الكرة الأرضية هي مكان خصب لعدد من الظواهر الطبيعية والجيولوجية المتنوعة، وبتعتبر الثقوب اللي بتخترق القشرة الأرضية واحدة من الظواهر اللي العلماء والمستكشفين لا تفوتهم أي نوع من الظواهر من غير دراستها وفهمها وتفسيرها بكل الطرق العلمية المُمكنة، والأكثر غرابة في الموضوع إن العلماء والمستكشفين نفسهم بيحاولوا إنهم يصنعوا النسخة الخاصة بيهم من الثقوب، واللي أحيانًا تزيد خطورتها وغموضها حتى عن الثقوب الأرضية الطبيعية.

أعمق حفرة طبيعية فى العالم

حفرة ” شاو شاى Xiaozhai Tiankeng ” هي أعمق حفرة طبيعية في العالم موجودة على اليابس بمعنى أن الحفرة دي هي خندق ماريانا بتاع اليابس، وعلى الرغم من إن أقصى عمق ليها هو 662 متر، لكن طبعًا مجرد السقوط من ارتفاع أمتار معدودة بيكون قاتل لأغلب الكائنات، وده للأسف اللي كان بيحصل في الماضي بصورة دورية لعدد من البشر وكثير من الحيوانات في الثقب ده؛ لأن الحفرة أوالثقب ده كان في الأصل شبكة من الكهوف الكاريستية اللي تشكلت خلال ملايين السنين تحت الأرض، وبتعتبر نوع من أنواع الكهوف ضعيفة الأسطح، وعادة ما بتحصل انهيارات أرضية للاسقف بتاعتها وتستمر في الاتساع، وهو الاتساع اللي وصل في الوقت الحالي لـ626 متر طول و 537 متر عرض، ولما تضيف بقى معلومة إن الحفرة بتتواجد في غابة يكون مفهوم أد إيه كان من الصعب اكتشافها في الماضي بالنسبة لكثير من المخلوقات، وطبعًا مع تعدد الحوادث حفظ السُكان المحليين الحفرة وبدأوا في تجنُبها وتجنُب كل الأماكن القريبة منها، ومع مرور الوقت وتطور العلوم كان من الطبيعي إن العلماء يحاولوا دراسة قاع الحفرة، وهو الأمر اللي أعلن عن مفاجأة جديدة أوضحت على الأقل سبب عدم العثور على بقايا أو عظام من الضحايا اللي وقعوا في الحفرة، وتمثلت المفاجأة في اكتشاف كهف من الحجر الجيري في عمق الحفرة تتصل بنهر قوي من المياه الجوفية طوله أكثر من 8 كلم، والنهر الجوفي متصل بنهر “بانيانج Panyang” ويتبادل معاه المنفعه دائمًا حسب ارتفاع أو انخفاض منسوب المياه، ومعناه إن أي أجزاء كانت بتتبقى من الكائنات الحية اللي بتقع في الثقب كان يتم جرفها مع تيار النهر الجاري.

فوهة “بتاجايكا Batagaika”

فوهة “بتاجايكا Batagaika”هي نوع مختلف من الثقوب، ثقب ضخم جداً بيبلغ طوله حوالي كم كامل وبيصل عمقه لحوالي 100 متر، لكن ما يميز الثقب الخطير ده أن سطحه يتكون من التربة الصقيعية ممكن تنهار في أي وقت، وطبعًا يرجع سبب الانهيارات في التربة للتغير في درجات الحرارة، والثقب ده بيتواجد في روسيا الشمالية في واحدة من أكتر مناطق العالم برودة، وكانت بداية اكتشافه في الستينيات بعد ما قامت الحكومة بإزالة جزء كبير من الغابات في المنطقة، ووفقًا لبحث تم نشره سنة 2016 فقاع الثقب كان يحتوي على مواد متحجرة مختلفة بداية من حبوب اللقاح وصولًا لجُثث الحيوانات المُنقرضة، ووفقًا للبحث العلماء أكدو أن الثُقب في حالة اتساع ونمو مستمر نتيجة للاحتباس الحراري.

الثقب الأزرق Blue Hole

ثقب الـ Blue Hole أو الثقب الأزرق في مدينة دهب المصرية، يعتبر واحد من الرحلات المُحببة لكل الزائرين، والثقب لا يتجاوز قطره الـ80 متر تقريبًا، أما العمق يصل لحوالي 130 متر، وعلى الرغم من جماله وزيارة الأعداد الكبيرة من السياح له بصورة شبه مستمرة، إلا أن أغلب الزيارات تقتصر على مشاهدة الأحياء المائية من السطح عن طريق السنوركل، أما بقى مسألة الغوص في أعماق الثقب هي مسألة تعتبر في غاية الخطورة، بل إن الثقب مشهور عالميا بلقب مقبرة الغواصين.

والسبب في التسمية راجع لوفاة 200 ضحية في أعماق الثقب، ولو حد زار الثقب هيلاحظ النصب التذكاري منقوش عليه أسماء 130 ضحية تم التعرف على أسمائهم، وبسبب ده لا يُسمح بالغوص إلا للغواصين المحترفين، لكن طبعًا بعض المتهورين يغوصوا فيه دون تأهيل مناسب والثمن بيكون ساعتها هو حياتهم، ومن أغرب الأمور ان واحد من أسباب الوفيات في الثقب ده هو نقاء المياه الشديد، نتيجة للنقاء ده بيكون الغواص شايف الضوء والمخرج من الناحية المقابلة، لكن مع محاولة العبور للنفق يكتشف إن الوقت اللي محتاجه للعبور أكثر بكثير من المتوقع، بالإضافة إنه بيقابل تيارات من المياه بتبطئ حركته وبالتالي بيستهلك الأكسجين قبل ما يعبر ويمر.

الثقب الأسود Black Hole

من المعروف أن الثقوب السوداء فى الفضاء اسمها كده، لأن جاذبيتها المهولة بتمتص كل حاجه بما فيها الضوء، وبالتالى مش بيظهرلنا منها غير الظلام الدامس واللون الاسود، لكن ياترى هل ممكن نفس الظاهرة دى تحصل على الأرض ؟
جزيرة “اندروس Andros” هى أكبر جزيرة بين كل جزر البهاما، وبالقرب من شواطئ الجزيرة لاحظ العلماء بقعة من المية بتشبه تماما الثقوب الزرقاء اللى منها ثقب دهب اللى لسه متكلمين عنه، إنما المرة دي بقى فالثقب كان لونه اسود مش اللون الأزرق المعتاد.

قطر الثقب يتراوح بين 270 إلى 310 متر، ومع الدراسة اكتشف العلماء ان الثقب ده مش بيزيد عمقه عن 47 متر بس، وال 47 متر دول مقسمين ل 3 مناطق فى الأعماق، المنطقة الأولى واللى بيستمر عمقها ل 18 متر عبارة عن مياه نقية مفيش فيها اى شئ غريب، أما المنطقة اللى بعدها واللى مش بيزيد عمقها عن متر واحد إضافى، فهي عبارة عن أعداد صعبة الحصر من بكتيريا سامة بتحتوى على تركيزات عالية من كبريتيد الهيدروجين، وبيقدر العلماء اعداد البكتريا دي بـ 10 مليون خلية في المليلتر الواحد، أما الضوء بقى فهو يعتبر بمثابة الغذاء المفضل للنوع ده من البكتريا، فالأعداد المهولة دى من البكتريا بتقوم بامتصاص الضوء وتحويله لحرارة، وعشان كده بترتفع درجة حرارة المية جدا فى المنطقة دى وبتوصل لحوالى 40 درجة مئوية، وطبعا بيؤدي امتصاص الضوء لظهور الثقب باللون الاسود بالإضافة لانتشار الظلام فى الاعماق، وهو الامر اللى بيخلى ممارسة الغوص شبه مستحيلة حتى على أعتى الغواصين وأكثرهم خبرة.

ثقب معبد الموت Tample of Doom

ثقب معبد الموت هو عبارة عن هبوط أرضي فى غابة من أراضي حضارة المايا بالمكسيك، وبيعتبر ثقب معبد الموت واحد من المزارات السياحية المحببة لكتير من الناس، والثقب ده مش بيتجاوز عمقه اكثر من 16 متر، و زوار الثقب بيحتاجوا انهم يستخدموا سلم مثبت بالقاع للوصول لسطح المياه، ده غير طبعاً اللى بيحبوا انهم يقوموا بقفزات أكروباتية بعيداً عن استخدام السلم.

وروعة وجمال الثقب ده هما مشكلته في نفس الوقت، الثقب ده فى الاساس عبارة عن كهف أشبه بالمتاهة اتشكل خلال ملايين السنين، وبيؤدى انعكاس الأضواء واختراقها للثقوب الصخرية لتكوين لوحات فنية طبيعية تحت المياه، وبتساهم التاثيرات البصرية الجميلة اللى بتتشكل من انعاكس الضوء مع المتاهات الموجودة فى الكهوف فى عملية جذب للغواصين اللى بيستمروا فى الحركة، ولو حصل ومكانش الغواص فى حالة انتباه او بيستعين بواحد من الحبال المثبته فى السطح، بيكون من السهل انه يتوه تحت ومايعرفش يرجع لمكان الخروج، وده ببساطة لأن الكهف زى ما قلنا عبارة عن متاهة بتوصل ل 10 ألاف متر من الطرق المتشعبة فى أعماق الغابة.

سنيك ريدج “Snake Ridge”

ثعابين البحر تعيش في المياه الإستوائية وشبه الإستوائية، حيث يقتصر وجودها على أجزاء من المحيطين الهندي والهادي، ويصل طولهم لـ 3 أمتار يعتبروا غطاسين مهرة وبيقدروا يوصلوا لأعماق تُقدر بـ 250 متر كاملين، لكن في النهاية بيحتاجوا إنهم يرجعوا للسطح مرة تانية عشان الأوكسجين، والمشكلة الكبيرة إن الثعابين البحرية معظم أنواعها تعتبر شديدة السُمية وبدرجة أعلى من سم الكوبرا، ويعتبر ثقب “سنيك ريدج Snake Ridge” الموجود بجزيرة ” جوناجا اباي Gunung Api” باندونيسيا واحد من البيئات الطبيعية التي تنتشر فيها الثعابين البحرية، ومش مفهوم درجة الفضول وحب الاستكشاف الذي يجعل البعض إنه يغوص في الثقب ده، وكمان يقوم بتصوير نمط الحياة البحرية للأنواع الخطيرة دي من الكائنات، لكن المُستكشفين بيقولوا إنه رغم السُمية الشديدة لأنواع الثعابين البحرية إلا إنهم بيتميزوا بالوداعة وعدم الميل للهجوم إلا في حالات الرعب والتعرض للخطر، وبيقول الباحثين إن معظم حالات اللدغ من الثعابين البحرية بتحصل للصيادين اللي بتعلق الثعابين بشباكهم عن طريق الخطأ خلال عمليات الصيد.

بئر الكولا Kola Superdeep Borehole

“بئر الكولا Kola Superdeep Borehole” كان واحد من المشاريع التنافسية بين السوفيت والأمريكان، مثل المنافسة على سباق الفضاء خلال الحرب الباردة، وكان هدف السباق هو الوصول أولًا لمركز الأرض، وبئر الكولا ده هو أخطر الثُقوب الموجودة على الأرض كلها بلا مُنازع، لكنه في نفس الوقت ونتيجة لأنه أخطر الثقوب فهو يعتبر أكثر الثقوب الآمنة، وده ببساطة لأنه من شدة خطورته تم وضع غطاء عليه حتى لا تتُاح الفرصة للفضوليين والمغامرين للعبث به.

بئر الكولا يبلغ عمقه 12262 متر بالظبط، بمعنى أنه أعمق من أي نقطة معروفة سواء على اليابس أو في المحيط، فالثُقب أعمق من خندق ماريانا بحوالى 1000 متر على الأقل، وعلى الرغم من العمق الكبير ده إلا إنه في النهاية لا يعبر عن أكثر من مجرد خدش في القشرة الأرضية التي يبلغ متوسط سُمكها حوالي 40 ألف متر، وتعتبر مجرد المرحلة الأولى من رحلة طويلة لمركز الأرض الذي يتواجد على عمق 6 مليون و 37 ألف متر “6371 كم”، وأضطر علماء السوفيت أنهم يتوقفوا عن الحفر لأسباب كثيرة أهمها ارتفاع درجات الحرارة في الأعماق لدرجات غير متوقعة بالإضافة للإضطرابات السياسية وتفكك الاتحاد السوفيتي وغياب التمويل.