هو الماتش النهاردة الساعة كام، طيب يا جماعة حد يعرف الدولار وصل كام النهاردة، طيب تعرف إيه اللي حصل في اليابان، طيب حد عنده معلومة عمر الملكة “إليزابيث Elizabeth” كام سنة بالظبط؟، كل دا وأكتر ممكن تعرفة في لحظة واحدة بمجرد دخولك علي عملاق محركات البحث “جوجل Google”، ومش بس معلومات، جوجل أصبحت شركة رائدة في عالم الذكاء الاصطناعي وحتى السيارات ذاتية القيادة، فتقريبا جوجل تعرف كل حاجة عن كل حاجة، بس هل يا ترى إحنا نعرف أي حاجة عن شركة جوجل ولا لأ؟
بتتجسس عليك
“هاي جوجل Hey Google”، كلمة كتير مننا إستخدمها عشان يبدأ مساعد جوجل “جوجل اسستانت Google assistant” علشان يبدأ يساعدك، ولكن إنت متأكد إنه بيساعدك بس؟.
في سنة 2019 فيه مجموعة من التسجيلات الصوتية إتسربت عن طريق الخطأ، التسجيلات دي كانت لناس بيتكلموا اللغة الهولندية، وكانت عبارة عن محادثات بينهم وبين بعض، تم تسجيلها عن طريق “جوجل اسستانت Google assistant” من غير ميعرفوا، الغريب في الأمر إن بعض التسجيلات دي كانت بتحتوي على معلومات خاصة ومحددة جدًا زي أسماء وعناوين الناس دي، ولما تم مواجهة شركة جوجل بالملفات دي، اضطرت انها تعترف بأنها سجلت للمستخدمين، اللي حصل إن المستخدمين بعد ما شغلوا مساعد جوجل عن طريق الخطأ بدأ في تسجيل محادثاتهم، والتسجيل دا كان متعمد؛ ببساطة لإنه فيه موظفين من شركة جوجل استمعوا للتسجيلات دي، وبررت شركة جوجل التسجيل للمستخدمين، بأنهم بيستعملوا التسجيلات في إنهم يحسنوا من قدرة الذكاء الاصطناعي ومهاراته، وكمان وضحت الشركة إنهم استمعوا لاتنين من عشرة في المائة (0.2%) فقط من التسجيلات دي، ودا تم بعد حذف جميع المعلومات الشخصية للمستخدمين، وطبعًا محتوى التسجيلات دي بَين كذب الشركة، والموظفين اتضح إنهم سمعوا المحادثات بكل تفاصيلها.
والجدير بالذكر إن دي مش أول مرة تُتهم جوجل بالتجسس أو تسجيل محادثات المستخدمين، في سنة 2017 اعترفت جوجل إن فيه خطأ تقني في أحد الأجهزة اللي بتنتجها الشركة، الخطأ دا بيخلي الأجهزة تقدر تسجل محادثات المستخدمين حتى وهي مقفولة، فمن فضلك في المرة الجاية لما تستخدم مساعد جوجل أو حتى تكون قريب من موبايلك إنتبه لكل حرف إنت بتقوله.
مُراقب أينما ذهبت
جوجل تقريبا عارفة جميع تحركاتك، بمجرد إطلاعك على سياسة الخصوصية الموجودة في تطبيق الخرائط الخاص بجوجل هتعرف إنك مراقب طول الوقت، تحركاتك مُسجلة في “التايم لاين time line” الخاص بالبرنامج، ودا معناه إن طول الوقت اللي إنت موجود فيه “أونلاين online” هيتم تحديد موقعك تلقائيًا، هتقول خلاص إحنا بكل بساطة نقدر نوقف تعقب شركة جوجل لينا اننا نعدل اعدادات الخصوصية وكمان هنمسح “التايم لاين time line”، هقولك لو فاكر إن الموضوع بالبساطة دي فأنت مخطئ تمامًا؛ لأن جوجل بتملك الإذن من خلال تطبيقاتها إنها تعرف عنك أكتر مما تتصور.
عنوان “الأي بي ip address” الخاص بيك، الناس اللي بتتواصل معاهم عن طريق تطبيقات جوجل، المواقع اللي بتزورها كل يوم، طبيعة الرسائل اللي بتم عن طريق تطبيقات زي “جي ميل Gmail”، دي كلها حاجات بسيطة من المعلومات اللي جوجل بتجمعها منك علي مدار الساعة، والمعلومات دي بتكون أكتر من كافية لأنهم يعرفوا كل حاجة عنك تقريبًا، بما فيهم موقعك بالتحديد.
كوكيز طعمها وحش
الكوكيز هنا مقصدش بيها البسكوت اللي بنشربة مع الشاي بلبن، دي حاجة تانية خالص، “الكوكيز cookies” هو الإسم اللي اختارته شركة جوجل للملفات الصغيرة اللي بتبعتها لأجهزتنا لما ندخل موقع جديد لأول مرة؛ هدف الملفات دي بيكون حفظ معلومات عنك زي اسم المستخدم وكلمة المرور؛ علشان لما تدخل الموقع مرة تانية يتعَرَف الموقع عليك بسرعة وبدون جهد منك في إنك تسجل الإسم وكلمة المرور تاني، هتقولي طب دي كدا تبقى “كوكيز cookies” جميلة جدًا، هقولك لا كوكيز وحشة.
جوجل عن طريق “كوكيز cookies” دي بتعرف عنك معلومات كتيرة جدًا، زي عدد مرات دخولك للموقع دا، والوقت اللي قضيته على الموقع، الإعلانات اللي عجبتك في الموقع وغيرها كتير، فلما تدخل على موقع وتلاقي إعلانات لمطعمك المفضل أول ماركة الملابس المفضلة ليك أعرف إنها مش مجرد صدفة سعيدة.
شركات مشبوهة
علشان جوجل شركة كبيرة كتير من المستخدمين بيثقوا فيها، السبب دا خلى شركة جوجل تجني ملايين الدولارات، شركة جوجل معتمدة بشكل رئيسي في دخلها على إعلانات المُعلنين، وعلشان جوجل بتمتلك المتصفح الأكثر رواجا على مستوى العالم، كتير من الشركات بيتهافتوا على ترويج نفسهم من خلالها، ودا ساهم في نمو شركة جوجل بشكل كبير، ولكن هل كل الشركات المُعلِنة شركات موثوقة؟، الإجابة بكل وضوح وإختصار لأ، كتير من الشركات اللي بتقوم بالإعلان عن طريق جوجل بتتصنف على أنها شركات إحتيالية، الصفحات الخاصة بالشركات دي بتوضح أد إيه المستثمرين يقدروا يربحوا من خلالهم، ولكن بتخفي الصفحات مقدار الخطورة على رأس المال أو هامش الخسارة في الاستثمارات دي،
صغار المستثمرين أو المستثمرين الجُدد، دايمًا بيكونوا في بداية الأمر تايهين، فبيعتمدوا بشكل رئيسي على البحث عن فرص استثمارية رابحة، وطبعًا البحث بيكون عن طريق المتصفح الأكثر إستخداما في العالم.
جوجل كشركة تستحوذ على 90% من سوق محركات البحث حول العالم، من المفترض إنها تكون حريصة على مصداقيتها، بس كل دا بيتبخر قصاد الأرباح، الشركات بتدفع لجوجل علشان تتصدر مواقعها نتائج البحث، وبغض النظر عن أن شركة جوجل بتحط كلمة إعلان بخط صغير جدًا على النتائج دي، إلا إن جوجل مش معفية من مسؤلية مراجعة المحتوى الخاص بالصفحات دي، ولكن مع وجود حوالي 4 مليار مستخدم لشركة جوجل حول العالم، فالأموال هتكون صاحبة الصوت الأعلى.
ذكاء أصطناعي مخيف
اللي بيجي في بالنا دايمًا لما بنسمع كلمة ذكاء إصطناعي هي أفلام الخيال العلمي، ولما بنتخيل الصراع بين الآلات اللي بتستخدم تقنية الذكاء الإصطناعي ونتيجة الصراع دا على البشر، بيتملكنا الرعب، دا غير إن فيه ناس بيتوقعوا الأسوء، وكتير منهم فكر في أن الآلات اللي بتستخدم الذكاء الإصطناعي،هيشوفوا في المستقبل إن البشر أضعف منهم وهيقضوا على البشرية، لكن نرجع ونقول مستحيل يا جماعة آله إحنا اللي نعملها بأيدينا تتقلب علينا، كمان الذكاء الإصطناعي صعب يتغلب على الذكاء البشري اللي صممه في الأساس، لكن شركة جوجل ونظام “ديب مايند deepmind”، هيخلونا نقلل من ثقتنا المبالغ فيها في أنظمة الذكاء الإصطناعي.
“ديب مايند deepmind”هو نظام ذكاء إصطناعي أنشأته شركة جوجل، وفي سنة 2016 تَغلَب نظام “ديب مايند deepmind” على المصنف الأول عالميًا في لعبه “جو Go”، ولو متعرفش إيه هيا لعبة “جو Go” دي لعبة صينية تم إختراعها من حوالي 4000 سنة تقريبًا، وبتنتمي اللعبة لفئة الألعاب اللوحية، ولو شايف إن ده أمر طبيعي ومفيش داعي للقلق، فإنت بالتأكيد هتقلق لما تعرف اللي حصل في سنة 2017، في السنة دي مطورين النظام حبوا يختبروا تصرفاته في حالات الضغط، أو بمعنى أدق، الحالات اللي بيكون فيها النظام على وشك الخسارة، والنتائج اللي إكتشفها المطورين مكنتش مُبشِرَة علي الإطلاق، إكتشف المطورين إن النظام في الحالة دي بيكون عدواني جدًا، أو خلينا نقول عدواني بدرجة مُرعبة. المطورين صمموا لعبة تنافسية بسيطة بين إتنين لاعبين، واللاعبين هنا كانوا عبارة عن نظام الذكاء الإصطناعي “ديب مايند deepmind”، اللعبة كانت بسيطة جدًا، الإتنين هيحاولوا جمع أكبر عدد من التفاح الإفتراضي، الأمور كانت سلسة جدًا في البداية، لما كان التفاح متوفر بكثرة، وكان كل واحد من المتنافسين بيحاول يجمع أكبر عدد من التفاح، بس لما التفاح قل وأصبح فيه تنافسية عليه بشكل أكبر، والنظام حس إنه ممكن يخسر، فتح المتنافسين النار على بعضهم بالمعنى الحرفي.
بدأ اللاعبين إطلاق أشعة من الليزر على بعضهم، الأشعة دي لو أصابت حد فيهم كان بيخرج مؤقتًا من اللعبة وطبعًا كل التفاح هيكون من نصيب اللاعب الآخر، اللعبة دي بالرغم من بساطتها، إلا إنها بتطرح في ذهننا أسئلة كتيرة جدًا، هل ممكن الآلات تتصرف زي تصرفات أنظمة الذكاء الإصطناعي المُطورة ليها، وهل هتكون طوع إرادتنا في المستقبل، وبغض النظر عن إن الأسئلة دي مهمة ومنطقية، لكن السؤال الأهم هنا جوجل ناوية تعمل إيه؟.
مشروع العندليب
“نايتينجل nightingale” هو إسم مشروع سري تم بين شركة جوجل ومنظمة “أسينشن Ascension”، وأسينشن هي منظمة أمريكية غير ربحية هدفها تقديم الرعاية الصحية للجميع وخاصة الغير قادرين، لكن في سنة 2019 كشف موظف من شركة جوجل عن مشروع سري تم بين المنظمة وشركة جوجل، المشروع كان عبارة عن إرسال المنظمة لشركة جوجل البيانات الصحية الخاصة بخمسين 50 مليون مواطن أمريكي من واحد وعشرين 21 ولاية مختلفة.
كشف موظف شركة جوجل في فيديو عن الملفات اللي تم نقلها، واللي كانت بتحتوي تقريبًا على كل بيانات المرضي، بيانات متعلقة بحالتهم الصحية والتقارير الطبية الخاصة بيهم وأنواع الأدوية اللي بيستعملوها، بأسمائهم وعناوينهم كمان، والمشروع دا مريب لأسباب كتيرة، أولهم إن أي بيانات لو هتتنقل من مكان لمكان، لازم عملية النقل دي تتم بعد موافقة صاحب البيانات، ولو كانت البيانات دي طبية، لازم في البداية يوافق المريض وبعد كدا، لازم يتم حذف جميع بياناته الشخصية، لكن في الحالة دي البيانات وصلت لجوجل بشكل سري، بدون موافقة المرضى على نقلها، وكمان كانت البيانات بتحتوي على معلومات في غاية الخصوصية للمرضى.
المشروع ده طرح العديد من الأسئلة، جوجل هتستفيد إيه من البيانات دي، وهل البيانات دي هتستخدم في تطوير أنظمة الذكاء الأصطناعي الطبية، طيب هل للبيانات دي علاقة بصناعة الدواء في أمريكا؟، الحقيقة إحنا منعرفش إجابات الأسئلة دي في الوقت الحالي بس الأكيد إن الأسئلة دي هتتضح لينا إجابتها فيما بعد.