الطلبة لما بيجوا يذاكروا في رمضان وخصوصًا لو كان عندهم إمتحانات، بيبقوا ماشيين بمبدأ قبل الفطار همدانيين – وبعد الفطار تقلانيين، وبالفعل سيناريو يومهم بيكون كالتالي، الواحد منهم قبل الفطار يقولك أنا مش هذاكر دلوقتي لأني همدان وعندي صداع وجعان جدًا أنا بس أفطر وأشحن طاقتي، وبعد الفطار هجيب المادة في شوال.
ويجي صاحبنا ده بعد الفطار وبعد الخمسين لتر سوبيا اللي شربهم، يقولك لأ، المود ده مش مود مذاكرة خالص، أنا تقلان جدًا أنا أناملي شوية، وأصحى الصبح بدري أخلص كل المذاكرة اللي ورايا، وطبعًا بيصحى الصبح يكتشف إن هو صايم وهمدان لحد الفطار، وبيفضل يلف في الدايرة دي لحد أخر الشهر.
الحقيقة السيناريو ده بيتكرر مع الناس في رمضان بشكل كبير لدرجة إن معظمنا بيفقد الأمل في إنه ينظم أمور مذكرته خلال الشهر الكريم، والسؤال اللي بيطرح نفسه هنا هو إيه الحل الأمثل لموضوع المذاكرة في رمضان، إزاي نستثمر بيئة رمضان بأفضل صورة ممكنة؟

البداية

في البداية خليني أقولك وعلى غير المتوقع إن رمضان هو أنسب بيئة مذاكرة ممكن تمر عليك على الإطلاق، رمضان حرفيًا هو أكتر شهر في السنة مُمكن تذاكر فيه بكميات كبيرة، وخلينا نوضح إزاي، إرجع معايا بالزمن كده قبل رمضان بشهر واحد بس، وأنت عليك إمتحانات مثلاً ودخلت أوضتك علشان تبدأ مذاكرة، أول مابتقعد على المكتب وتفتح الكتاب بتبدأ تقول لنفسك طبعًا ماينفعش مذاكرة من غير كوباية الشاي معروفة طبعًا، أنا هقوم أعمل شاي وأجي أبدأ مذاكرة علطول، وبالفعل تدخل المطبخ تعمل الشاي وتيجي تقعد على مكتبك، بس الشاي مابينفعش لوحده، لازم حاجة تتاكل جنب الشاي، وبالفعل تقوم رايح على المطبخ عامل سندوتش حلاوة وراجع.

وبعد حجة الشاي بتفتكر سبحان الله إن تلتين جسمك مياه، وإن المياه عنصر حيوي مهم جدًا، فبتقوم تدخل المطبخ تجيب إزازة مية وتحطها جانبك على المكتب وكل شوية تشرب منها، ولما الإزازة بتخلص تروح تملها وتيجي تاني، وأخيرًا بقى بعد كمية المية دي، ف لازم تلبي نداء الطبيعة، وتقوم تدخل الحمام.
الشاهد بقى إنك بتعمل كل الأنشطة دي إلا نشاط واحد، ألا وهو إنك تذاكر، كل اللي فاتت دي هي حيل نفسية معروفة، وبنقوم بيها بشكل مستمر علشان مانذاكرش، ممكن تكون مش محتاج لا تاكل ولا تشرب، لكنك بتعمل كل ده علشان تضيع وقت مش أكتر، وده ياخدنا لأنسب ميعاد للمذاكرة في رمضان ألا وهو وقت الصيام بالنهار.
أثناء الصيام، إنت بتكون بعيد تمامًا عن كُل الحيل النفسية اللي فاتت، لا هتقعد تاكل ولا تشرب ولا هتعمل شاي، بل إن كمان معدل دخولك للحمام بيكون قليل جدًا، وفي الوقت ده أنت لابس لابس ومابيبقاش قدامك إلا إنك تذاكر.
ومن الحاجات الطريفة بقى إن بعض الأشخاص لما إتسألوا إزاي بتعرفوا تذاكروا وتنظموا وقتكم كويس، كانت إجابتهم إنهم بيصوموا؛ وده علشان يبتعدوا تمامًا عن كل المُلهيات.

أذاكر أنهي وقت في الصيام بالظبط؟

طب هل معنى كده إننا نذاكر الصبح أول ما نصحى من النوم، ولا بليل بعد المغرب؟، الحقيقة فيه عِدة أوقات مناسبة جدًا للمذاكرة في يوم رمضان، أنسبهم على الإطلاق هو الوقت من بعد صلاة الفجر مباشرةً ولحد أذان الظهر؛ وده لإن درجة إستيعابانا في التوقيت ده تحديدًا سواء في رمضان أو غير رمضان بتكون أعلى ما يكون، والتوقيت ده اللي بيميزه مش بس درجة التركيز والإستيعاب، ولكن بيميزه عِدة أشياء آخرى؛ وأولهم إنك في التوقيت ده مش هتكون حاسس لا بالجوع ولا بالعطش؛ وده لأنك بتكون لسه متسحر من شوية، ومالي التانك على الأخر، يعني طاقتك، جلوكوزك، مايتك، كله لسه بخير.
تاني سبب بقى هو إن التوقيت ده بيكون أهدى وقت ممكن تذاكر فيه، معظم العالم وعيلتك معاهم بيكونوا نايمين، يعني تقريبًا زيرو تشتت في الوقت ده، بالإضافة لإن المذاكرة الصبح بدري كده، علميًا بتخلي المعلومات تثبت لفترات أطول، ده بجانب إنك كده بتحقق معادلة تنظيم الساعة البيولوجية الصحيحة لجسمك.
نرجع بقى لحصيلة مذاكرتنا في الوقت ده، واللي تقريبًا هتبقى مش أقل من 6 ساعات وممكن توصل لـ 8 ساعات وإنت وشطارتك، طيب ده كان بالنسبة لوقت المذاكرة نفسه، طب يومي هيمشي إزاي أثناء النظام ده وأنا كنت متعود أصلي الفجر وأنام، أنا هقولك النظام هيمشي إزاي.
تعالى نبدأ من الوقت اللي خلصت فيه مذاكرة، اللي هو أذان الضهر تقريبًا، في التوقيت ده هتقوم تتوضى وتصلي وتدخل على سريرك، بدون ما تشغل نفسك بأي حاجة تانية في العالم، موبايلك سايلنت، تظبط منبهك على صلاة العصر، وتنام.
الفترة من الضهر للعصر دي هي أكتر وقت عقلك بيكون فيه بدأ يحس بالخمول والإرهاق، فده أنسب وقت للنوم والراحة، ومع جرس المنبه، هتصحى تتوضى وتصلي العصر، وهنا بقى قدامك عِدة إختيارت وإنت طاقتك، إما إنك تستغل رمضان وتشوف وردك من القرآن وتقرأه لحد المغرب، أو لو هتساعد في تحضير الفطار وخلافه من الأعمال المنزلية، أو إنك تكمل مذاكرة لأذان المغرب لو حاسس إنك فوقت شوية بعد نوم الضهر.
وبعد الفطار ولحد أذان العشا، على الرغم إن معظمنا بيحس إن الوقت ده أصغر وأقصر ، إلا إن الحقيقة الوقت ده إنت ممكن تستغله عادي جدًا سواء في الورد أو في المذاكرة، وحاول قدر الإمكان ما تنامش فيه.
بعد أذان العشا وصلاة التراويح، حضرتك وبدون نقاش لازم تنام، وده السبب في إنك ظبطت منبهك على أذان العصر لما نمت بعد الضهر؛ لأنك لو كملت نوم للمغرب مثلاً، كنت هتلاقي نفسك بعد صلاة التراويح مفوق وعينك مفنجله ومفيش نوم خالص، ناهيك عن صلاة العصر اللي فاتتك، فبالتالي للأسف يومك هيبوظ وكل اللي عملناه هيضيع.

بونبوناية اليوم

طب هل ده نظام المذاكرة الوحيد اللي ينفع في رمضان؟، في الواقع لأ، فيه نظام تاني ممكن نعمله، وده بيكون وقت مُحبب جدًا عند معظم الناس، وهي الفترة من بعد المغرب ولحد الفجر؛ وده طبعًا لإنهم بيكونوا واكلين ومظبطين، والأمور بتبقى إتغيرت عن قبل المغرب 180 درجة، وده لإن نسبة الجلوكوز بتبقى كبيرة في الجسم وبتبدأ تمده بالطاقة، وأولهم المخ ومستوى الفهم والإستيعاب هيكون عالي، إلا لو واكل زيادة عن اللزوم يعني ما تبقاش واكل خمسين صابع محشي ونص فرخة وتقول عاوز أذاكر، ولكن واجب عليك إنك تعتدل في فطارك قدر الإمكان، وياحبذا لو تاكل أكل صحي.
ولو حصل والست الوالدة كانت متعودة تُبدع في رمضان، يبقى الحل اللي قدامك إنك تقلل من كمية أكلك، وماتبدأش مذاكرة إلا وأنت مصلي التراويح علشان تكون هضمت شوية من الملحمة اللي كانت موجودة على الفطار، في العموم التوقيت ده هيبدأ من بعد صلاة التراويح ولحد أذان الفجر وبما إن صلاة التراويح في الظروف الحالية بتخلص أقصاها الساعة 9 ونص، والفجر بيأذن في حدود الساعة 4، يعني معانا 6 ساعات تقريبًا؛ وده علشان شيلنا حوالي نصف ساعة منهم للسحور؛ لأنك طبعًا لازم تتسحر كويس علشان تحافظ على نشاطك في اليوم التالي، وأخيرًا بعد صلاة الفجر تناملك حوالي من 7 لـ 8 ساعات حلوين، وتصحى على أذان الضهر، تشوف بقى أي مهام رمضانية متعود تعملها في التوقيت ده ولحد وقت الفطار.
والحقيقة النظام ده واللي معتمد بشكل أساسي على المذاكرة أثناء الليل، هو نظام مُحبب جدًا لمعظم الأشخاص وخصوصًا الناس اللي بيُطلق عليهم شخصية (البوم الليلي أو الـ Night owl (person، واللي بيحبوا جدًا يقوموا بمهامهم في وقت الليل، لكن طبعًا لازم تاخد في إعتبارك إنك خلال الفترة دي، ماتوقعش في فخ المُلهيات والحيل النفسية الخاصة بالطعام والشراب، والتليفزيون.

أذاكر إزاي؟

في النهاية فيه بعض النصائح اللي ممكن تطبقها وأنت بتذاكر مش بس في رمضان، لكن بوجه عام وفي أي وقت تاني خلال السنة، وأول نصيحة، هي إنك تكون قاعد في مكان مريح وإنت بتذاكر، علشان في النص ماتقومش وتغير مكانك كل شوية، وياريت وأنت بتختار المكان اللي هتذاكر فيه، تشيل السرير تمامًا من إختياراتك.
تاني نصيحة، هي إنك تكون عامل جدول وعارف أنت قاعد دلوقتي هتذاكر إيه؛ لأن فكرة إنك تسيب الموضوع مفتوح وقت المذاكرة، ده بيستهلك من وقتك وجهدك وبيبقى بدون أي نتيجة مرضية في الغالب.
وحاول وإنت بتذاكر تترجم الأفكار الرئيسية لأي جزء بتذاكره على هيئة مخططات ورسومات؛ لأن عقلنا بيعلق معاه جدًا أي صور، وياسلام بقى لو الصور والرسومات دي إنت اللي عاملها بنفسك، يبقى إنت كده عداك العيب وأزح، ومش شرط أبدًا إن الرسومات والمخططات دي تكون دقيقة ومعقدة، ده حتى لو لخصت محتوى صفحة جوه مربع مرسوم بألوان خشب عادية، فده في حد ذاته شئ عظيم بالنسبة لعقلك.
وواحدة من النصائح اللي معظم المتخصصين في الموضوع ده بينصحوا بيها، هي إنك ماتقعدش على المذاكرة أكتر من 30 دقيقة؛ لأن عقلك بعد المدة دي سهل جدًا يتشتت ويفقد طاقته ويبعدك تمامًا عن اللي إنت بتعمله، فإحنا نذاكر حوالي نص ساعة وناخد بريك 5 أو 10 دقايق، تمام كده؟، بس إستنى، البريك ده معناه إنك تقوم تفرد ضهرك، تلعب شوية تمارين خفيفة، تقوم تجدد وضوءك وتيجي تاني بسرعة، كده يعني، لكن ابعد نفسك تمامًا عن الموبايل أو إنك تدخل تفتح فيس بوك بدون هدف مثلا؛ً لإنك للأسف لو عملت كده هتبقى محتاج جيش يشدك يخرجك منه، فعلى إيه القلق، إنت بإرادتك تبعد موبايلك خالص عنك وقت المذاكرة، وتركز قدر الإمكان في اللي بتعمله.
وأخيرًا دعواتنا لكل الطلاب ولكل شخص بيذاكر وبنتمنالكوا كل التوفيق والنجاح بإذن الله.