللي بيبلغ عددهم حوالي 1.3 مليون شخص سنويًا، وأمر ببناءها الملك “لودفيغ الثاني Ludwig II”، واللي كان وقتها ملك بافاريا.
وبالفعل بدأ تشيدها في عام 1869م، ووقتها كان من المتوقع إنها تنتهي بعد 3 سنوات فقط؛ لكن بسبب رغبة الملك المُلِحة في إن القلعة تكون مثالية، استمر البناء حتى بعد وفاته في عام 1886م، ولحد يومنا هذا لم يتم الانتهاء منها بشكل كامل، وبيظهر بشكل كبير الرغبة الأساسية من بناء القلعة؛ وهي تكريم الملحن العالمي الشهير “ريتشارد فاجنر Richard Wagner”، واللي كان الملك من أشد معجبينه وأكبر مؤيدينه، فهنلاقي مبدئيا كدا المعنى الحرفي لكلمة نويشفانشتاين هو (نيو سوان كاسل New Swan Castle) واللي معناها “فارس البجع”، وهو واحد من شخصيات فاجنر.
كمان لو أخدنا جولة في مبنى القلعة نفسه، هنلاقي تأثر وإعجاب الملك الكبير جدا بأوبرا فاجنر، ودا باين جدًا في الطابق التالت، بجانب قاعة المغنين، اللي بتحتل الطابق الرابع من القلعة بالكامل، واللي برضوا بتحتوي على شخصيات من أوبرا فاجنر.
الميدان الأحمر Red square
أما الميدان الأحمر أو الساحة الحمراء red square فهو أكبر وأشهر ساحة في روسيا، واللي بتستحق بجدارة تكون مرشحة من مرشحي عجيبة الدنيا الثامنة.
والميدان الأحمر، هو عبارة عن ساحة مفتوحة مجاورة للقلعة التاريخية ومركز الحكومة المعروف باسم (الكرملين The Kremlin)، وغيرها من أهم وأشهر مباني العاصمة، زي (كاتدرائية القديس باسيل St Basil’s Cathedral)، و(ضريح لينين Lenin’s Mausoleum)، و(النصب التذكاري لمينين وبوزارسكي the monument to Minin and Pozharsky) و(متحف الدولة التاريخي the State History Museum).
وبيعود تاريخ الميدان لآواخر القرن الخامس عشر، ومساحته حوالي 73000 متر مربع، وعلى الرغم من أن الساحة دلوقتي نقطة محورية في التاريخ الإجتماعي، والسياسي لروسيا والاتحاد السوفيتي السابق، إلا إنها كانت قديمًا عبارة عن حي فقير بيضم مجموعة من الباعة المتجولين والمجرمين والسكارى، وحتى برضوا بعد ما أمر بتطهيرها إيفان الثالث في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي؛ فضلت مكان عام لعمليات الإعدامات والمسيرات والخطب، وأي حاجة فيها شغب.
والعجيب بقى في الميدان دا هو اسمه، واللي بيفتكره الكتير من الناس له علاقة بالشيوعية أو روسيا السوفيتية أو حتى بلون مبانيه الحمراء، لكن في واقع؛ الإسم مشتق من كلمة “krasnyi”، واللي كان معناها في اللغة الروسية القديمة (جميل)، أي المربع الجميل، لكنها دلوقتي أصبحت بتعني في اللغة الروسية الحديثة (الأحمر)؛ وعشان كدا انتقل اسم الميدان من المربع الجميل قديمًا إلى الميدان الأحمر.
معبد كيوميزوديرا Kiyomizu-dera
معبد كيوميزوديرا أو معبد المياة النقية، هو واحد من أشهر المعابد اليابانية وأكثرها زيارة من قِبَل السياح، تأسس المعبد على الجانب الشرقي من مدينة كيوتو تحديدًا على جانب جبل Otowa وفي مكان تواجد شلال Otowa، والشلال حاليا موجود في قاعدة القاعة الرئيسية للمعبد، وبينقسم لـ3 تيارات منفصلة، كل تيار منهم -بحسب الأسطورة- بيجلب نوع معين من الحظ، وهما (طول العمر، النجاح، الحب)، أما الشرب منهم جميعا فيعتبر جشع. وأصل المعبد كان مرتبط بالأساس بواحدة من أقدم المدارس في البوذية اليابانية وهي طائفة Hosso.
وبيشتهر المكان بمسرحه الخشبي اللي بيبان من قاعته الرئيسية، على ارتفاع 13 متر فوق منحدر التل، وهناك تقدر تستمتع بروعة مناظر طبيعية خلابة وساحرة، والإطلالة المختلفة على عدد كبير من أشجار الكرز والقيقب، ومن الحاجات المذهلة في المعبد دا مثلا شرفته، اللي بتتكون من 168 عمود خشبي وأكثر من 400 لوح للأرضية من خشب الأرز، وكل دول متجمعين بدون استخدام مسمار واحد.
آيا صوفيا Hagia Sophia
واحد من أكثر الأماكن المثيرة للجدل، واللي بتحتل مكانة في قايمة النهاردة هو آيا صوفيا Hagia Sophia، وسبب الجدل المحيط بيه بيكمن في تحويله عدد من المرات من مسجد لمتحف والعكس، دا غير أنه في الأساس كان كاتدرائية.
ومبنى آيا صوفيا بيوجد في إسطنبول بتركيا، وبيزوره حوالي 3 مليون شخص سنويًا، وبيعتبر المبنى واحد من أكثر المباني حول العالم المزخرفة بشكل دقيق، واللي بيتميز بهندسة معمارية رائعة مع تاريخ حافل وثري، بيعكس التغييرات الدينية اللي حصلت في المنطقة على مر القرون، وبيعتبر المبنى من أهم المعالم الأثرية للإمبراطورية البيزنطية اللي اتبنت في القرن السادس الميلادي، تحت إشراف الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول.
والهدف من بناء المبنى في الأساس أنها تكون الكاتدرائية الرئيسية في المدينة، وبالفعل ظلت الكاتدرائية مركز للمسيحية الأرثوذكسية حتى عام 1453م مع دخول العثمانين المدينة، وتحويلها من كنيسة لمسجد، ومع الوقت أصبح مسجد آيا صوفيا جوهرة للعالم الإسلامي والمسجد الكبير المخصص للسلاطين، لكن في عام 1935م، تم تحويل المسجد لمتحف يجمع بين الفنون المختلفة، ومؤخرًا، وافقت الحكومة التركية على خطة لإعادة الموقع إلى مسجد مرة أخرى.