بالرغم من إن فيه مشاريع كتير بتفشل بعد ما بتتعمل إلا أنه مع ذلك الموضوع بيبقى وقعه على النفس أرحم بكتير من بعض المشاريع اللي بيتحكم عليها بالفشل من قبل حتى ما تتعمل، فكتير من المشاريع بما فيها المشاريع العملاقة بيتم التوقف عن إكملها من غير ما تتاح لها أي فرصة للإختبار، والغريب بقى أو حتى المؤسف أنه أحيانًا ما بيكون الكسل وفقدان الاهتمام هم الأسباب الرئيسية لعدم إكتمال المشروع وخسارة كل المصاريف اللي راحت في سكته.
مشروع Duga_1
تشيرنوبل 2 هو الإسم اللي اشتهرت به محطة الرادار السوفيتية العملاقة Duga-1، واللي كانت من المفترض إنها هتكون جزء من منظومة الدفاع المضادة للصواريخ وأسلحة الفضاء الخاصة بالجيش السوفيتي، استغرق التصديق الحكومي عليه حوالي ثلاث سنوات بدأت من يناير 1972، إلى إبريل 1975، وبحلول عام 1996 كانت الأعمال الضخمة بدأت في سرية كبيرة وسط غابة “بولوسيا Polissia”، لكن مع بداية الأعمال صَاحب المشروع مشاكل تقنية كتير أخرت من إنتهائه.
ففي البداية إتضح أن تردد أنظمة العمل تداخل مع أنظمة الطيران المدني وأساطيل الصيد الأوروبية، ووصلت حدة الإشارة للتداخل مع بعض الإذاعات؛ بل حتى الهواة كانوا قادرين على التقاط الإشارة على أجهزة الراديو بتاعتهم، وبدأ الكل يدرك إن في حاجه ضخمة بتتعمل على الأراضي السوفيتية؛ وكنتيجة للمشاكل التقنية دي تأخر العمل في المحطة، وخلال ما كان العلماء السوفيت بيحطوا اللمسات الأخيرة للانتهاء من المشروع العملاق، انفجرت محطة تشيرنوبل القريبة من الموقع واللي مش بتبعد أكتر من كيلومترات معدودة، واضطرت السلطات لإغلاق المجمع كله وإجلاء العاملين فيه بسبب التلوث الإشعاعي، ومن الوقت ده ولغاية النهاردة مازالت الهوائيات العملاقة اللي كانت مستخبية في الغابة واقفه بدون إي وظيفة.
محطة Marble Hill
بمناسبة حادث تشيرنوبل السوفيتي بقى، واللي اتضح أنه له أخ توأم إسمه تشيرنوبل 2، فمن العدل برضه إننا نوضح إن الأخطاء في النوعية دي من المشاريع العملاقة مكانتش مُختصة بس بالدب الروسي، إنما برضه المنافس الأمريكي حصلت معاه حوادث شديدة الشبه، ومن أشهر حوادث المفاعلات النووية كان حادث “ثرى مايل الأمريكي Three Mile Island accident”، وعلى الرغم إن إسم الحادث ده مش بنفس شهرة حادث تشيرنوبل؛ إلا إن سنة وقوع كانت 1979 يعني الحادث الأمريكي حصل قبل الحادث السوفيتي بسبع سنين كاملين، وعلى الرغم من إن الحادث الأمريكي كانت طبعًا خسارة طفيفة بالمقارنة مع حادث تشيرنوبل؛ إلا أنه برضه تم تصنيفه على إنه أهم حادث في تاريخ محطات الطاقة النووية في إمريكا كلها، وتسبب الحادث ده في كتير من الاضطرابات والقرارات الاحترازية أو حتى المتسرعة، وكان من ضمن القرارات التخلي عن محطة الطاقة النووية في ولاية انديانا والمعروفة بإسم “محطة Marble Hill للطاقة النووية”، واللي كانت واحدة من ضحايا الشروط والقوانين الجديدة الصارمة اللي اتحطت بعد حادث “ثرى مايل”، وكانت النتيجة هي توقف الأعمال بالمحطة؛ لعدم مطابقتها الشروط بعد ما وصل حجم الإنفاق لأكتر من 2.5 مليار دولار.
مشروع برورا
قبل الحرب العالمية التانية بثلاث سنوات، وأثناء ما كان هتلر بيعيد بناء ألمانيا على كافة الاصعدة، كان واحد من القطاعات دي هو قطاع السياحة؛ ولتحقيق الهدف ده قررت الحكومة النازية إقامة أكبر منتجع في العالم سنة 1936، ووقع الاختيار على جزيرة “روجن Rügen” على بحر البلطيق؛ عشان يتم تصميم منتجع عملاق على طول يبلغ 4.5 كلم، وأطلقت الحكومة النازية على المنتجع ده إسم “برورا Prora”، وكان من المنتظر أن “برورا” يبقى فعلًا واحد من العجائب الهندسية في العالم كله، لكن مع بداية الحملات الألمانية في أوروبا وقفت عمليات البناء وانضم العمال للثكنات العسكرية، أما بعد الحرب فالمنتجع مر بكتير من أفكار المستثمرين للاستفادة منه وكان آخرهم هو شركة العقارات الألمانية “Metropole Marketing”، واللي فكرت في تحويل المنتجع لمجمع سكني في سنة 2013، وبيقال إن الشركة هتنتهي من الأعمال في المشروع بحلول سنة 2022، لكن حتى مع اكتمال المشروع أخيرًا بعد أكتر من 85 سنة، فتحويل فكرة المشروع الأساسية من منتجع سياحي لمجمع سكني يعتبر بمثابة إسدال الستار على مشروع برورا الأصلي.
مترو أنفاق اوهايو
بعد بداية الأعمال سنة 1920 وبعد الإنتهاء بالفعل من تجفيف قناة مائية بطول 26 كلم وبناء 6 محطات كاملين لمترو أنفاق مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو الأمريكية، تم التخلي عن المشروع، وكان السبب المرة دي هو الكساد الكبير اللي ضرب أمريكا سنة 1929، ومع الرغبة في استكمال المشروع بعدها؛ تورطت أمريكا في الحرب العالمية التانية وتوقف المشروع برضه من جديد، ومع كثافة الأعمال الحربية وارتفاع تكاليف الموارد تم اعتبار المشروع بلا جدوى وتم تأجيل الأعمال فيه لأجل غير مسمى، ومع مرور الوقت تحولت المحطات غير المكتملة لشبكة كهفية بتشبه سراديب الموتى، واستمرت مهجورة من غير أي خطوات عملية، وفي النهاية تحولت السراديب لمكان بيتردد عليه المغامرين والمصورين لمشاهدة الواقع المؤلم اللي وصل إليه المشروع.
قصر موسكو السوفيتي
يعتبر “قصر موسكو السوفيتي Palace of the Soviets” واحد من أشهر المشاريع غير المكتملة؛ وده بسبب إن القصر المهيب ده كان مخطط له أنه يبقى أعلى بناء في العالم كله، وكان هيبقى عبارة عن مبنى ارتفاعه 316 متر مُجهز بتمثال لقائد الثورة البلشفية “لينين” يبلغ طوله لوحده 100 متر كاملين، وكان المبنى يمثل رمز للاشتراكية والدولة الجديدة، وتم الإعلان عن المبنى في نفس المؤتمر اللي أعلن عن إنشاء اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية في ديسمبر 1922، لكن البداية الحقيقية لأعمال البناء كانت بعدها ب 11 سنة بعد الإنتهاء من التصاميم وبعض الأعمال التمهيدية واللي كان من أهمها هدم كاتدرائية لإخلاء المكان من رمز روسيا القديم وإحلال الرمز الجديد بدلًا منه، وبالفعل استمرت أعمال البناء واللي تم فيها الإنتهاء من الأساسات وكل الدعائم الفولاذية، لكن مع الهجوم الألماني المباغت سنة 1941 كل شئ توقف، ده غير كمان إن السوفيت بدأوا أنهم يفككوا الفولاذ الإنشائي عشان يستخدموه في التحصينات والجسور، وحتى بعد إنتهاء الحرب تم إهمال المشروع تمامًا واتحكم عليه إنه يبقى واحد من المشاريع غير المكتملة للأبد.
حديقة جسر لندن المعلقة
حديقة “جسر لندن المعلقة london garden bridge” كانت واحدة من المشاريع اللي اتحكم عليها بالإلغاء بعد سنين طويلة من الانتظار والأمنيات، الحديقة كان مخطط لها إنه يتم تأسيسها فوق جسر معلق يعبر نهر التايم، وعلى الرغم من أن التقدير الإجمالي لتكلفة المشروع ده كانت 60 مليون جنيه إسترليني؛ إلا إنه تم الموافقه على إنشاء الجسر والحديقة باعتبار أنهم حلم قديم لكل سكان لندن، بالإضافة إلى أن بعض الجمعيات الخيرية والمتطوعين وعدوا بالمساهمة في التكاليف على أمل أن الحديقة تعمل على رواج السياحة في المنطقة، وبالتالي هتعوض الحديقة المصاريف سواء بتاعة الإنشاء أو حتى مصاريف الصيانة؛ ونتيجة للموافقة الحكومية بدأت الأعمال في سنة 2012، وكان مُخطط للجسر إنه يكون بطول 366 متر وبعرض حوالي 30 متر، وعلى امتداد المساحة دي كلها كان مخطط إنه تنتشر الحدائق والمرافق اللي بتبص مباشرة على مياه النهر، لكن للأسف بعد الأحلام والخطط دي كلها كانت سنة 2014 محضرة مفاجأة كبيرة للجميع، فبعد ملاحظة المسئولين إنه تم صرف حوالي 53 مليون جنيه إسترليني من غير الإنتهاء من أي إنشاءات ملحوظة بالرغم من إن التكلفة المتوقعة الإجمالية كانت 60؛ وبدأت المشاكل القانونية والمعارضة الحزبية اللي تزعمها حزب العمل؛ ونتيجة للمشاكل دي توقفت الأعمال تمامًا لغاية أغسطس 2016، وهو الوقت اللي أتضح فيه إن التكلفة الإجمالية المقترحة لإكمال الجسر ارتفعت لمبلغ يتراوح بين 185 إلى 200 مليون جنيه إسترليني، وده طبعًا كان المبلغ مستحيل الموافقة عليه بأي حال من الأحوال، وكان في رأي المسئولين إن تحمل خسارة الـ 53 مليون إسترليني أفضل من المغامرة بوصول المبلغ لـ200 مليون، وفي النهاية تم إلغاء المشروع تمامًا بحلول سنة 2017.
مشروع معبر خليج الدوحة
يعتبر مشروع معبر خليج الدوحة المشهور مشروع معبر شرق، هو أكتر مشروع مازال بيملك بعض الحظوظ إنه يكتمل، وهو واحد من مشاريع البنية التحتية اللي تقدمت بها دولة قطر مع ملف تنظيم بطولة كأس العالم سنة 2022، والمشروع طبعًا كان الهدف منه تسهيل الانتقالات للأعداد الكبيرة من الفِرق والجاليات اللي من المتوقع وصولها لقطر مع بداية البطولة، والمشروع كان عبارة عن إنشاء معبر من 3 جسور متصلة مع بعضها عن طريق نفق من تحت المياه بإجمالي طول يبلغ 12 كلم، لكن في سنة 2015 أخدت الحكومة القطرية قرارها بتأجيل كتير من المشروعات؛ نتيجة لانخفاض أسعار النفط وكان مشروع معبر شرق واحد من المشاريع اللي تأجلت، وفي الربع الأخير من 2020 وافقت الحكومة القطرية أخيرًا على إعادة تمويل المشروع، لكن اللي تبين إن المشروع محتاج 4 سنين عشان يتم الإنتهاء منه، وده الأمر اللي يعني أن المشروع في كل الحالات مش هيقدر يخدم الأعداد اللي تتوافد مع بداية البطولة؛ ونتيجة للمعلومة الجديدة دي بدأت الأعمال تبقى بطيئة جدًا لحد التوقف فترات طويلة، ومش معروف على وجه التحديد إذا كان المشروع هيكتمل أصلاً ولا لأ.