القصص اللي الناس بيدَّعوا فيها إنهم شافوا فضائين مالهاش أول من أخر، كل فترة تسمع عن حد بيقول أنه شاف فضائي بعينه وكلمه كمان، بعض القصص دي بيكون مُبالغ فيها جدا وهزلية، والبعض الأخر بتكون أحداثه محبوكة، لكن من وسط القصص دي كُلها، قصة الزوجين “بارني وبيتي هِيل Barney and Betty Hill” ، تعتبر أغربهم على الإطلاق، وده ببساطة لأن مفيش أي حد لحد النهاردة قدر يثبت إن القصة بتاعتهم غير صحيحة، اتعمل معاهم لقاءات كتير جدًا، وأُجرى عليهم فحوصات طبية ونفسية، واتقابلوا مع باحثين وعلماء، وسياسيين، ومحدش قدر يثبت أنهم كدابين، لدرجة إنهم لما اتعرضوا على جهاز كشف الكذب المُفاجأة كانت إن جهاز كشف الكذب كان شايف انهم بيقولو الصدق.

مين هما بارني وبيتي؟

بارني هيل هو أمريكي بيشتغل في مكتب البريد في مدينة (بورتس موث) في ولاية نيوهامشير الأمريكية Portsmouth New Hampshire، وبيتي كانت خريجة (جامعة نيوهامشير) وبتشتغل في الخدمة الإجتماعية في نفس المدينة، الثنائي اتقابلوا واتجوزوا، وحياتهم كانت طبيعية تمامًا ومفيش فيها أي شيء مُريب أو غير مألوف، لكن أحداث حياتهم بتاخد مسار مُختلف، لما بيقرروا إنهم يقضوا الأجازة بتاعتهم في منطقة شلالات نياجرا Niagara Falls الواقعة بين الولايات المتحدة وكندا، الرحلة بتاعتهم بدأت يوم 17 سبتمبر سنة 1961م، واستمرت لمدة 3 أيام، وفي يوم 19 سبتمبر بعد ما أنهوا الرحلة، أخدوا العربية بتاعتهم وإتجهوا في طريق العودة للمنزل، لكن وهما ماشيين بجانب الجبال البيضاء وتحديدًا الساعة 10 ونص مساءًا حصلت لهم حاجة عجيبة جدًا.

رؤية جسم غريب

بيتي لمحت نقطة مضيئة بتتحرك بشكل غريب في السما، في الأول كانت معتقدة إنه شهاب أو أي جُرم سماوي، لكن اللي لفت نظرها إن النقطة دي بتتحرك بشكل غير منتظم، وحجمها عمال يزيد بإستمرار، وقتها طلبت من بارني إنه يوقف العربية وينزلوا يشوفوا إيه الجسم الغريب ده، وبالمرة يمشّوا الكلبه بتاعتهم، وبالصدفة كان معاهم منظار صغير في العربية، أخدوه ونزلوا يبصوا منه على الجسم اللي في السما، لكن في الأول الرؤية مكنتش واضحة، لكن لما دققوا النظر اكتشفوا إن الجسم أشبه بطيارة دائرية الشكل بتحاول تهبط في منطقة جنبهم، ولما شافو الكلام ده قالك احنا نركب العربية ونمشي من سُكات، لكن الغريب إن الجسم ده غيَّر مساره فجأة وإتجه ناحيتهم كأنه شافهم وهم بيراقبوه، وقرب منهم جدًا لدرجة إنه قطع عليهم الطريق، وبعد ما وقف الجسم ده على أمتار قليلة من العربية بتاعتهم، خرجت منه أضواء قوية نورت المكان كله، لكن بارني أخد المسدس بتاعه ونزل يبص على المركبة، المفاجأة إنهم شافو حوالي 10 مخلوقات غريبة لونهم رمادي، واقفين في النوافذ بتاعه المركبة وبيبصوا عليه، ولقى صوت غريب بيكلمه جوا دماغه وبيقوله: “خليك باصص علينا أكتر”، وفجأة لقى المركبة بتتفتح وخرج منها قطعة معدنية غريبة.
وقتها بارني أصِيب بالذعر، وجري ناحية العربية، وبدأ يصرُخ ويقول لـ بيتي: “لازم نمشي بسرعة قبل ما يمسكونا”، وبالفعل اتحركوا بالعربية بأقصى سرعة ممكنة، لكنهم حسوا بذبذبات أو نبضات بتخبط فيهم وهم جوا العربية، واللي خلاهم يفقدوا الوعي، وبعد شوية فاقوا على صوت نفس الذبذبات، لكن المفاجأة إنهم لما بصوا حواليهم لقوا نفسهم في طريق تاني خالص، وبيبعد عن المكان اللي كانوا فيه حوالي 60 كيلو متر، ولما بصوا على الساعة لقوها عدت 12 منتصف الليل، وده كان معناه إنهم فاقدين للوعي لمدة ساعتين تقريبًا، لكن إيهاللي حصل بالظبط خلال الساعتين دول مش فاكرين، بعدها أخدوا العربية للبيت، بس الموضوع ماوقفش هنا.

أشياء غير مفهومة

لما بارني وبيتي وصلوا البيت بدأوا يلاحظوا حاجات غريبة، الساعات اللي كانت معاهم وقفت ومابقتش تشتغل، والمنظار بتاعهم كان مكسور، والجزمة بتاعت بارني كانت مقطوعة من فوق بطريقة غريبة، والأكثر غرابة إن فستان بيتي كان مقطوع من أكثر من مكان مختلف بشكل دقيق وكأنه متقطع بمقص، ولاحظوا كمان إن في مسحوق غريب لونه وردي موجود على أماكن مُتفرقة من الفستان، لدرجو أن اللون الوردي امتزج بالفستان تمامًا، وغير من لونه تمامًا.

الحاجات دي كلها إديتهم إيحاء بإن في حاجة حصلت فعلا، بس هم مش فاكرينها، وفورًا تواصلوا مع السلطات في (القاعدة الجوية) القريبة منهم وبلغوهم باللي حصل، لكن طبعًا محدش صدقهم وعشان كدا خوفًا من إن الناس ممكن تتهمهم بالجنون ماحكوش الموضوع بعدها لأي شخص، ولفترة طويلة كانت بيتي بتعاني من كوابيس مُفزعة طول الليل، عقلها بيسترجع لقطات من أحداث غريبة حصلت في الساعتين اللي فقدت فيهم الوعي، وكذلك بارني كان بيعاني هو كمان من نفس الموضوع، لدرجة إنه أُصيب بإضطرابات نفسية حادة.

الإستعانة بالطب النفسي

دكتور بنجامين سايمُن Benjamin Simon

بعد مرور سنتين كاملين من الواقعة دي، قرر الزوجين إنهم يستعينوا بطبيب نفسي وتواصلوا مع أكثر من طبيب، لحد ما إنتهى بيهم الحال مع الطبيب النفسي المشهور وقتها، وهو دكتور “بنجامين سايمُن Benjamin Simon “، الزوجين بدأوا يحكوا لـ سايمُن الموضوع بالتفصيل، ابتداءًا من لحظة رؤيتهم للجسم المُضيء في السما، ولحد مافقدوا الوعي في السيارة، وبدأوا يوصفوله شكل المركبة، وشكل المخلوقات اللي شافوها، وبدأوا كمان يحكو عن الكوابيس اللي بتراودهم بإستمرار.

الطبيب سايمُن كان شايف إن السبب في الكوابيس المخيفة اللي بتجيلهم، هو إن في حدث صادم حصلهم خلال الساعتين اللي فقدوا فيهم الوعي، وعقلهم الواعي رافض إنه يتذكر الأحداث دي، لكن في نفس الوقت العقل اللاواعي مازال مُحتفظ بأجزاء من الحادثة، وعشان كده عرض عليهم إنهم يجربوا جلسات الإسترخاء، ويحاولوا إنهم يعبروا عن اللي جواهم ويفتكروا اللي حصل، وبدأ سايمُن يسجل الجلسات اللي عملها معاهم، والتسجيلات الصوتية دي موجودة لحد النهاردة، وبعد حوالي 6 شهور متواصلين من جلسات الإسترخاء والعلاج النفسي، قدر الطبيب سايمن إنه يتوصل للجزء المفقود من القصة، وخلى بارني وبيتي يقدروا يفتكروا الأحداث المشوشة اللي حصلت معاهم في الساعتين اللي فقدوا فيهم الوعي.

تفسير محاولة الإختطاف

اللي حصل في اللحظة اللي بارني وبيتي حاولوا يهربوا فيها بالعربية، هو إنه خرج ذبذبات مُعينة من المَركبة اصطدمت بيهم وبطأت من حركتهم، ونزل حوالي 5 أشخاص من المَركبة دي قصيرين ولونهم رمادي، وأخدوا بيتي وبارني وهُم دايخين ودخلوهم للمركبة، وقتها فصلوهم عن بعض، وحطوا كل واحد فيهم على ترابيزة كبيرة وأجروا عليهم مجموعة من الفحوصات والاختبارات، وقالولهم يسترخوا، وفي المُقابل مش هيحصلهم أي ضرر، وبالفعل بدأوا يفحصوا أيديهم ورجليهم ومفاصلهم، وحتى أسنانهم، وقصوا جزء من شعر بيتي ومن ضوافرها، وأخدوا عينة من جلدها، وقتها شافت شخص معاهم، كان واضح من هيئته إنه القائد بتاعهم، وحاولت تتواصل معاه وتسأله هم جايين منين وعاوزين منهم إيه بالظبط، ووصفلها الكوكب اللي جايين منه، ووضحلها إنهم مش هيئذوها لا هي ولا زوجها، وإنهم بمجرد مايخلصوا الفحوصات بتاعتهم، هيخلوهم ينسوا كل اللي حصل معاهم، وبالفعل بعد ما خلصوا، أخدوا بارني وبيتي، ورجعوهم للعربية بتاعتهم مرة تانية، وأطلقوا عليهم ذبذبات غريبة زي اللي أطلقوها عليهم أول مرة، علشان ينسوا كل اللي شافوه، وبدأت المركبة بتاعتهم تغادر المكان.

أدلة غريبة

لحد هنا أي حد بيسمع الكلام اللي قاله بارني وبيتي هيحس إنهم بيحكو عن فيلم خيال علمي، لكن المُدهش إن مفيش حد لحد النهاردة قادر يثبت إنهم غير صادقين في كلامهم، بل الأكثر غرابة إنه تم أجراء فحوصات على المسحوق الوردي اللي كان على فستان بيتي في خمس مُختبرات علمية، ولم يتم تحديد طبيعة المسحوق ده بالظبط، وكل اللي توصلوا ليه إنه خليط غريب من البروتينات والزيوت، كمان بيتي رسمت النظام النجمي اللي قائد المركبة وصفهولها، لما كان بيقولها هما جايين منين، ولما الفلكين راجعوا الرسمة بتاعتها، لاحظوا إنها قريبة من شكل نظام نجمي حقيقي اسمه “زيتا ريتِكيلي Zeta Reticuli”.

لكن للأسف توفى بارني بعد الواقعة دي بحوالي 8 سنوات بسبب نزيف في المُخ، وده تحديدًا في 25 فبراير من عام 1969م، في حين إن بيتي فضلت عايشة لحد عام 2004م.

النهاية

في النهاية قصة بيتي وبارني إتجسدت في أعمال أدبية وسينمائية عديدة، وبعض الكُتب اللي اتعملت عنهم، شارك فيها باحثين وعلماء فيزياء، ويمكن أشهر الكتب دي هو كتاب ” captured” والمكتوب على غلافه القصة الحقيقة لأول عملية خطف من قبل الفضائيين تم توثيقها، ولكن طبعًا على الجانب الأخر ناس كتير بتكذب القصة ككل، وبيقولوا إن اللي حصل مع بارني وبيتي ده مُجرد هلاوس ومالهاش أي أساس من الصِحة، لكن حتى الوقت الحالي اللي مصدقهم واللي مكدبهم غالبًا نابع من قناعته الشخصية.