عند العسكريين كل كلمة بيبقى لها حساب وبتدل على حاجه معينة، فمثلاً كلمات زى الغارة أوالمناورة أوالحصار أوالمعركة، كلهم ليهم معانى مختلفة، وكلمة الحرب هى ببساطة الاسم العام الشامل لكل العمليات.

معركة المنصورة

معركة المنصورة هى أطول معركة جوية على مر التاريخ، وده على الرغم من إن كل زمن المعركة هو 53 دقيقة بس، وعلى حسب رواية الأكاديمية العسكرية الأمريكية نورويتش، فملخص المعركة إن القوات الصهيونية لجأت لتكتيك بيعتمد على هجوم من 3 موجات، وعشان كده تم تجهيز من 120 الى 164 طيارة، وكانت الخطة إن أمهر الطيارين الأسرائليين يتم تنظيمهم فى الموجة الاولى، بحيث إن يكون إشتباكهم مع الدفاعات المصرية يكون له أكبر تأثير، ومن بعد الموجة الاولى تيجى الموجة التانية وتقوم بإسكات أى دفاعات متبقية، وفى النهاية خالص تيجى طيارات الموجة الثالثة واللى هتكون شايلة الحمولة الاقصى من الذخائر لمجرد أحداث التدمير، أما بالنسبة للخطة الدفاعية المصرية، فكانت بتعتمد على فكرة تجميع القوة، والقيام بعمل مظلة جوية فوق القاعدة، وطبعا كان التكتيك ده هو الملائم لعدد الطيارات لـ62 اللى كانوا متوفرين فى قاعدة المنصورة وقتها، وصدرت الاوامر للطيارات المصرية بالاكتفاء بالدفاع وعدم الاشتباك أو مطاردة طيارات الموجات الاولى، وإستمر الطيران الصهيونى فى عمل المناورات والطيران على شكل دوائر، بهدف جذب الطيارات المصرية بعيد عن القاعدة، لكن الطيران المصرى موقعش فى الفخ واستمر فى مواقعه، ومع قلق الطيران المعادى من نفاد الوقود خلال الرحلة، انسحبت الموجه الاولى من غير تحقيق أى نجاح يذكر، واستمرت الامور على نفس المنوال خلال الموجه التانية، واللى كانت فيها الاشتباكات أكثر حدة لكن مش بالصورة اللى توقعها العدو، ونتيجة لكده كانت المهمة صعبة على طيارات الموجه التالته، بعد ما فوجئت بقوة الدفاعات وإحتفاظ القاعدة بكامل قوتها، وعشان كده بدأ والاضطراب والقاء الحمولة فى أى مكان، بهدف تسهيل عملية المناورة والانسحاب، وهو الوضع اللى أسفر فى النهاية عن فشل ذريع للهجوم الاسرائيلى، وتحطيم 18 من طياراته، وتم اعتماد يوم 14 أكتوبر كعيد للقوات الجوية.

معركة آخن Battle of Aachen

آخر معارك الحرب العالمية التانية هى معركة آخن، وبترجع أهمية معركة آخن لكونها أول معركة بتدور على الأراضى الألمانية، وبتمثل المرحلة النهائية من سقوط الألمان، وآخن دي كانت أول مدينة المانية تسقط فى يد الحلفاء، وعلى الرغم من إن الحلفاء كانوا الأسبق من القوات السوفيتية فى دخول الأراضى الألمانية، إلا إن صمود آخن الغريب أخر تقدم الحلفاء، فى حين شقت القوات السوفيتية طريقها لبرلين من الشرق، وعلى حسب المشهور إن المعركة استمرت 19 يوم، وان كان الـ 19 يوم دول هم الزمن اللى سقطت خلاله المدينة نفسها، الا ان القوات الالمانية اللى تراجعت وسابت المدينة نظمت صفوفها وقامت بكتير من الهجمات المضادة، واللى استمرت قرابة الـ 5 شهور.

معركة السوم BATTLE OF THE SOMME

معركة السوم هى واحده من أهم معارك الحرب العالمية الأولى، بترجع أسباب اشتعالها إلى إنه خلال انشغال القوات الألمانية فى معركة فيردن The Battle of Verdun، قامت القوات البريطانية بطلب من القوات الفرنسية وبمساعدتها بفتح جبهة جديدة للقتال على نهر السوم شمال الأراضي الفرنسية، وبدأت المعركة بقصف مدفعي كبير من المدفعية البريطانية على القوات الالمانية المتحصنة بالخنادق، لكن مع التحصين الجيد للقوات الألمانية محصلش تاثير كبير فى الدفاعات، وقامت القوات الألمانية بالهجوم المضاد على القوات البريطانية، واللى بتساعدها عناصر كبيرة من القوات الفرنسية، واستمرت المعركة قرابة الخمس شهور من اول يوليو1916 لغاية 18 نوفمبر من نفس السنة، ورغم المدة الطويلة دي والقتال المستمر، إلا إن المعركة انتهت من غير أى تقدم حقيقي لأى طرف، وده بالرغم من العدد الكبير فى الضحايا اللى زاد عن المليون، وعلشان كده تعتبر معركة السوم واحدة من أكثر المعارك دموية خلال الحرب العالمية الأولى كلها.

معركة فيردين The Battle of Verdun

معركة فيردين هى واحدة من أطول المعارك البرية على مدار التاريخ، بدأت يوم 21 فبراير سنة 1916 وانتهت فى 15 ديسمبر من نفس العام، ورغم الخسائر الكبيرة فى الأرواح والمعدات للقوات الفرنسية المدافعة، إلا إن المعركة بتمثل فخر كبير ورمز للصمود عند الفرنسيين، فى فجر يوم 21 فبراير قام قائد الأركان الألمانى إريك فون فالكنهاين Erich von Falkenhayn بتوجيه أوامره لقوات الجيش الخامس الألمانى، بعملية الهجوم الشامل على مدينة فيردين الفرنسية، وكان الهدف هو سحق الجيش الفرنسى واخراجه من الحرب للانفراد بالجيش البريطانى، وده بإعتبار إن التجمع الرئيسى للقوات الفرنسية فى الوقت ده كانوا فى المدينة، وكان بيقوم بحماية المدينة 19 حصن منيع بتنتشر فيهم القوات الفرنسية.

واختارت القوات الألمانية البدء بأقوى الحصون الـ 19وهو الحصن اللى اتعرف باسم حصن دوومون Douaumont، وبالفعل قدرت القوات الالمانية انها تجتاح الحصن وتسحق القوة المدافعة، وكان واضح إن خطة الألمان فى طريقها الصحيح، لكن القوات الفرنسية أصرت على الاحتفاظ بالمدينة، وقامت باستدعاء الجنرال فيليب بيتان General Philippe Petain وهو الملقب فى فرنسا بسيد الدفاع، وقدر بيتان انه ينظم قواته، وأنشأ سلسلة من نقاط القوة الداعمة بشكل متتالي، واللى كان يعتبر تكتيك دفاعي جديد بيعتمد على القتال بصورة رأسية، ومختلف عن طريقة الدفاع الافقي، وكمان سرعت طريقة الدفاع الجديدة دى من عملية نقل الإمدادات والذخيرة للصفوف الأمامية، وحاولت القوات الألمانية القيام بالعديد من حركات الالتفاف حوله، لكن قدر الفرنسيين انهم يصمدوا ويتمسكوا بمواقعهم، ومع مرور الوقت بدأت جبهة القتال والخنادق تتحول لمستنقع كبير، وبدأت المعارك تبقى فى منتهى البطئ، ومع اقتراب فصل الصيف وبدء الشمس فى تجفيف المستنقعات، بدأ الهجوم الألماني تزيد قوته من جديد، لكن وقتها قامت القوات البريطانية بإشعال معركة السوم، وبدأت الاستراتيجية الألمانية تتحول من الهجوم إلى الرغبة فى تثبيت الجبهات سواء فى الفيردين أو السوم، وهو الأمر اللى أدى لإطالة عمر المعركة لشهر ديسمبر، ومع دخول فصل الشتاء من جديد وعودة الجو الصعب والمستنقعات، تخلت القوات الألمانية عن هدفها وبدأت فى التراجع، وأسفرت المعركة اللي استمرت أكتر من عشرة شهور عن فقد الفرنسيين لـ 377 ألف جندي، وفى المقابل فقد الألمان 330 ألف جندي.

معركة المحيط الأطلسي Battle of the Atlantic

بالرغم إننا بدأنا كلامنا عن المعارك الجوية والبرية، إلا إن لقب أطول معركة فى التاريخ بيروح لمعركة بحرية، وهى المعركة المعروفة باسم معركة المحيط الأطلسي، وده راجع لأن المعركة دي بدأت مع أول يوم من الحرب العالمية التانية وانتهت مع نهايتها، وكمان كانت معركة الأطلسي هى السبب فى سحب كتير من القوى لمعارك الحرب العالمية التانية، وكان طبعا على رأسهم الولايات المتحدة الامريكية، والسبب الرئيسي لمعركة الأطلسي كان راجع لرغبة ألمانيا فى حرمان بريطانيا من الإمدادات اللى بتساعدها على البقاء ومواصلة القتال.

لو بصيت على الخريطة هتلاقى إن بريطانيا وبتعتمد بشكل كبير على الطرق البحرية فى وصول متطلباتها، وعشان كده شنت المانيا معركة كانت أغلبها بالغواصات، وكانت بتهدف إنها تغرق أى سفن تجارية أو عسكرية بتتعاون مع بريطانيا، ومع احتلال المانيا لفرنسا ودخول ايطاليا فى الحرب، اقتربت جداً ألمانيا من حصار بريطانيا واجبارها على التسليم، لكن بعض دول العالم الجديد وعلى رأسهم أمريكا كانوا بيساعدوا بريطانيا عن طريق المحيط، ورغم إن أمريكا كانت بتنوي عدم الدخول فى الحرب حتى لو الغواصات الألمانية أسقطت أحد سفنها، إلا إن ألمانيا كانت بتحرض قوات المكسيك واليابان لمهاجمة أمريكا اللى بتساعد بريطانيا، واللى فى النهاية أدى لدخول أمريكا هى كمان فى الحرب، ورغم فشل الحصار اللى عملته ألمانيا على بريطانيا، إلا إن التمن كان باهظ جداً فى خسارة ألاف من السفن والقطع الحربية، بالإضافة للإهتزاز الكبير اللي أصاب الاقتصاد البريطاني، وده الأمر اللى أدى فى النهاية إن بريطانيا بعد الحرب مترجعش أبداً لقوتها القديمة، وبدأ العالم يستقبل القوى الجديدة، الممثلة فى الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي.