الشمس مصدر رئيسي من مصادر الحياة على الأرض، وربنا جعلها سبب من أسباب الحفاظ على الجنس البشري واستمراريته، ولو متصور إن اختفاء الشمس فقط هيؤدي لحلول الظلام على سطح الأرض، خليني أقولك إن الموضوع أكبر من كده بكتير.
الضوء مش هيختفي في لحظتها!
الحاجات الأولى اللي هتترتب على اختفاء الشمس هي حاجات منطقية، زي إنعدام الضوء وإنعدام الجاذبية، لكن في الواقع لو الشمس اختفت دلوقتي فجأة؛ مش هنلاحظ غيابها غير بعد 8 دقائق، وده لأن سرعة الضوء تقدر بحوالي 300 ألف كم في الثانية، وعشان الضوء يقطع المسافة من الشمس لحد الأرض بيستغرق 8 دقائق، ولأن الجاذبية كمان بتتحرك بنفس السرعة فكذلك مش هنشعر بانعدام الجاذبية إلا بعد مرور الـ 8 دقائق.
مافيش مجموعة شمسية!
أثناء ما الظلام هيعم على سطح الأرض بسبب إنعدام الضوء، برا الأرض هتحصل كوارث أكتر، كوكب الأرض بالكامل هيخرج عن مداره وهيبدأ يسبح في الكون باحثاً عن وطن جديد، وكذلك نفس الأمر مع باقي كواكب المجموعة الشمسية، واللي هيبدأوا يتحركوا حركات عشوائية لأن أصبح مافيش شمس يلفوا حواليها، وده هيؤدي لإحتمالية اصطدام أحد الكواكب بكوكب آخر، أو إصطدام أي كوكب بأي جرم سماوي في الفضاء، ووقتها من الممكن إن كوكب الأرض يتأثر بجاذبية أحد الكواكب الكبيرة، وساعتها الأرض هتتحول لـقمر بيدور حوالين كوكب أكبر منه.
موت النباتات والحيوانات
مع اختفاء ضوء الشمس هتتوقف عملية البناء الضوئي تماماً، وده معناه إن النباتات والأشجار هتموت، النباتات الصغيرة هتدبل وتموت بسرعة بمجرد غياب الضوء، لكن النباتات الكبيرة والأشجار الضخمة هتصمد لفترة أطول، لكن في النهاية ومع مرور الوقت، هتهلك كل الحياة النباتية بكل أشكلها، واللي بدوره هيأثر على غذاء الحيوانات واللي في النهاية هتأثر على الإنسان، ولما النباتات تختفي هيختفي معاها الأكسجين، لكن الغريب إن كمية الأكسجين الموجودة داخل الغلاف الأرضي دلوقتي، هتبقى كافية لتلبية احتياجات البشر والكائنات الحية كلها لمئات السنين.
ظلام دامس
أثناء ما الكوكب هيعاني من الظلام التام، هتتلاشى فكرة تعاقب الليل والنهار، الحياة هتبقى ليل بس خالي من كل الأضواء، والقمر هيختفي تماماً من السماء، لأن ضوء القمر بيعتمد بشكل أساسي على عكس الأشعة القادمة له من الشمس، فلما الشمس تختفي القمر هيختفي، ومصدرنا الوحيد للضوء هيبقى الضوء الخافت اللي واصلنا من النجوم البعيدة.
درجات حرارة قارصة
أكبر حاجة هنواجها بعد اختفاء الشمس هي البرودة الشديدة، متوسط درجات الحرارة على سطح الأرض دلوقت هي 16 درجة مئوية، لكن مع غياب حرارة الشمس درجة الحرارة هتبدأ تقل تدريجياً لحد ما توصل 37 درجة مئوية تحت الصفر، وهي الدرجة الكفيلة إنها تقضي على جميع الحيوانات وحتى البشر، واللي قدر ينجو من غياب الضوء مش هيقدر ينجو من تأثير البرودة، وكذلك درجات الحرارة المنخفضة هيوصل تأثيرها للغلاف الجوي، في البداية هيتحول جزء من الغلاف الجوي ده لسائل ويسقط على هيئة أمطار، لكن مع انخفاض درجات الحرارة أكتر وأكتر، الغلاف الجوي أجزاء منه هتتجمد وتسقط على هيئة كتل جليدية، وده بدوره هيعرض سطح الأرض لإشعاعات كونية خطيرة لأن الدرع اللي كان بيحميها اختفى، وبالرغم من إن الجليد هيغزو كل الأرض تقريباً، إلا إن العلماء بيقولوا إن البرودة هتأثر على الدرجات العلوية فقط من البحار والمحيطات، الطبقات السفلية هتقدر تحافظ على درجة حراراتها بسبب الحمم البركانية الموجودة في باطن الأرض، واللي هتقدر توفر للمياه القريبة منه درجة حرارة كافية تحميها من خطر التجمد، واللي هيؤدي في النهاية لنجاة بعض الأنواع من الأسماك وبعض أنواع البكتيريا والفطريات، واللي بتعتمد في غذائها على التمثيل الكيميائي، والبكتيريا والفطريات في النهاية هيكونوا غذاء للأسماك، وبكده تستمر الدورة الغذائية للمخلوقات البحرية.
ممكن البشر ينجو؟
يا ترى لو حاجة زي كده حصلت، فيه أمل إن البشر ينجو؟
الإجابة أيوه.
بعض البشر لو استطاعوا أنهم يحصلوا على الدفئ الكافي والطاقة اللازمة من خلال البراكين، ويعيشوا مثلاً حوالين الأراضي البركانية ويعتمدوا إعتماد كلي على الأسماك في الأكل، هيقدروا يصمدوا لفترة طويلة، لحد ما يقدروا يبحثوا عن مصادر بديلة للطاقة أو يوصلوا لتكنولوجيا جديدة تقدر تنقذ الأرض أو تساعدهم على التعايش مع الظروف الجديدة.
لو موضوع اختفاء الشمس مخيف شوية، فخليني أطمنكم إن الشمس مش هتختفي قبل 10 مليار سنة، أطمئنوا الأرض مازالت في أمان.