أغرب حيوانات ظهرت في الأساطير القديمة

الأساطير والحكايات الخرافية ما بتحلاش إلا بمخلوقاتها العجيبة وحكاياتها المثيرة، والحيوانات والوحوش في الأساطير أحياناً بيفوق تصويرها أي خيال ممكن تفكر فيه، وبعضها مازال عايش في أذهان الناس وسط أرجاء المناطق اللي نشأت فيها الاسطورة، ولو بعد آلاف السنين، بل ان الروائيين وصُناع السينما بيقلبوا في صفحات الاساطير بحثاً عنهم وعن حكاياتهم، لإمدادهم بأفكار وتصورات أبعد من اللي ممكن حد يفكر فيها.

أمِّت Ammit

في العالم السفلي بالأساطير المصرية القديمة، بيعيش رعب القدماء المصريين وأكبر مخاوفهم متجسد في الكائن الخرافي أمِّت أو أكلة الموتى، شكلها كان في منتهى الغرابة، وحش هجين بيجمع بين 3 حيوانات مختلفة، تمساح في أسد في فرس نهر.
الراس راس تمساح، والجزء الأمامي من جسدها لأسد والجزء الخلفي لفرس النهر، وبحسب معتقدات المصريين القدماء أمِّت كانت تنتظر قدوم الموتى ومحاكمتهم، واللي يطلع قلبه غير نقي ومُثقل بالذنوب تلتهم قلبه، وبكده يختفي صاحبه من الوجود بدلاً من النعيم الأبدي في الحياة التانية، والقدماء المصريين ما عبدوش أمِّت ولا عمرهم اعتبروها من الآلهة في معتقداتهم، لكنها كانت بتمثل شكل من أشكال الترهيب وضرورة إتباع مبادئ “ماعت” إلهة الحق والنظام والعدل.

باسيليسك Basilisk

كل حاجة عن وحش الباسيليسك تخوف اكتر من اللي قبلها، انت بتتكلم على وحش بيقتل بالنظرة!
بترجع أولى الروايات عن وحش الباسيليسك المرعب للقرن الأول ميلادياً في كتاب “التاريخ الطبيعي” للمؤرخ الروماني “بليني الأكبر Pliny the Elder”، الكتاب ده “بليني” اتكلم فيه عن مخلوقات خيالية غير طبيعية بالمرة، ولعل الباسيليسك اكثرها رعباً على الإطلاق، وصفه بليني وقتها على انه حيوان أشبه بالثعابين مع علامات على راسه زي التاج كده، بس الوصف استمر في التغير وصولاً للعصور الوسطى، وأصبح الوصف الشائع عن الباسيليسك باعتباره هجين عجيب لحيوان براس ديك، وجناحات أقرب لتنين وذيل عجيب في نهايته شوكة سامة، واتحكى عن قدرات الحيوان ده انه بيمتلك لدغة تعتبر الأخطر بين جميع الوحوش الاسطورية، بل ان حتى أنفاسه في حد ذاتها سامة، يعني لو نفخ بس في وش بني آدم يموت، والأدهى من ده وده إن مجرد النظر في عيونه بتموت أي مخلوق، باستثناء العرسيات واللي قيل انها محصنة ضد سمه وسحره على حد سواء، وموضوع النظرة في عيونه بتقتل، دفعت الصيادين – طبقاً للأسطورة – انهم يشيلوا معاهم مرايا أثناء محاولات صيده، بحيث انه لما يبص في المرايا، سحره ينقلب عليه، حاجة كده على طريقة ميدوسا.

الرُخّ

يعتبر الرُخّ أحد أشهر الأساطير الشائعة وسط الرحالة والتجار، العرب منهم أو الغربيين، طائر عملاق في منتهى القوة لدرجة انه يقدر يرفع فيل بحاله من على الأرض، وحجمه غير طبيعي بالمرة لدرجة انه لما يفرد جناحاته، بتوصل المسافة ما بينهم لأكتر من 15 متر.
بترجع نشأة أسطورة الرُخّ للقصص الخيالية العربية قبل ما تشق طريقها للعالم الغربي، أتكلم عن احتمالية رؤيته الرحالة ابن بطوطة فوق بحر الصين بكتابه “تحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار / أو رحلة ابن بطوطة”، وتم الإشارة ليه في الرحلة التانية لسندباد في كتاب ألف ليلة وليلة وكذلك في حكاية عبد الرحمن المغربي من نفس الكتاب، وقال عنه المستكشف الإيطالي “ماركو بولو Marco Polo” ان اسلوب الصيد المفضل للرُخ هو اسقاط ضحاياه من مرتفعات عالية قبل افتراسهم، يعني ياخد الفيل أبو 3 طن في المتوسط ويطير بيه لارتفاع مميت ويسيبه، وبعدها ينزل ياكل، وبيرجح الباحثين ان اسطورة الرُخ من الممكن تكون مستوحاة من مشاهدة ما يسمى بـ “طيور الفيل”، وهو نوع من الطيور العملاقة اللي ما بتقدرش تطير، واللي كانت موجودة في مدغشقر حتى القرن الـ 17 ميلادياً.

هيبالاكتريون Hippalectryon

الهيبالاكتريون هو حيوان خرافي من الفلكلور الإغريقي، حيوان عجيب جداً نصه الأمامي عبارة عن حصان ونصه الخلفي عبارة عن ديك، أيوه ديك، بالأقدام الخلفية بالذيل بكله، وبيرجع أقدم تصوير للحيوان الهجين للقرن التاسع قبل الميلاد، وبيظهر شكله في نحوت ورسومات على الأواني والدروع الأثينية، وغالباً ما كان بيظهر فيها الراكب على ضهر الحيوان المثير للدهشة، واسم الحيوان مشتق من كلمة إغريقية مركبة بمعنى “الحصان الديك”.
البعض بيشوف ان منظر الحيوان مقزز أو مخيف، والبعض بيشوف فيه جمال، لكن الأكيد إن الكل متفق على غرابته، وبيعتقد الباحثين ان الشكل الغريب للحيوان والدمج بين الحصان والديك، له إسقاط رمزي مهم في خيال الإغريق، فالحصان بيمثل الرحلة الآمنة للحياة الأخرى، والديك بيمثل دفع أو صد الوحوش والشياطين أو الشر بصفة عامة، وده بإعتبار إن الديك مرتبط بتلاشي الليل وظهور النهار، فهو معتاد على الصياح في الصباح وهو وقت هروب الشياطين أو الشر المرتبط بظلام الليل.

هيبوكامبوس Hippocampus

الهيبوكامبوس هي حيوانات هجينة مرتبطة بـ بوسايدون – إله البحار عند الإغريق – الجزء الأمامي منهم عبارة عن حصان والجزء الخلفي عبارة عن سمكة، يعني تقدر تقول عليه فرس البحر أو حصان البحر، والحقيقة ان فيه تشابه واضح بينه وبين سمكة فرس البحر بالفعل.
تم تصويرهم في كلاً من الأساطير الفينيقية والاغريقية، ذكرهم الشاعر الإغريقي “هومر Homer” في ملحمة “الإلياذة” لما قال ان بوسايدون كان عنده عربة بتجرها خيول على سطح المياه، وكذلك الشاعر “أبولونيوس الرودِسي Apollonius of Rhodes ” – وهو من مواليد الاسكندرية – وصف خيول بوسايدون وهي بتنبعث من تحت المياه وبتخرج منها تماماً قبل ما تنطلق على الرمال الليبية، وهتلاقي أعلام وشعارات بعض الدول الحديثة بتاخد من فرس البحر رمز ليها، وبيطلقوا عليه اسم “هيبوكامي hippocami” نسبةً للحيوان الأسطوري.

مانتيكور Manticore

يعتبر المانتيكور أو آكل البشر من أبشع المخلوقات الاسطورية على الإطلاق، حيوان متعطش للدماء بتركيبة مخيفة بتجمع جسم أسد براس انسان وذيل عقرب، والبعض قال إن ذيله كان مغطى بأشواك أشبه بأشواك النيص، بدأت أسطورته بين أوساط الحضارة الفارسية، وانتقلت للفلكلور الأوروبي للمرة الأولى في القرن الخامس قبل الميلاد على ايد مؤرخين يونايين زي “كتيسياس Ctesias”، واللي وصف المانتيكور انه صاحب شهية واسعة ونهم للحم البشري.
طبقاً للأسطورة، المانتيكور أعتاد تسميم ضحاياه بذيله اللاذع بعد ما ينقض عليهم بسرعات جنونية، وفي روايات اخرى، قيل انه كان عنده القدرة على اطلاق لاسعات من ذيله زي الأسهم، وتأثير سمه على ضحاياه كان بيصيبهم بالشلل التام، وباستخدام صفوف أسنانه التلاتة الأشبه بأسماك القرش، كان بيلتهم المانتيكور لحم وعظام ضحاياه، ولا يترك أي أثر على وجودهم.

الجريفن Griffin

يعتبر الجريفن من أشهر الحيوانات الاسطورية على الإطلاق واللي مازال تصويرها موجود لحد النهاردة في عصرنا الحديث سواء في ألعاب الفيديو أو أفلام الفانتازيا.
مزيج مخيف بين اتنين من أشرس الحيوانات في العالم، الأسد والعُقاب، الجزء الأكبر من تكوينه بيرجع لأسد، مع الجسم والذيل والأرجل الخلفية، لكن جناحاته ومنقاره ومخالبه الأمامية متصورة في هيئة طائر العُقاب أو الصقر.
معظم الباحثين بيتفقوا ان اسطورة الجريفن نشأت في الأصل بالشرق الاوسط، لكن بمرور الوقت أصبحت شائعة في الأدب اليوناني القديم وفي معظم أنحاء العالم الأوروبي، بل إن فيه تصوير لحيوانات أشبه بالجريفين في الفن الايراني القديم والفن المصري القديم بيرجع تاريخها لـ 3 ألاف سنة قبل الميلاد، ودايماً ما ارتبط اسمه بالقوة والهيبة وكذلك بالذهب والكنوز بصفة عامة، واعتقد الناس قديماً ان وجوده مرتبط بحراسة كنز ما، وكتب عنهم “بليني الأكبر” إن الجحور اللي بيضعوا فيها البيض دايماً ما بيكون فيها كتل من الذهب.
واستمر الحديث عن اسطورة الجريفن وصولاً للعصور الوسطى، ووصف قوتهم الكاتب الانجليزي “جون ماندفيل John Mandeville” إنها بتُعادل قوة 8 أسود ومائة طائر عُقاب.