البشر غيروا كتير في شكل الأرض وكان لهم تأثير كبير عليها منه الإيجابي ومنه السلبي، لكن تخيل لو كل البشر اختفوا فجأه من على وجه الأرض.
الأيام الأولى
في الأيام الأولى من إختفاء البشر هتبقى الأرض في حالة فوضى عارمة، بعد كام ساعة بس من الإختفاء الأضواء والكهرباء هتبدأ تفصل في أماكن كتير؛ والسبب إن أغلب محطات توليد الكهرباء بتشتغل بالوقود الأحفوري، وبما إن مافيش حد موجود علشان يزود المحطات دِه بالوقود المحطات نفسها هتبدأ تقف، وبعد 48 ساعة المحطات النووية كمان هتقلب لـ نظام الأمان؛ بسبب إن استهلاك الطاقة هيقل مرة واحدة وبشكل ملحوظ، لكن اللي هتفضل مستمرة لمدة أطول هي طواحين الهواء هتفضل شغالة لحد ما الزيوت المُلينة لأجزائها تجف وتبدأ الطاحونة تتحرك بصعوبة، كمان محطات الطاقة الشمسية هتقف مع الوقت بسبب التراب اللي هيتراكم على الألواح، واللي في حالة عدم وجود ناس عشان ينضفوه هتقف تمامًا وظيفة اللوحة، وبكده تقريبًا كل المناطق اللي على وجه الأرض الكهرباء هتتقطع عنها إلا المناطق اللى بتعتمد على الطاقة الكهرومائية، زي السد العالي مثلاً في مصر واللي المولدات فيه بتعتمد على حركة المياه بتاعة نهر النيل، والمحطات اللي زي كده ممكن تفضل شغالة بدون مشاكل لمدة شهور أو كمان سنين، ولما محطات الكهرباء تفصل والأسوار اللي بتحمي المزارع تتعطل حوالي مليار ونصف بقرة و20 مليار فرخة هيخرجوا من المزارع سعيًا وراء الأكل، لكن مع عدم وجود البشر أغلبهم هيموت، إما من الجوع أو عن طريق الحيوانات المفترسة اللي زي القطط والكلاب.
كارثة ننووية وفضائية
وبعد 10 أيام تقريبًا الحيوانات الأليفة المحبوسة في البيوت هتبدأ تموت من الجوع والعطش، أما بقى اللي هيقدر يهرب من المكان اللي هو محبوس فيه هيلاقي نفسه في وسط معركة دامية من أجل البقاء، في العالم البري ده مش هيبقى فيه مكان لحيوانات الزينة من الكلاب والقطط وغيرهم، الفصائل التانية هتقضي عليهم بدري بدري، وفي خلال أسابيع قليلة مش هيفضل غير الفصائل القوية بس، الحال هيفضل على كده لمدة شهر تقريبًا لحد ما مياه التبريد اللي موجودة في المحطات النووية تكون اتبخرت كلها؛ وده هيؤدي لسلسلة من الانفجارات زي ما كان هيحصل في مفاعل “فوكوشيما” سنة 2011 ملايين الحيوانات هتموت بسبب الاشعاعات التي هتنتج عن الانفجارات ده، إلا إن الأرض هتقدر تتخلص من الاشعاعات ده مع الوقت وترجع تاني تزدهر.
بعد سنه تقريبًا من اختفاء البشر، الأقمار الصناعية الكتير اللي إحنا طلعناهم في المدار هتبدأ تقع على الأرض كأنها نيازك جاية من الفضاء، وخلال 25 سنة أكثر من تلت تربع المدن والطرق هـ تتغطى تمامًا بالأعشاب والأشجار، ومن غير البشر والمصانع بتاعتهم الهواء هيرجع تاني أنظف بكتير، وفي بعض المدن اللي كانت مزدحمة بالسكان الأول مدى الرؤية فيها هيبقى أفضل بكتير، أما المدن الصحراوية اللي زي “دبي” مثلاً هـ تتغطي تمامًا تحت الرمال، وخلال 300 سنة من حادثة الإختفاء المباني اللي من المعدن زي برج “أيفل” هتبدأ تنهار بسبب الصدأ، ومن غير ما حد يحافظ على المباني المعدنية دي بمضادات الصدأ مثلاً الحديد هيتفاعل مع الأكسجين الموجود في الجو وهيبدأ يتأكل تمامًا، وأكبر المباني هتبدأ تسقط هي كمان، لكن قبل كده مدن كتير هتُفنى بسبب الحرائق، والمدن اللي موجودة في أوروبا وأمريكا بكثرة في الضواحي أغلب مبانيها مصنوعة من الخشب، وبما إن ما فيش حد يطفي النار اللي هتحصل – بسبب ضربة برق مثلاً – النار هتاكل في البيوت كلها.
ازدهار
الحياة الطبيعية هتبدأ ترجع تاني زي ما كانت زمان قبل ما البشر يغيروا شكل الأرض، وآلاف الفصائل من الحيوانات والطيور هترجع تاني لمواطنها الأصلية بعد اختفاء البشر، بالإضافة كمان لحيوانات بحرية كتير هترجع تزدهر زي الحيتان مثلاً واللي هترجع تتكاثر بقوة بدون التدخل البشري، وبالرغم من إن التوازن في الحياة البرية هيرجع بعد بضعة مئات من السنين إلا إن التوزيع الجغرافي بتاعهم هيفضل مختلف للأبد؛ والسبب إن فيه حيوانات في حدائق الحيوان واللي جايبة حيوانات من أماكن مختلفة من العالم وحطاهم في أماكن مش بتاعتهم، أما بقى بعد عشر آلاف سنة مثلاً كل اللي هيبقى فاضل من أثار البشرية هتبقى شويه مباني حجرية قديمة زي أهرامات الجيزة، وسور الصين العظيم، والأثار اللي عمّرت من الحضارات القديمة لحد دلوقت، أما بقى في المستقبل جدًا بعد ملايين السنين المنتجات البلاستيكية والزجاجية هي بس اللي هتكون آخر حاجه موجودة من أثار البشر؛ والسبب أن الروابط الكيميائية الموجودة في البلاستيك والمطاط عندها مناعة من أغلب إنزيمات الهضم الموجود عند البكتيريا، بالإضافة كمان لإنها مش بتتأكل ولا بتصدي، لكن هي كمان هتختفي بعدها بكام مليون سنة، وهترجع تاني الأرض قبل البشر.