على مستوى العالم فيه أكتر من 260 نوع من القردة، الأنواع دي مُقسمة في تصنفين أساسيين؛ قردة العالم القديم واللي بتعيش في آسيا وأفريقيا، وقردة العالم الجديد اللي بتعيش في الأمريكيتين، وبالرغم إنهم بيشتركوا في معظم العادات والسلوك والحمية الغذائية، إلا أن بعضهم بيتميز بشكل فريد وسط عالم القردة، بل ووسط عالم الحيوان بأكمله.

1. الإمبراطور تامارين Emperor Tamarin

في الوقت اللي معظم الحيوانات بتتسمى على إسم مُكتشفيهم أو لميزة فريدة عندهم، إلا أن القرد ده تم تسميته نسبةً لأخر الأباطرة الألمان؛ ولسبب في منتهى الغرابة، “الإمبراطور تمارين Emperor Tamarin” يٌقال إن مصدر إسمه هو التشابه في شكل الشارب ما بينه وبين الإمبراطور الألماني “فيلهلم الثاني Wilhelm II” ، واللي كان بيمتاز بشنب طويل وممدود، بس الفرق إن ده شنبه طالع لفوق من الأطراف، والقرد شنبه واقع منه.

القرد صاحب الحجم الصغير كل ما بيكبر في السن يكبر شنبه معاه لحد ما بيبقى نازل من الجوانب كده ويلف عشان يعمل ¾ دائرة تقريبًا حوالين فمه، ومعاهم بيطلعلوا كمان شوية شعر من دقنه، وبيعيش الإمبراطور في صحبة أقرانه بقارة أمريكا الجنوبية تحديدًا في جنوب غرب حوض الأمازون.

وبتتنوع حميتهم الغذائية ما بين فاكهة وأوراق الشجر ورحيق الأزهار، وممكن ياخدوا معاهم حشرات مافيش مشكلة، ومن المعلومات المثيرة عنهم إن الذكر والأنثى بيتشاركوا في رعاية أطفالهم خصوصًا بعد الولادة على طول؛ فتلاقي الذكر بمجرد وضع الأنثى للصغير ياخده يشطفه على طول، ولما الأم تأكل إبنها ياخده هو ويشيله وياخد باله منه، وفي أي وقت الأم عايزة ترتاح من طفلها شوية، تدي للذكر إشارة بأنها تطلعله لسانها؛ فيفهم هو كده إنها عايزة ترتاح ويروح ياخد العيل هو.

2. يوكاري الأصلع Bald uakari

“يوكاري الأصلع Bald uakari” وزي ما هو واضح من الإسم كده نوع من قرود أمريكا الجنوبية المميزة برأسهم الصلعاء، بس الحقيقة إن الصلع مش أكتر حاجة بتميزهم ولا أول صفة هتشد انتباهك وأنت بتتفرج عليهم، لكن أول حاجة هتخطف عنيك هي وشهم الأحمر بزيادة، وفي الوقت اللي أنت ممكن تشوفه مخيف أو على أقل تقدير مش “كيوت”، إلا أنه من أهم العوامل في جذب شريك الحياة بين اليوكاريز.

فـبحسب ناشيونال جيوغرافيك، الحَمار اللي بزيادة في وش الفرد فيهم بيطمن أي شريك مُحتمل إنه غير مريض، باعتبار إن الحيوان المريض وشه بيبقى شاحب مش أحمر ومزنهر كده، وجودهم بيقتصر على حوض نهر الأمازون وبيعتمدوا في أكلهم على الفواكه بشكل رئيسي، بس ممكن معاها ياكلوا بذور وأوراق شجر وبعض الحشرات، وغالبًا ما بيكتفوا بجمع طعامهم من على الأشجار، لكن خلال فترات الجفاف وشح الطعام؛ بينزلوا يدوروا على البذور الواقعة على الأرض بين الأشجار ، وعلى عكس معظم القرود، ذيول اليوكاري قصيرة، بس ده ما بيأثرش على رشاقة حركتهم على الأشجار بالاعتماد على أزرعهم وأرجلهم.

3. قردة الجلادا Gelada

بإستثناء المروج الجبلية المرتفعة في إثيوبيا، مافيش مكان على وجه الأرض بتعيش فيه “قردة الجِلادا Gelada” بشكل طبيعي بإستثناء القرود الجبلية المرتفعة في إثيوبيا، ويعتبروا من أمهر الحيوانات المُتسلقة للصخور اللي ممكن تشوفهم في عالم الحيوان خصوصًا إن المنطقة اللي بيعيشوا فيها مليانة بالمنحدرات الصخرية الخطيرة، يعني الوقعة بفورة.

بتعيش الجلادا في مجتمع متكون في أساسه من أسر، كل أسرة عندها ذكر مهيمن مع مجموعة من الإناث وعيالهم، وممكن الأُسر تتجمع مع بعض أثناء الترحال على مدار اليوم ويكّونوا قطيع كبير يوصل تعداده لـ 400 فرد أو أكتر، وبيساعدهم في ده أن أكلهم مقتصر تقريبًا على الحشائش اللي بتفترش أراضي المنطقة حواليهم؛ فبالتالي الوصول للأكل سهل ومش محتاج خناق، وبالرغم من إسمه شهرته والمعروف بــقرد “القلب النازف” نسبةً للبقعة الحمراء اللي جايه من تحت رقابته على صدره؛ إلا إن ذكور النوعية دي من القرود تقدر تقول عليهم ماعندهمش قلب لما الموضوع يتعلق بالصراعات.

أولاً مافيش انتقال سلمي للسلطة وسط عائلات الجِلادا، والذكر المسيطر بيفقد مكانته – وأحيانًا حياته – مع أول تحدي بيخسره من أحد الأبناء، ولو فيه هجوم من مجموعة من الذكور على مجموعة تانية بهدف السيطرة على الإناث، الذكر المُهيمن ممكن يروح ياخد طفل رضيع من أحد الإناث ويحطه على ضهره ويدخل بيه المعركة عشان يجبر الأمهات على الوقوف في صفه، وأحيانًا بيتعرض الرضيع لإصابات وأحيانًا بيخسره بالكلية.

4. ساكي ابيض الوجه White-faced Saki

أحيانًا بنواجه مشكلة في التفريق بين ذكور وإناث الحيوانات من نفس الفصيلة، بس الكلام ده مالوش وجود مع “الساكي أبيض الوجه White-faced Saki”، ذكور النوعية دي من القرود مختلفين تمامًا عن الإناث؛ بسبب وشهم المفروش بفرو أبيض تقيل وأحيانًا مسحة من اللون الأصفر عليه، وده على عكس أنفهم الضخم بلونه الأسود بخلاف باقي جسمهم المتغطي بفرو أسود طويل، في حين أن الإناث بقى بتمتاز بفرو “رمادي في بني” لجسمها بالكامل وماعندهمش الشعر الأبيض التقيل الموجود في وش الذكور.

بتعيش النوعية دي من القردة على الأشجار بالغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية، وغذائهم الأساسي مبني على الفواكه والبذور، لكن ممكن ياكلوا حشرات وحيوانات صغيرة كمان، وأنيابهم من القوة اللي تسمحلهم يكسروا القشرة الصلبة للمكسرات والبذور بمنتهى السهولة، وبالرغم من ذيولهم الطويلة اللي تعادل نفس طول جسمهم تقريبًا، إلا إنها غير قابلة للإمساك بالأشياء، يعني ما بيقدروش يمسكوا بيها فروع الأشجار، وبتمتلك النوعية دي من القردة لقب “القردة الطائرة”، وده بسبب مهاراتهم الاستثنائية في القفر لمسافات بعيدة من شجرة للتانية ممكن توصل المسافة ما بينهم لأكتر من 6 أمتار.

5. القرد الذهبي أفطس الأنف Golden snub-nosed monkey

بالغابات الجبلية في وسط الصين وجنوب غربها وعلى ارتفاعات تصل لـ 4 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، بيعيش أحد أغرب أنواع القردة على مستوى العالم ألا وهو “القرد الذهبي أفطس الأنف golden snub-nosed monkey”، القردة دي بتمتاز بفرو ذهبي على برتقالي وأحيانًا مسحة من البني، مع وش أبيض مايل للأزرق الشاحب، وأنف شِبه مفلطحة مش باين منها تقريبًا إلا الفتحتين بتوعهم؛ عشان كده سموه “أفطس” الأنف، وقدرته على تحمل درجات الحرارة المنخفضة بتتخطى أي حيوان من رتبة الرئيسيات خصوصًا مع الارتفاع الشديد لنطاقه عن سطح البحر وتكرار تساقط الثلوج في المنطقة، بيعيشوا في مجموعات مكونة من عدة أُسر، وكل أسرة بتضم ذكر مُهيمن ومجموعة من الإناث وعيالهم، ومن الأمور اللطيفة جدًا وسط القردة الذهبية إن مع كل مولود جديد، بتتهافت الإناث في المجموعة على احتضانه، وأحيانًا الموضوع بيوصل لدرجة الخناق؛ فتلاقي كل أنثى تروح للأم وتحاول تاخد منها العيل سواء باللين أو حتى بالعنف، ويقعدوا يحضنوا فيه شوية لحد ما الأم تزعق فيهم وتاخد إبنها مرة تانية.

6. قرد دي برازا De Brazza’s monkey

“قردة دي برازا De Brazza’s monkey” من القردة المعروفة بعدد من الألقاب، تم تسميتها في الأصل على إسم المُستكشف الفرنسي صاحب الأصول الإيطالية ” بيير سافورنان دي برازا Pierre Savorgnan de Brazza”، لكن القردة معروفة على المستوى المحلي في موطنها بوسط أفريقيا بإسم “قرود المستنقع”؛ وده بسبب تفضيلها التواجد بين أرجاء غابات المستنقعات في محيطها.

أما عن إسمها العلمي “نيجلِكتوس neglectus” فأقرب معنى للكلمة هو “عدم الإلتفات للشئ أو عدم الاهتمام بيه”؛ وده بسبب ميلهم للاختفاء عن عيون البشر والحيوانات المفترسة، لكن مهارتهم في التخفي مش هي أبرز شىء بيميزهم، ولكنه مظهرهم الغريب وبالتحديد لحيتهم الطويلة.

النوعية دي من القردة عندها خصلات من الشعر الأبيض من بتغطي منطقة الأنف وبتنزل في صورة لحية طويلة من دقن القرد، وفوق عينيه على طول عنده طبقة من شعر بني فاتح أو برتقالي أشبه في شكله بتاج على الرأس.

وحميتهم الغذائية بتتنوع بين أوراق الشجر والبذور والفاكهة بجانب الحشرات، وعندهم جراب في خدودهم من جوا بيقدروا يشيلوا فيه الأكل في رحلة بحثهم اليومية عن الطعام.

7. قردة المَلمَلة

مش هتحتاج تفكر مرتين في أغرب أنواع القردة على الإطلاق بمجرد ما تشوف قرد المَلمَلة أو الـ” Proboscis monkey”، القرد ده زي ما انتوا شايفين كده أغرب حاجة فيه على الإطلاق هي عنيه، ولا أنفه؟ غالباً أنفه.
ومن كتر طول أنف الذكور في النوعية دي من القردة ممكن تلاقي الأنف واصل لما هو بعد الفم، والعجيب إنهم بيستخدموا الأنف المتدلية دي في جذب الإناث، بل إن كل ما كان أطول كل ما ضمن شريكة حياة في أسرع وقت ممكن.

والفكرة هنا مش في إعجاب الأنثى بطول الأنف، لكن حجمها الضخم بيقوي من صوت صيحات الذكور، وده بيعجب الإناث، وفي نفس الوقت بيدب الخوف في قلب الذكور المنافسة، النوعية العجيبة دي من القردة بتعيش على تالت أكبر جزر العالم وأكبرها على الإطلاق في آسيا وهي جزيرة “بورنيو Borneo” في جنوب شرق آسيا، وبالرغم من الحجم الضخم لقردة الململة ووزنها اللي بيعدي الـ 20 كجم، إلا إنهم من القردة الشجرية، وملتزمين معظم الوقت بوجودهم على الأشجار بإستثناء الحاجة للبحث عن الطعام، أكلهم في الأساس معتمد على أوراق الشجر والبذور والفاكهة، ومافيش مانع ياكلوا حشرات كمان، وبطنهم الممتلئة اللي عاملة زي الكرش كده بتضم أمعاء طويلة جدًا مع معدة مقعدة فيها 4 حجرات منفصلة بتخليهم يهضموا وجبة العشا الواحدة في 50 ساعة.