لا شك أن العادات الخاطئة المفروض متتعملش لا في رمضان ولا غير رمضان، لكن رمضان بيكون أولى باتباع كل العادات الصحيحة سلوكيًا، والصحية غذائيًا؛ لأنه شهر الطاعة وتهذيب النفوس؛ ولأنه شهر الصوم، فالصوم في أصله تدريب للنفس على تحمل أهم الغرائز البشرية اللي لا غنى عنها، فمن المفروض بعد التدريب ده يكون الإنسان قادر على الإقلاع عن العادات والسلوكيات الخاطئة خصوصًا لو مكنش أساسيات ولا غرائز.
الغضب والتذرع بالصيام
الصيام مش أمتناع عن الأكل والشرب بس، الصيام إمتناع عن الخطأ، الصيام هدوء وسلام وأخلاق، لكن للاسف بنلاقي إن من أخطر الأخطاء اللي بيرتكبها الصائم إنه يعتقد إن صيامة ذريعة للكسل والتقاعس عن العمل والتقصير في الواجبات، وده الأمر اللي بيأدي لمشكلة أكبر، وهي الخلافات بين الناس والعصبية والغضب والتوتر، وبصرف النظر عن أن الغضب والعصبية والمعاملة السيئة سلوكيات بتناقض تمامًا الغرض الأصلي لفريضة الصيام، إلا أن الغضب والعصبية والتوتر أصلًا بيزودوا من الجوع وبيضعفوا القدرة على التحمل.
هرمون الكورتيزول هو هرمون طبيعي بيتم إفرازه في الجسم في حالات العصبية والتوتر، وهو شقيق لهرمون الأدرينالين اللي بيفرز في حالات الشعور بالخطر، ومن الكورتيزول بيتم تصنيع هرمون الكورتيزون، وفي حالات الغضب والتوتر والعصبية بتزيد نسبة إفراز الكورتيزول وبيتم تحفيز العضلات وزيادة تدفق الدم للمخ، والعملية دى بيلزمها طاقة؛ فبيقوم الجسم بتحويل مخزون الكربوهيدرات والدهون والبروتينات لطاقة بيتم إرسالها مباشرة للعضلات.
وفي النهاية ده بيأدي للجوع عند بعض الناس اللي بتاكل أكتر عند الشعور بالتوتر والغضب، وممكن يؤدي لفقدان الشهية عند البعض الآخر في الوقت اللي بيتم فيه أستنفاد الطاقة المخزون، وبالتالى الشعور بالهبوط والإرهاق وعدم القدرة على استكمال الصيام.
الهجوم على الطعام والإسراف فيه
من المؤسف أن بعض الناس بيعتقدوا أن آذان المغرب معناه الرجوع لكل العادات السيئة، بما فيها العادات الغذائية الخاطئة، والغريب إنك تلاقي الشخص اللي قدر يتحمل اليوم كله مش قادر يتحمل بعض الدقائق الإضافية لصحته، وبيعمل هجوم انتحاري على كل شئ ممكن يتاكل، وفيه ناس بتعتقد إن سوء التغذية معناه قلة الأكل، لكن الحقيقة أن سوء التغذية معناها قلة الأكل أو كتر الأكل، أو حتى الممارسة غير الصحية للأكل، فالهجوم الانتحاري ده ممكن يؤدي لسوء التغذية وزيادة الوزن وأمراض القلب.
والصحيح هو اتباع السنة بالإفطار على بعض التمرات، وبعدين أداء صلاة المغرب، والعودة لاستكمال الإفطار، والعملية المنظمة دي بتأدي لتهيئة المعدة الخالية لاستقبال الطعام؛ لأن التمر من المواد السكرية سريعة الامتصاص واللي بيحفز المعدة على إفراز إنزيمات الهضم، وبالتالى بيؤدي إلى عودة نشاط الجسم وحيويته، وكمان بيزيل الشعور بالجوع، وده اللي بيكون له أثر في الاعتدال وعدم الشراهة عند تناول الوجبة الرئيسية، وبالتالى عدم الخمول والإرهاق والسمنة.
تجنب كسر الصيام بالماء المثلج أو المشروبات الغازية
صحيح انه من السنة البدء بشربة ماء أو بعض التمرات، لكن بعض الناس وخصوصا في البلاد الحارة بيكسروا صيامهم على المياه المثلجة أو المشروبات الغازية.
فبالنسبة للمياه، فالمياه الصحية هي المياه الفاترة ذات درجة الحرارة المعقولة، بينما المياه المثلجة بتؤدي لتنشيط العصب الحائر وإتلاف الأغشية المخاطية وجعل عملية الهضم بطيئة، وده بيسبب مشاكل في الجهاز الهضمي زي المغص والتقلصات، أما بالنسبة للمياه الغازية فهي غير صحية من الأساس طول الوقت، لكن بيزيد ضررها على المعدة الفاضية؛ لأنها بتزود نسبة الأحماض وبتؤدي للشعور بالغثيان والالتهاب، بالإضافة لزيادة الإحساس بالجوع.
تجنب كسر الصيام بهذه الأكلات
ونفس الكلام اللي فات بينطبق على الأطعمة الحارة والمخللات والبهارات على معدة فاضية، فمن العادات الخاطئة الشائعة عند البعض هي البدء بالمخللات والأطعمة الحارة بحجة انها بتفتح النفس، والحقيقة أن تناول النوعية دي من الأطعمة على معدة فارغة بيضر ببطانة المعدة وبيؤدي لتفاعلات حمضية وتشنجات وعسر هضم، ده غير إن الأطعمة الحريفة والمالحة وخصوصًا المخللات بتعمل على زيادة تخلص الجسم من المياه، وده الأمر اللي بيزود الشعور بالعطش خلال نهار رمضان.
مشاهدة التليفزيون أثناء الإفطار
من الأخطاء الشائعة خصوصًا في شهر رمضان تناول الطعام أثناء مشاهدة التليفزيون والبرامج الرمضانية، واللي بيعتبر من العادات اللي لازم السعي لتغييرها؛ لأن التركيز في المشاهدة وتناول الطعام في نفس الوقت بيأدي للتأثير على مستقبلات التمدد، وتشتيت إشارات الشبع، وده اللي بيأدي لخلل في عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي الاستمرار في تناول مئات السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم وتراكم الدهون، وهو الأمر اللي بيؤدي في النهاية للخمول وفقدان الطاقة بالإضافة لأمراض السمنة.
متنامش بعد الأكل
ومن العادات السيئة غير الصحية أن بعض الناس بعد ما بتنتقم في الأكل سواء على الفطار أو السحور بتقع جثة هامدة في النوم، والمشكلة إن المعدة لها القدرة على الانقباض والانبساط حسب كمية الأكل اللي فيها، والنوم بيخلي المخ يدي إشارة لمعظم أجهزة الجسم بتخفيض النشاط والهدوء، ونتيجة لكده بتستمر المعدة في حالة الارتخاء بعد ما تكون اتملت بكل ما لذ وطاب، ولما تصحى بيبقى عندك بطن مترهل وفي نفس الوقت غير ممتلئ، والنتيجة شعور بالجوع كأنك مكلتش، ده غير إن النوم بعد الأكل ممكن يتسبب في أعراض ارتجاع محتويات المعدة إلى المرئ وشعور الحرقان والحموضة.
والصحيح هو ترك وقت مناسب قبل النوم في حدود الساعتين، وآداء صلاة التراويح والتهجد واللي بالإضافة لثوابهم العظيم بيعتبروا ممارسة رياضية بتساعد في عملية التمثيل الغذائي والنوم الهادئ.
لا تتناول كميات مبالغ فيها من المياه
ومن الأخطاء الشائعة اللي بيقع فيها البعض خصوصًا وقت السحور خطأ الإفراط في شرب المياه على طريقة الجمال، واللي بيعتبر تصرف خاطئ تمامًا، بل أنه ممكن يؤدي لزيادة الشعور بالعطش خلال نهار رمضان، والسبب هو زيادة نشاط عمل الكلى للتخلص من الماء الزائد عن الحد، والمشكلة إنه في حالة الزيادة الكبيرة بتتعرض الكلى لكثير من المتاعب، أهمها تسمم الماء، المعروف بأسم نقص صوديوم الدم، اللي هو عبارة عن أملاح بتقل تركيزها بزيادة كمية المياه المتجمعة في الجسم، وبتبدأ أعراض سيئة زي الغثيان والقئ والإسهال والصداع طول اليوم، لكن ده مش معناه إنك تقلق من المياه أو تقلل من شرب السوائل وإلا تعرضت لمشاكل الجفاف، والصحيح هو الاعتدال.
وبيوصى الأطباء بشرب حوالي 3 لتر من الماء يوميًا للرجال وحوالي 2.2 لتر من الماء يوميًا للنساء، والنسبة دي خاصة بالإنسان الطبيعي في الظروف الطبيعية، لكن مثلاً ممارسة الرياضة والتعرق الشديد بتحتاج كميات أكتر من الماء، كذلك المرأة الحامل والمرضع بتحتاج كميات اكتر من السوائل والماء، وبيعتبر لون البول من أهم العوامل اللي بتوضح مدى صحة معدلات المياه في الجسم، فاللون الغامق للبول معناه نقص السوائل والجفاف، واللون شديد الشفافية دليل على ارتفاع نسبة السوائل في الجسم.
إهمال تنظيف الأسنان
من العادات السيئة اللي لازم نتجنبها خلال شهر رمضان وخاصة بعد السحور هي ترك سنة السواك ونسيان غسيل الاسنان، على الرغم من اشتهار شهر رمضان بالحلويات والسكريات، وده الأمر اللي بيأدي لتراكم البكتريا وبيسبب الروائح السيئة في الفم، والسواك خصوصًا خلال ساعات الصيام له فائدة عظيمة في تحفيز اللعاب اللي بيمنع جفاف الفم وبيعمل كمضاد للبكتيريا.
ويكفي إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث المتفق عليه “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”، وده بالإضافة طبعًا لاستخدام الفرشاة والمعجون وخيط تنظيف الأسنان وغسول الفم، والأخذ بكل الأسباب لحماية الأسنان من التسوس والتآكل وتغيير اللون، فالعناية بالنظافة الشخصية وحفظ البدن وحماية الناس من التأذي من الروائح الكريهة هو في حد ذاته عبادة.