حُبنا للنوم بيتفاوت من واحد للتاني، ممكن تلاقي واحد بينام من 4 لـ 6 ساعات وبيصحى في منتهى النشاط، وواحد تاني تلاقيه بينام 12 ساعة فيما فوق ومع ذلك يصحى بطلوع الروح ويقضي باقي يومه وهو كسلان كمان، العجيب إن أصلاً البني آدم اللي بينام 8 ساعات بس في اليوم لو عاش لحد ما بقى عنده 75 سنة فهو كده ضيع من عمره 25 سنة كاملين في النوم، تخيل بقى لو بني آدم بينام 12 ساعة يوميًا أو أكتر، ده وضعه ايه؟، طيب الكلام ده عن مخلوق ممكن يعيش 75 سنة، إيه الحال بقى لما نتكلم عن ملوك الكسل في عالم الحيوان؛ مخلوقات دورة حياتها أول عن أخر 20 سنة مثلاً أو أقل، وبتناملها في اليوم 10 / 12 ساعة وأنت طالع.

الباندا العملاقة

كسل الباندا مش بس متعلق بعدد ساعات النوم اللي بيوصل لـ 10 ساعات يوميًا، لكن كمان قدرتها على النوم في أي مكان تقريبًا؛ فعلى عكس معظم الحيوانات اللي بيبقى ليها أماكن معينة معتادة تنام فيها، الباندا بتنام على نفسها في أي حتة، على الأرض ماشي، يريحوا جمب شجرة مايضرش، طلعوا الشجرة وطلبت معاهم يناموا على فرع الشجرة نفسه مافيش مشكلة.

وبتتقن الباندا فن النوم المتقطع، فتلاقيها بتنام من ساعتين لـ 3 في المرة الواحدة، وتقوم تاكل بامبوا وترجع تنام تاني، والحقيقة أن الباندا لو عليها هتاخد الـ 10 ساعات نوم على بعض؛ بس الفكرة إن البامبو اللي بياكلوه قيمته الغذائية من البروتين قليلة جدًا، ومن هنا لازم يوزعوا وقتهم في الأكل على مدار اليوم في الأكل وماينفعش يناموا مدة طويلة متصلة على بعضها، ناهيك عن أن وزنهم تقيل وبيوصل لـ 140 كجم وبيحتاجوا ياكلوا يوميًا على أقل تقدير 13 كجم، يعني ببساطة كده نقدر نقول إن يوم الباندا منقسم في الأساس ما بين 10 ساعات نوم و12 ساعة أكل.

الأسد

بالرغم من هيئته المُهيبة وزئيره المخيف اللي بيدب الرعب في قلوب فرائسه، إلا أن الأسد يعتبر من أكتر الحيوانات كسلاً في مملكة الحيوان، يوميًا بتقضي الأسود في المتوسط 18 ساعة وهي مريحة، وأحيانًا الرقم ده بيوصل لـ 22 ساعة في اليوم، وصفة الكسل مشتركة بين الجنسين الذكور والاناث وإن كانت بنسبة أكبر عند الذكور؛ لأن الاناث بيقع عليها أكتر مسئولية الأطفال والصيد، وبيساعدهم في حكاية الكسل دي إن الأسد البالغ ممكن ياكل في القعدة الواحدة أكتر من 34 كجم، ويقدر يقعد بعدها 7 أيام من غير أكل؛ ناهيك عن أن الأسد من الحيوانات اللي ممكن يتخلى عن فريسته لو أخطأها من محاولته أو إندفاعه الأول عليها، يعني لو طلع يجري ورا غزالة في مطاردة وقرب منها بس ما عرفش ينقض عليها ويمسكها ممكن يكسل ويتخلى عن المطاردة برمتها، وبتعيش الأسود في البرية حياة عمرها قصير نسبيًا تتراوح من 10 لـ 15 سنة.

ليمور حلقي الذيل

بإستثناء جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي وبعض الجزر المحيطة بيها مافيش مكان على وجه الأرض بتوجد فيه الليموريات بشكل طبيعي، الليموريات هي عبارة عن ثدييات من رتبة الرئيسيات ليها 8 عائلات فيهم 15 جنس وما يقرب من 100 نوع، وبالرغم من تعدد أجناسهم وأنواعها؛ إلا أن عدد أفرادهم على أرض الواقع قليل جدًا، ويعتبروا من الحيوانات المهددة بالإنقراض، وبتتميز معظم أنواع الليموريات بحبها النوم زي عنيها، ومن أبرز الأنواع دي هو الليمور حلقي الذيل، وهو الإسم اللي ارتبط بيه بسبب شكل الحلقات المميزة على ذيله الطويل.

النوع ده من الليموريات النهارية بمعنى أنه بينشط بالنهار وبينام بالليل، بس الحقيقة أن عدد الساعات اللي بينامها تقولك إنه تقريبًا بينام بالليل وبالنهار على حد سواء، فـ حلقي الذيل بينام 16 ساعة كاملين يوميًا، وعلى عكس معظم الحيوانات الانعزالية اللي بتفضل البُعد عن أقرانها طول الوقت، حلقي الذيل بيقضي الـ8 ساعات اللي بيبقى صاحيهم مع حاله، لكن وقت النوم تلاقيه متجمع مع بعض أقرانه ويناموا مع بعضهم “تقدر تقول ان حبهم للنوم بيجمعهم مع بعض” على الرغم من انعزاليتهم؛ لدرجة إن وبسبب عشقهم للنوم ومعرفتهم بطول الفترة اللي بيناموا فيها؛ بيولوا جزء كبير من مجهودهم والساعات المعدودة من صحيانهم في اختيار أماكن النوم بذكاء وتجنب المفترسين، فتلاقيهم بيبعدوا عن المناطق اللي بيرتادها الحيوانات المفترسة عن طريق اكتشاف رائحة فضلاتهم، وبيختاروا مواقع نومهم بحيث تكون مخفية عن العيون قدر المستطاع، بل إنهم بيعتادوا على تغيير مواقع نومهم بإستمرار من مرة للتانية، وبيتراوح عمر النوعية دي من الليموريات في البرية من 16 لـ 19 سنة بيقضوا أكتر من نصها نوم.

الوقواق الشائع

بعيدًا عن النوم، الوقواق الشائع بيقدم مثال مختلف للكسل في واحدة من أغرب الظواهر في عالم الحيوان، النوعية دي من الطيور معروفة باعتبارها من متطفلات الأعشاش، وهي مخلوقات بتعتمد على غيرها في تربية صغارها، فتلاقي طيور الوقواق بتضع بيضها في عش طائر آخر عشان تريح نفسها من عبء بناء العش وحضانة البيض ورعاية الصغار.

وبعد ما يختار الذكر والأنثى العش اللي ناويين يحطو فيه البيض بتاعهم يبدأ الذكر يحوم حواليه عشان الطائر صاحب العش يحاول يبعده ويطير معاه بأي طريقة عشان يدي الفرصة للأنثى من وضع بيضها في العش، والنوعية دي من الطيور عندها القدرة على وضع بيض مُشابه في شكله لبيض الطيور المضيفة اللي بتختارها عشان ما يحسوش بفرق، والعجيب بقى انه أحيانًا بتحتضن الطيور المضيفة البيض وبتربي الصغار زي عيالهم، أحيانًا.

أبسوم فيرجينيا

مع أكتر من 100 نوع من الأبسوم يعتبر أبسوم فيريجينا من أشهرهم على الإطلاق، النوع ده من الأبسوم يعتبر هو الحيوان الجرابي الوحيد الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، يمتاز بخفة حركة ومهارة على التسلق والسباحة وشهية مفتوحة لأي شكل من أشكال الطعام من المكسرات وفاكهة لقوارض وطيور وثعابين، وحتى اللحم الميت والزبالة بياكل منهم عادي.

بس لعل أغرب صفتين فيه على الإطلاق هما، كم النوم اللي بينامه يوميًا، واستراتيجيته الشهيرة في مواجهة الحيوانات المفترسة والمعروفة بـ “اعمل نفسك ميت”، في حالة شعوره بالتهديد وعدم قدرته على الهرب بيرمي نفسه على الأرض وينام على جنبه ويقفل عنيه أو يفتحهم وهو محدق في الفراغ كده عشان يبان وكأنه ميت، وأحيانًا كمان ممكن يجود ويمد لسانه لبرا وهو في الوضعية دي، ميت ميت يعني، والحيلة دي ممكن تربك الحيوان المفترس وتسيب للأبوسوم فرصة للهرب، الغريب بقى إنك مع المهارات اللي عنده دي وحيله المثيرة للدهشة والضحك في نفس الوقت تاخد عنه انطباع إن حياته مثيرة ومفعمة بالنشاط، بس الحقيقة إن الحيوان ده بيقضي 18 ساعة من يومه وهو نايم، علمًا أن عمره أول عن أخر في البرية صعب يتخطى الـ سنتين، وفي الأسر ممكن يوصل لـ 4 سنين.

الكوالا

زيه زي البامبو بالنسبة للباندا، أوراق الأوكالبتوس مابتوفرش للكوالا الطاقة اللازمة اللي تخليه نشيط وعنده طاقة، بس على عكس الباندا، الكوالا من الحيوانات اللي أجسامها صغيرة ووزنهم بيتراوح في العادة من 4 كجم لـ 15 كجم مش أكتر، وعمومًا لما تتفرج عليه تحس إن الكسل مش صفة عنده أد ما هو أسلوب حياة، بينام الصبح ويصحى بالليل، هادي معظم الوقت وحركته بطيئة؛ بخلاف إنه بينام يوميًا من 18 لـ 20 ساعة بحالهم، وبالرغم من قصر الوقت اللي بيبقى صاحي فيه؛ إلا إنه بيقدر ياكل يوميًا ما يعادل كجم كامل من أوراق الأوكالبتوس، وده رقم ضخم بالنظر لوزنه في الأساس، العجيب أنه وعلى الرغم من الهدوء والكسل الغالب على حياته؛ إلا أن الوضع بيبقى مُغاير تمامًا لما بيتعلق بالإناث، وممكن يدخل في صراعات شرسة مع أقرانه للفوز بالأنثى، ونفس الأمر مع شعوره بالتهديد من الحيوانات المفترسة أو محاولة أسره من جانب البشر تلاقيه بيتحول لحيوان نشيط أثناء هربه أو حيوان شرس بيتخانق وبيعض في محاولة الدفاع عن نفسه.

الكسلان

من المستحيل نتكلم عن أكسل الحيوانات في العالم وما يبقاش للكسلانيات مكان في القائمة، النوعية دي من الحيوانات لما تتفرج عليها تحس إنك شايفها بالتصوير البطئ، كل حركة بتعملها تحس إنها بتعملها على أقل أقل من مهلها.

وبتنقسم الكسلانيات لمجموعتين رئيسيتين، كسلان ثنائي الأصابع، وكسلان ثلاثي الأصابع، وبيقضوا معظم حياتهم وهما متعلقين على فروع الأشجار بالغابات الاستوائية المطيرة في أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى.

ومن المعلومات المثيرة عنهم إن ممكن الواحد فيهم يموت ويفضل محتفظ بقبضته على فرع الشجرة ويفضل متعلق فيها وهو ميت، وساعتها أنت لا بتبقى عارف هو ميت فعلاً ولا مكسل يتحرك ولا إيه بالضبط، خصوصًا إنه وهو صاحي أصلاً مش بيتحركوا كتير وأحيانًا مش بيتحركوا أصلاً، وفي الليل معتادين على أكل ورق الشجر والبراعم والفاكهة، وطبعًا عشان مايكلفوش نفسهم وينزلوا من على الأشجار بحثًا عن المياه ويضيعوا عمرهم بقى في الوصول لمصدر مياه بالقرب منهم ولا حاجة بيكتفوا بالسوائل الموجودة في الفاكهة بالأشجار اللي هما عليها، وبغض النظر عن حركتهم البطيئة ونشاطهم الشبه معدوم تقريبًا على مدار عمره اللي بيوصل لـ 20 سنة، فحيوان الكسلان بينام 20 ساعة في اليوم، ولما يبقى فايق كده ومزاجه كويس ممكن ينام أقل من كده بتاع 18 ساعة بس.