الإنترنت عالم كبير جدًا، ولو حبيت تعرف أي معلومة في أي وقت، كل ما عليك هو إنك تدخل على الإنترنت وتروح على المواقع اللي أنت عايزه، وهتلاقي المعلومة اللي أنت بتدور عليها، لكن زي ما الإنترنت مفيد جدًا في معظم الأحيان، ساعات كتيرة بيكون مكان غريب ومخيف في نفس الوقت، ولو أنت من الأشخاص الفضوليين ومش بتتوقف عن طرح الأسئلة، فأكيد في مرة صادفتك مواقع غريبة أو فيديوهات ملهاش تفسير.
والتصرف اللي أنت بتتصرفه بيكون حاجة من إتنين، يا إما إنك تسيب الموقع دا وتكمل تصفح، أو تحاول بكل طريقة ممكنة إنك تلاقي تفسير للغز اللي شفته، وسواء لقيت تفسير أو لأ، فغرائب الإنترنت من الصعب إنها تنتهي، ومن المستحيل إنك تلاقي تفسير لأغلبها.
سيكادا Cicada
“مرحبا، نحن نبحث عن أفراد أذكياء للغاية، وللعثور عليهم، لقد ابتكرنا إختبارًا، هناك رسالة مخفية في هذه الصورة، إبحث عنها، وسوف تقودك إلى طريق العثور علينا، نتطلع إلى مقابلة القِلة التي ستنجح في الوصول إلينا، حطًا طيبًا”.
النص ده هو ترجمة لرسالة ظهرت لأول مرة في شهر يناير سنة 2012، في موقع للتواصل اسمه “فور تشان Chan4″، وكان مع الرسالة صورة لحشرة إسمها “سيكادا Cicada” أو الزيزيات بالعربية.
ومش عايزك تنزعج لو مفهمتش حاجة من الصورة، واحترت أكتر لما شوفتها؛ لأن الصورة دي حيرت العالم في وقتها بالمعنى الحرفي للكلمة، ناس كتير جدًا من كل دول العالم تقريبًا، قضوا ساعات طويلة في محاولة كشف الرسالة المخفية حتى خبراء فك الشيفرات وقفوا عاجزين تمامًا قدام اللغز ده.
لحد ما جه مبرمج الكمبيوتر السويدي “جويل إركسون Joel Erikson”، ومسك طرف الخيط وكان عبارة عن الـ photo Steganography، ودي طريقة لإخفاء المعلومات بتتم عن طريق تعديلات بِكسِلات الصورة بطريقة متأثرش على شكل الصورة النهائية، وبعد التعديل هيبقى عندك صورة بتخفي قدر كبير من المعلومات مطابقة للصورة الأصلية، يعني مثلًا الصورة اللي قصادك دي فيها كل أعمال الكاتب الشهير “ويليم شكسبير William Shakespeare”، مستخبية في بِكسِلات صورة الشجرة.
بس حل “إركسون Eriksson” للغز الصورة مكنش نهاية القصة، بل على العكس كان مجرد البداية، واللغز ده وصَّل كل اللي قدروا يحلوه لسلسلة من الألغاز المعقدة، كانت نهايتها إن الحكاية إنتقلت من العالم الرقمي إلي أرض الواقع.
ظهرت مجموعة من المُلصقات على أعمدة الإنارة في عدة دول مختلفة، منها روسيا وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المُتَحِدة الأمريكية.
الملصقات دي كانت بتحتوي علي رمز QR Code، لما بيتم مسحه بتظهر معلومات جديدة بتساهم بشكل ما في حل اللغز، ومش بس كدا، الرموز دي أحيانًا بتحتوي على معلومات ناقصة وكمالة المعلومات دي بتكون في ملصق تاني في دولة تانية خالص.
وإنتهي اللغز بعنوان موقع إنترنت ميقدرش حد يوصله إلا عن طريق متصفح TOR، اللي من خلاله يقدر المستخدم يفتح صفحات في “الديب ويب deep web”.
والحقيقة إن نهاية اللغز كانت مثيرة للجدل زي بدايته بالظبط؛ لإن عدد قليل جدًا هما اللي عرفوا الموقع ده كان بيحتوي على إيه، والباقي أول ما فتحوا الموقع كانت الرسالة دي في إنتظارهم :”نحن نبحث عن الأفضل وليس التابعين، وبالنسبة لأولئك التابعين لقد إنتهت سيكادا”.
والنهاية الغامضة دي خلت الأسئلة تزيد حوالين اللغز ده أكتر وأكتر، ياترى مين اللي عامل اللغز ده، وإيه هدفه من وراه، والأهم من كدا إيه مصير اللي نجحوا في حل اللغز؟.
يمكن تكون الإجابات الحاسمة للأسئلة دي مُبهمة، ولكننا نقدر نستنتج إجابات بناء على المعلومات اللي عندنا، يعني مثلاً إحنا دلوقت نعرف إن اللي ورا الألغاز دي منظمة كبيرة، وليها أعضاء في عدة دول، وده لإن مستحيل واحد لوحده يقدر يسافر البلاد دي كلها، ويعلق الملصقات اللي تم تعليقها على أعمدة الإنارة، لكن طلع مجموعة تانية من الناس وقالوا لأ، أعمدة الإنارة اللي متعلق عليها الملصقات دي كلها بتبعد عن مطار ما بمسافة مش كبيرة فممكن يكون واحد هو اللي سافر ترانزيت في المطارات وخرج حط الملصق ورجع تاني المطار.
وحاجة تانية من الاستنتاجات اللي الناس قالتها إن المنظمة اللي عملت كده بتمتلك تمويل ضخم أو نفوذ ضخم لإن اللي قدروا يحلوا الألغاز دي ملتزمين الصمت تمامًا، وبالتأكيد فيه ثمن لصمتهم ده.
والجدير بالذكر إن سيكادا رجعت مرة تاني في سنة 2013 و 2014 بألغاز جديدة، وبالطبع فيه عباقرة تمكنوا من حل الألغاز دي، ولكن كالعادة مش معروف هما مين وإيه اللي بيحصلهم بعد حل الألغاز.
قناة Web driver torso
Web driver torso هي قناة على اليوتيوب YouTube تم افتتاحها في عام 2013، والقناة دي وصل عدد مشتريكينها إلى 193 ألف مشترك، كل ده يبان طبيعي بس لما تعرف إيه هو محتوى القناة دي، القناة دي بتعرض فيديوهات أغلبها مدته قصيرة، ومش ده الغريب، الغريب في الموضوع إن محتوى الفيديوهات دي عبارة عن مستطيلات باللون الأزرق والأحمر بتتعرض بشكل متتابع على مدار مدة الفيديو مصحوبة بصوت صفارة أو ضوضاء مزعجة أشبه بضوضاء إنقطاع الإرسال في الأجهزة القديمة.
واللي زاد الأمر غرابة أكتر وأكتر هو معدل رفع الفيديوهات دي على القناة، في بداية إنشاء القناة كان معدل رفع الفيديوهات عليها جنوني بمعني الكلمة، القناة كان بيترفع عليها فيديو كل دقيقة على مدار اليوم تقريبًا، ولو كل اللي فات ده إعتبرناه أمر طبيعي، وقلنا إن ممكن شخص أو مؤسسة تعمل الفيديوهات دي لأي غرض أيًا كان، فعدد مشاهدات القناة دي أمر مينفعش يتقال عليه طبيعي على الإطلاق.
الفيديوهات اللي على القناة محققة عدد مشاهدات تخطى حاجز الـ 23 مليون مشاهدة، ولكن على عكس أغلب الألغاز اللي موجودة على الإنترنت، إحنا نعرف حل اللغز ده، ونعرف كمان مين هو صاحب القناة الغريبة دي وهدفه إيه من إنشائها.
قناة Web driver torso هي قناة تابعة لشركة يوتيوب نفسها، وغرض إنشاء القناة دي هو إختبار جودة الفيديوهات اللي بتتعرض والعمل على تحسينها، والكلام ده صدر بشكل رسمي في بيان من شركة “جوجل Google” نفسها وهي الشركة المالكة ليوتيوب.
وقالت جوجل في البيان إنهم من المستحيل يقدموا فيديوهات بطيئة أو بجودة سيئة على منصتهم يوتيوب، وعلشان كده هما بيعملوا عدة إختبارات، بيكون هدفها تحسين جودة الفيديوهات اللي بتترفع على المنصة.
ومن الحاجات الطريفة اللي تقدر تعملها بنفسك دلوقت، روح على متصفح كروم من على الكمبيوتر أو الـ laptop بتاعك واكتب في خانة البحث (Webdriver torso) هتلاقي شعار شركة جوجل اتحول إلى مستطيلات بالأحمر والأزرق وباقي ألوان شركة جوجل بتتعرض بشكل متتابع زي فيديوهات القناة بالظبط.
موقع 973-eht-namuh-973
973-eht-namuh-973 هو موقع عجيب جدًا على الإنترنت، والغريب في الموقع ده بالإضافة لاسمه طبعًا هو إنه فيه معلومات على هيئة أرقام وحروف وصور، أقل كلمة تتوصف بيها إنها مريبة، ولو دخلت على الصفحة الرئيسية على الموقع بتشوف كلمة (ABRAKADABRA) مكتوبة بطريقة عجيبة على هيئة مثلث.
ولما بتدخل جوا الموقع بتلاقي مجموعة من الحروف والأرقام الغير مفهومة وبعض الكلمات اللي ليها معنى بس ملهاش علاقة بالسياق على الإطلاق.
ولو قلبت كمان في صفحات الموقع هتلاقي مجموعة من الصور الغريبة جدًا وفي بعض الأحيان بتكون مخيفة للغاية.
فيه نظريات كتيرة حاولت تفسر معنى الصور والرموز دي، وأغلبهم بتقول إن الموقع له علاقة بالـ Nurmology، وده عبارة عن علم زائف بيقول إن فيه علاقة ما بين الأرقام وحياتنا في الماضي والمستقبل، وبيستمد العلم الزائف ده كلامه من اعتقادات “فيثاغورث Pythagoras” القديمة، اللي بتقول إن أي شئ موجود في الحياة اللي احنا عايشنها دي نقدر نعبر عنه بمصطلحات عَدَدية، ونقدر في النهاية نحولها إلى أرقام، وبإستخدام الأرقام دي نقدر نعرف معلومات عن الشخص ونقدر والعياذ بالله نتنبأ بالمستقبل.
وطبعًا الكلام ده لا يتعدى إنه يكون تَخريف وأباطيل بس حبينا نذكره علشان الإنسان عدو ما يجهل، وكل ما عرفنا معلومات صحيحة أكتر كل معرفنا نواجه أي مجهول قدامنا.