الكون مليان بمخلوقات عجيبة وغريبة، منها اللي اكتشفناها ومنها اللي لسه بنكتشفها لحد النهاردة، وفي الوقت اللي وصلت فيه البشرية لاكتشاف كواكب ومجرات تبعد عننا بملايين السنين الضوئية، مازلنا لحد النهاردة بنفاجئ بالمخلوقات العجيبة المكتشفة على أرضنا.
وبعض المخلوقات في عالمنا وخصوصاً في عالم البحار، ممكن تدهشك أكتر من اكتشاف كوكب أو مجرة، أشكال متفردة وطبيعة عجيبة وقدرات غير عادية أنعم بيها الله سبحانه وتعالى عليهم.
وبعض الحيوانات دِه لو سمعت عنها بس، ممكن ما تصدقش انها حقيقية، بل ان بعضها لو شوفته بعنيك في صورة أو فيديو ممكن برده ما تصدقش إنها بحق وحقيقي.
أسماك الضفدع
في قيعان البحار المعتدلة في كل أنحاء العالم تقريبًا، بيعيش مخلوق عجيب من الصعب تميزه بدون حركة، ولما يتحرك من الصعب تصدق إنه حقيقي،
أسماك الضفدع هي أحد أعضاء عائلة أبو شص، فيه منها 50 نوع تقريبًا وكلهم بلا استثناء أغرب من بعض، شكلهم عجيب جدًا بالنظر للأسماك عمومًا، لكن كل حاجة تخص طبيعتهم وسلوكهم، بتخليهم من أوائل أساتذة التنكر في عالم الحيوان ومن أمهر المفترسين اللي ممكن تشوفهم، ألوانهم وبنيتهم دايمًا ما هتلاقيها متشابهة مع المرجان والطحالب الموجود حواليهم.
والعجيب أنهم لو اتحركوا لمكان جديد، تلاقيهم بعد اسبوع أو اتنين لونهم اتغير وخد شكل المكان الجديد، وبعض أنواعها، بيكون من المستحيل إنك ترصدهم في مكانهم وهما ثابتين بدون حركة، وحتة الثبات دِه، هما أساتذة فيها، لانها أحد أهم عوامل التموه والمباغتة في نفس الوقت، فتلاقيهم ما بيتحركوش وكأنهم شعب مرجانية أو حتى صخرة في المياه، لا أنت تعرف تميزهم، ولا حتى الحيوانات حواليهم، وأول ما الفريسة تعدي بالقرب منهم، هوب، يلتهموها، والهوب دِه، هي واحدة من أسرع العضات في مملكة الحيوان على الإطلاق.
النوعية العجيبة ده من الأسماك بيفتحوا بقهم وبيلتهموا فريستهم وبيبلعوها في أجزاء على ألف من الثانية، وعشان الصورة توضح أكتر، أسماك الضفدع بتلتهم فريستها أسرع بأضعاف من سرعة رمش عنينا، يعني لو حضرتك بربشت كده، مش هتشوفها وهي بتلتهم السمكة أصلاً، بتعمل الحركة دِه ازاي؟، بتفتح بقها بسرعة كبيرة جداً لدرجة انها بتخلق فراغ ضخم وبتدفع المياه في مداها للإندفاع لفمها، وتسحب معاها الفريسة بسرعة مهولة أسرع من أن الواحد يشوفها بعينه.
وبالمناسبة، لما بتفتح فمها، بيكبر حجمه 12 مرة ضعف حجمه الأصل، وكل ده وهي ثابتة مطرحها، لما بتتحرك بقى، ده قصة تانية خالص، بعض الأنواع من الأسماك العجيبة دِه، بتتحرك بطريقة أشبه بالمشي في قاع المياه، وبالرغم ان شكلهم يبان وكأنه ماشيين على أقدام أو بيزحفوا على ايدين، إلا إنها في الحقيقة زعانف صدرية مزدوجة، وبتستخدمهم بشكل أشبه بالمشي في القاع عوضًا عن السباحة بالشكل المعتاد لباقي الأسماك.
2. أسماك المصباح المضئ
في عام 2013 وأثناء دراسته للمرجان في جنوب المحيط الهادي، كان عالم الأحياء “ديفيد جروبر David Gruber” على موعد مع مشهد عجيب، أثناء ما هو بيغوص في المياه، اتحرك ناحيته زميله بحماس شديد وطلب منه يتحرك معاه لمنطقة معينة، ويطفي الكشافات اللي معاه تمامًا؛ تبع “جروبر” زميله وطفى الأنوار، وفجأة شاف مئات المصابيح المتوهجة باللون الأزرق بتتحرك قدامه في كل مكان، والإضاءة من القوة اللي تخليها تكشف عن أشكال الشعب المرجانية الموجودة حواليها “وكأني في لقطة من فيلم أفاتار”، ده كان تعبير “جوبر” عن المنظر اللي شافه.
المصدر وراء الإضاءة العجيبة دِه هي نوع عجيب من الأسماك معروف باسم، أسماك المصباح المضئ أو الـ flashlight fishes.، خاصية الضيائية الحيوية في المخلوقات مش جديدة، معظمنا سمع بالفعل عن مخلوقات بتنور على اليابس أو تحت الأعماق السحيقة في المياه، لكن النوعية ده من الأسماك تبان وكأن عنيها بتنور في الضلمة زي مصابيح السيارات، ولو شوفتها في الظلام الدامس وانت مش عارف مصدرها، هتحس إنك بتبص على كائن فضائي أو قناع آلي لشخصية زي أيرون مان.
والحقيقة إن الأسماك ده عنيها مش بتنور، لكن أعضائها المضئية موجودة تحت العين مباشرةً.
بس اللي مصعب الموضوع على الناس هو شكل الأعضاء المضئية الأشبه بعيون ضخمة، والفكرة إن الأسماك دِه بتقدر تتحكم في إضاءة العضو نفسه زي مفتاح النور عندك في البيت، يعني بتقدر تفتحه وتقفله، سواء بتغطية العضو المضيء أو بسحبه داخل كيس، لو عايز تجذب فريسة ناحيتها، تفتح النور، ونفس الأمر لما يتحركوا في مجموعات في المياه وعايزين يعرفوا أماكن بعضهم ويسترشدوا طريقهم، وعندها من الدهاء اللي يخليها لو فيه مفترس بيطاردها، إنها تقفل نورها وتروح في أي اتجاه وتشغله عشان تلفت انتباه المفترس لموقعها، وبعدين تقفله مرة واحدة وتهرب من الناحية التانية.
3. حبار مصاص الدماء
على عمق يصل لـ 1 كم تحت سطح المياه، وعيون ضخمة لونها أزرق، و8 أذرع بيفصل بينهم عباية شفافة بالإضافة للونه الأحمرالباهت، بيعيش حبار مصاص الدماء أو الحَبَّار الجَهَنَّمِيّ.
بيساعد حبار مصاص الدماء عنيه الضخمة إنه يشوف في الضوء الخافت في أعماق البحار، والغشاء الفضفاض اللي عامل زي العباية ده، بيقدر إنه يستعين بيه ويغير شكله قدام المفترسين 180 درجة.
وبخلاف شكله الغريب، الحبار ده هو الوحيد من رأسيات الأقدام اللي بيقدر يعيش دورة حياته بأكملها في المناطق العميقة تحت سطح المياه والمعروفة بإسم منطقة الحد الأدنى من الأكسجين، وبيساعد الحبار في القصة دِه أنه ما بين جميع رأسيات الأقدام من اخطبوطات وغيرها، بيمتلك أقل معدل في نسبة الأيض أو تحويل الطعام لطاقة، فحركته بطيئة وبيهضم الطعام على مهله وما بيستنفذش طاقته بسرعة.
وزي معظم أنواع الأخطبوطات، الحبار مصاص الدماء من أصحاب الدم الأزرق، والقصة ده نابعة من بروتين اسمه “هيموسيانين Hemocyanin”، البروتين ده لما بيتأكسد بيتحول للون الأزرق وهو المسئول عن نقل الأكسجين، لكنه وعلى عكس باقي رأسيات الأقدام، البروتين هنا بينقل الأكسجين بكفاءة أعلى من باقي الأنواع، وهي الميزة اللي بتساعده على التكيف طول فترة حياته في الأعماق السحيقة اللي بيعيش فيها حتى مع نقص نسبة الاكسجين، وبالرغم من إسمهم، إلا إنهم ما بيمصوش دم ولا عندهم أنياب حادة، والحقيقة هما ماعندهمش أسنان من أساسه، بل انهم وعلى عكس باقي قرايبهم من رأسيات الأقدام، لا بيصطادوا ولا بياكلوا كائنات حية كمان، ولكنهم من المخلوقات اللي بتتغذى على بقايا اجزاء الكائنات الميتة من عوالق ونباتات في قاع المحيط.
4. شيطان البحر الوردي
بالرغم من كل الغرائب المحيطة بيهم، سواء إسمهم المعروفين بيه أو شكلهم الأشبه بسفينة فضائية بتتحرك تحت سطح المياه، أحد أفراد المانتا راي أو شيطان البحر تخطى كل حدود الغرائب من خلال ظاهرة فريدة من نوعها.
في البداية كده، المانتا راي من أكبر أنواع أسماك الـ Rays، وهي الأسماك المعروفة بأجسامها المفلطحة، بتعيش في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية والمعتدلة في معظم محيطات العالم، وبيتغذوا بشكل رئيسي على القشريات والعوالق، وجسمها المفلطح مش هو أغرب ما فيها، فعنيها موجودة على جانبي رأسها وعندها 2 من الزعانف البارزة من مقدمة رأسها على شكل قرون.
ومعروف عن الأسماك دِه أن لونها دايمًا ما بيتراوح بين البني الداكن أو الأسود في الجزء العلوي والأبيض في الجزء السفلي أو البطن، وأحيانًا الوجهتين بيكونوا لونهم أسود، لكن إننا نشوف مانتا راي لونها بالكامل وردي، ده بقى اللي مش طبيعي بالمرة، وتم رصدها للمرة الأولى عام 2015 وسط حملة من التشكيك في صحة الأمر، ومن وقتها واتشافت أقل من 10 مرات أول عن أخر، أوضح صور ليها كانت بالصدفة البحتة أثناء وجود المصور الفنلندي “كريستين لِن Kristian Laine” بالقرب من الحيد المرجاني العظيم في أستراليا، وصورها وهو مش مصدق إن اللي شايفه قدام عينه حقيقة، في البداية اعتقد العلماء إن السبب في لونها المنفرد ده راجع لمرض جلدي أو حميتها الغذائية، لكن النظريات دِه ثبت عدم صحتها خصوصًا بعد نجاح فريق من العلماء من الحصول على عينة من السمكة الوردية ودراستها.
وحاليًا بيقترح العلماء ان النظرية الاقرب للصحة هي طفرة جينية في جسم المانتا راي متعلقة بالصبغة المسئولة عن اللون، ومن هنا أصبحت هي الفرد الوحيد من المانتا راي في العالم كله ذات اللون الوردي.
5. تنين البحر الأزرق
تنين البحر الأزرق أو الملاك الأزرق، هي الأسماء الشائعة لنوع من الرخويات البحرية العجيبة في المنتشرة في المياه الاستوائية والمعتدلة في معظم محيطات العالم، وعلى الرغم إنه مش تنين بالوصف المتعارف عليه في الأساطير، إلا إن جماله بيضاهي جمال التنانين بشتى أساطيرها، بل إنه بيمتلك ترسانة أسلحة خاصة بيه كمان.
بيمتاز تنين البحر الأزرق بجسم مسطح ممدود بطول يصل لحوالي 3 سم، وجه منه باللون الأزرق ووجه باللون الرمادي، وعنده ست هياكل أو زوائد متفرعة بشكل أشبه بالجناحات أو أوراق الشجر على طول الجسم.
وبيقدر الملاك الأزرق إنه يخزن فقاعة من الهواء في معدته بتساعده على الطفو في المياه بسهولة، وفي الوضعية دِه، بتساعده ألوان جسمه على التموه ضد الحيوانات الجوية والبحرية على حد سواء؛ لأن اللون الأزرق عنده بيمتزج مع سطح المياه وبيظهر من فوق للطيور وكأنه جزء من المياه نفسها، واللون الرمادي من الناحية التانية والظاهر للحيوانات تحت سطح المياه بيخليه غير واضح بالنسبالهم.
وبخلاف مهارته في التموه، بنلاقي إنه وعلى الرغم إن الحيوان غير سام بشكل طبيعي، لكنه بيقدر يتحول لحيوان سام، فـ تنين البحر الأزرق عنده المقدرة على تخزين الخلايا اللاسعة من فرائسه السامة من القناديل، ويستخدمها بعد كده لحماية نفسه من الكائنات المفترسة، يعني بيتحول من مخلوق غير سام ماعندوش آلية دفاعية باستثناء التموه، لمخلوق سام يقدر يطلق الخلايا اللاسعة حال لمسه أو شعوره بالتهديد.