المكان حواليك كله أبيض في أبيض، وخير اللهم إجعله خير فيه راجل عجوز دقنه بيضة، واقف قدامك وساند على عُكاز، وبعدين بيشاورلك ويقولك إمشي يا إبني في الإتجاه ده؛ لأن في أخر الطريق من هنا، هتوصل للصندوق اللي فيه سِر سعادتك، وبالفعل بتمشي في الطريق اللي قالك عليه وأنت مستغرب ومش فاهم حاجة، وفي نهاية الطريق بتلاقي نفسك قدام قصر كبير وشكله فخم، وقدام القصر في حارس، بيبصلك ويقولك إدخل من باب القصر وإطلع فوق عشان توصل للصندوق اللي فيه سِر سعادتك، وبالفعل بتدخل من الباب وأنت برده مش فاهم حاجة، وبتطلع على السلالم لحد مابتوصل لـ أوضة واقف قدامها شخص بيشاورلك ويقولك جوا هتلاقي الصندوق اللي فيه سِر سعادتك، فنبضات قلبك تزيد وأنت بتدخل الأوضة وبتلاقي فعلًا فيه صندوق موجود على الأرض، وأول ما تمسكه وتيجي اللحظة المُنتظرة ولسه بتفتح الصندوق، تلاقي صوت جاي من الخلفية بيقولك أصحى يا منيل أحنا بقينا الضهر، قوم من على السرير عشان أروق الأوضة، بدل ما أسيبلكم البيت وأمشي وطبعًا دي كانت سِت الحبايب، وبتصبَّح عليك بس مش أكتر.
الحقيقة الموقف ده اتكرر معانا كلنا تقريبًا بلا إستثناء، يبقى الواحد بيحلم وخلاص وصل لساعة الصفر يلاقي صوت صحاه ويفصله عن الحلم، حد بينادي عليه، المنبه، صوت الموبيل، صوت دوشة في الشارع،أي حاجة.
والسؤال اللي بيطرح نفسه هو ليه ده بيحصل دايمًا في أخر الحلم، وليه ما بنكملش الحلم لأخره، هل ده من قبيل الصُدفة مثلا، ولا الموضوع مُمكن يكون ليه تفسير أو سبب؟
نشاط العقل
أي حلم جميل بتحلم بيه ونفسك تكمله وهتموت وتعرف تفاصيله، عادةً بتصحى قبل ما يخلص، والحقيقة اللي بيحصل ده مش غلاسة وخلاص في عدد من المُسببات للموقف الغريب ده ، وماهواش شئ عشوائي أو بدون سبب، وأحد أهم الأسباب أو التفسيرات للموضوع ده، هو النشاط العقلي.
النوم هو أحد الحالات اللي الجسم بيكون فيها في حالة منخفضة من النشاط؛ وده ببساطة لأن دي هي الوظيفة الفعلية للنوم الراحة والسكون، لكن بالرغم من سكون الجسم أثناء النوم، إلا إن في بعض الأجزاء فيه بتكون نشطة، وعلى رأسهم العقل، عقل الإنسان بيكون نشط وواعي أثناء النوم وبيقوم بمهامه عادي جدًا، ومابيكونش مطفي ولا حاجة زي ما البعض بيعتقد، لكن كل الفكرة بس، إن المهام بتاعته بتقل شوية، وكم المعلومات اللي بيوصله وبيتعامل معاها، بتكون أقل مقارنة بحالة اليقظة؛ لأن ببساطة الشخص نايم، ومش بيمارس أي أنشطة، إذًا الجسم دلوقتي في حالة من السكون التام، والعقل هو كمان مرتاح ومفيش عليه أي ضغوطات، ولحد هنا الوضع عال العال، ودي بيئة مثالية للنوم.
اللي بيحصل بقى، إن بيئة الأحلام أحيانًا بتبوَّظ الإنسجام ده كله، العقل بيتفاعل مع أحداث الحلم زيها زي أحداث الواقع بالظبط، وبالتالي لما بيحصل حدث مُفرح أو سعيد داخل الحلم وخصوصًا لو كان من العيار التقيل، ده بدوره بيزود نشاط العقل جدًا، والنشاط الزيادة ده بقى، هو اللي بيخليك تصحى.
يعني بالعربي كده أنت أثناء حلمك، طالما أحداث الحلم تقليدية وهادية، في الحالة دي العقل ما بيتأثرش أوي ومابيحصلوش أي إزعاج، فبتفضل نايم، لكن بمجرد بقى مايحصل إثارة سعيدة من أي نوع، سواء إثارة عاطفية بقى أو خلافه ده بيزود من مستوى نشاط العقل، لدرجة إنه بيخليك تنتبه وتصحى، والكلام ده للأسف معناه إن أي حلم هيبقى فيه نهايات حلوة بزيادة، مش هتقدر تكمله وهتصحى.
الإستيقاظ أثناء الخطر أمر بديهي
اللي فات ده، كان بخصوص اللحظات السعيدة؛ وعشان كده خلينا دلوقتي نتطرق للجزء الخاص بالأحلام السيئة أو المُخيفة، زي ماقولنا، الشخص لما بيمُر بحلم معين، بيبقى في طبيعة الحال مش مُدرك إنه بيحلم يعني لو حلمت إن في حيوان مفترس بيجري وراك مثلًا، أو شخص معين بيحاول يؤذيك أو حتى لو بتقع من مكان عالي، فالنهاية الطبيعية لكل ده، إنك هتصحى؛ وده ببساطة لأن الشعور بالخطر داخل الحلم بيخلي الجزء الواعي من عقلك ينشط عشان ينقذك من المشكلة اللي أنت واقع فيها، ده غير إن لحظات الخطر داخل الأحلام بتتسبب في إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بكميات كبيرة، وكمان مُعدل ضربات القلب بتزيد بشكل ملحوظ، والأسباب دي كلها كفيلة إنك تصحى.
وعشان كده يكاد يكون 100% من الأشخاص اللي بيحلموا بـ كوابيس، بيصحوا فورًا وبيقوموا مفزوعين من النوم، وبيكونوا بيتنفسوا بسرعة، ودقات قلبهم بتكون سريعة، وطبعًا نهاية الكابوس أو الحلم المُفزع بالنسبالهم، بتكون مُشوشة.
السبب في مراحل النوم
طيب دلوقتي ممكن يبقى في شخص كان بيحلم حلم عادي جدًا ، يعني حلم ماهواش سعيد ومُبهج بزيادة ولا مخيف زي الأحلام المُفزعة والكوابيس، حلم تقليدي تمامًا، لكن بالرغم من كده بيلاقي نفسه بيصحى قبل نهاية الحلم، ومابيكملش تفاصيله، فياترى تفسير الحالة دي إيه؟
الحقيقة تفسير الموضوع ده بسيط جدًا وبيكمُن في مراحل النوم، النوم بينقسم لعدة مراحل، منها مرحلة (حركة العين السريعة REM)، وكذلك مرحلة (حركة العين الغير سريعة NREM)، والمرحلتين دول بيحصل فيهم أحلام عادي، لكن مرحلة الـ (REM) الأحلام بتتواجد فيها أكتر، ومُعظم الأحلام بتحصل فيها.
الشاهد في الموضوع بقى، إن مرحلة الـ (REM) دي بتحصل في العادة قبل وقت الصباح بحاجة بسيطة، وده معناه إنها موجودة في الفترة اللي الإنسان بطبيعة الحال مُمكن يستيقظ خلالها، يعني معنى كده إن لو الحلم بتاعك بيحصل في مرحلة الـ (REM) فأنت أصلا مُعرض إنك تصحى من النوم، وتقطع حلمك دون أي مسببات، وبالتالي مُمكن من قبيل الصدفة وقت إستيقاظك، يحصل قبل نهاية أحداث الحلم وده مالوش علاقة بـكون الحلم سعيد ولا حزين.
الطريقة السحرية للعودة لاستكمال الحلم مرة تانية
طب هل مفيش حل لموضوع الأحلام اللي بتنقطع ده، يعني مفيش طريقة سحرية كده نقدر من خلالها إننا نكمل الحلم مكان ماوقفنا بالظبط؟
الحقيقة أخصائين علم النفس العصبي بيقولوا إن ممكن يبقى فيه وسيلة وإن عدد من الأشخاص ممكن يسيطروا جُزئيًا على سيناريو أحلامهم، وبالتالي يقدروا نوعًا ما إنهم يواصلوا الحلم مرة تانية، والطريقة لكده لو كنت بتحلم حلم وفجأة صحيت منه وعاوز تكمله كل اللي عليك إنك ما تتحركش من مكانك، وماتقومش من على السرير مثلًا أو تعمل أي أنشطة؛ وده لأن الأنشطة اللي هتعملها هَتتداخَل مع مؤثرات وبقايا الحلم اللي بتكون عالقة في ذهنك والأمور هتختلط عليك وهتنسى الحلم؛ وعشان كده خليك في مكانك وحاول تسترجع تفاصيل الحلم وتركز فيها، وغمض عيونك واسترخي واتنفس بهدوء.
لكن طبعًا طريقة الإسترخاء دي ممكن تنفع مع بعض الأشخاص وأشخاص تانية لأ وممكن أصلًا ماتنفعش خالص؛ لأن عالم النوم والأحلام عمومًا، هو شئ غامض جدًا بالنسبالنا، ومعرفتنا عن طبيعة العالم ده متواضعة جدًا، بل تكاد تكون معدومة.
يعني على ذكر موضوع إستكمال الأحلام ده، فيه شخص ممكن يصحى قبل نهاية حلم معين وبعدين يقوم من على السرير ويروح المطبخ يشرب، وياكل ساندوتشين ع السريع، ويرجع سريره تاني ومن غير ما يسترخي ولا يتنفس بهدوء ولا أي حاجة من دي وأول ما يغمض عنيه، يلاقي نفسه دَخل في أحداث الحلم مرة تانية بدون مجهود، بل والأدهى من كده، إن فيه ناس ممكن تنام وتستكمل حلم كانوا بيحلموا بيه امبارح أو حلم من أسبوع مثلًا، والظواهر دي موجودة ومنتشرة بالفعل بين بعض الناس، لكن طبعًا المجتمع العلمي ماتوصلش لتفسير صريح ليها أو لـ أسبابها.