الاجهزة التعويضية أو زى ماهى مشهورة بين الناس بالأعضاء الصناعية، هو مجال ضخم جدا بيتعاون فيه الأطباء والمهندسين، وطابور طويل من المصممين والفنيين والاخصائيين وحتى المرضى أو المستخدمين نفسهم بيكون عليهم دور لا يستهان بيه لإنجاح التطبيق، والحقيقة إن التعاون الضخم ده بين كل الأطراف بيتناسب فعلا مع حجم الإضافة اللى بيقدمها المجال ده، فالأجهزة التعويضية بتشكل عنصر فعال لإستعادة الأمل والحياة
لكتير من المُبتلين، دعواتنا لهم من القلب وربنا يعفى كل مبتلى.

فوائد الأجهزة التعويضية

من فضل ربنا سبحانه وتعالى إن التقدم فى مجال الأجهزة التعويضية شهد طفرات ضخمة جدًا مع تمانينيات القرن الماضى، وقدر التطور إنه يساعد فى تمكين المرضى من استعادة الوظيفة المفقودة، بالإضافة طبعًا لتحسين المظهر عند بعض الناس، وبلا شك كل ده بيؤدى لإستعادة الثقة والأمل والإنخراط فى المجتمع من جديد، ومصطلح الاجهزة التعويضية ده هو عبارة عن اسم شامل جامع لأجهزة كتير، فأجزاء كتير من جسم الانسان بدأ يبقى ليها البديل الصناعى اللى بيستخدم فى حالات الطوارئ، وعلى الرغم من إن الاطراف الصناعية بتعتبر هى الأشهر عند الناس، الا ان الاجهزة التعويضية بتشمل كل شئ تقريبًا، فبتلاقى النوعية دى من الأجهزة ابتداءًا من الأسنان والأطراف ومرورًا بالعضلات والعظام، ومن الجدير بالذكر إن الأعضاء الصناعية حلت مشكلة كبيرة كانت بتواجه الجراحين، والمشكلة دى كانت بتتمثل فى رفض الجسم للأعضاء الطبيعية، ده غير الصعوبات المتمثلة فى إنك تلاقى المتبرع من الأساس، بينما طبعًا بالنسبة للأعضاء الصناعية فهى جهاز موجود وان كان سعره مرتفع، أما بخصوص مشكلة رفض الجهاز المناعى للعضو المزروع، فالأعضاء الصناعية حلتها الى حد كبير وان كان برضه فى بعض الحالات بتعانى الأعضاء الصناعية من نفس مشكلة رفض العضو المزروع، إلا إنه برضه فى النهاية الأعضاء الصناعية بيكون عندها المرونة للاختيار ما بين الزراعة أو التوصيل الخارجى.

أنواع الأطراف الصناعية الرئيسية

بالتأكيد الكلام اللى قلناه ده بيفهمنا إن الاطراف الصناعية دى ليها نوعين رئيسيين، أنواع بيتم زرعها داخل الجسم وربطها بالأعصاب، وانواع تانية بيتم تركيبها خارجيا بطريقة ميكانيكية، فعموما الأطراف الصناعية بيتم تصميمها للشخص المحتاج بالتشاورمع الطبيب وبعد إجراء الفحوصات المطلوبة، إلا إن عملية التشاور دى بين المريض والطبيب من الممكن إنها تخلى الأنواع تتشعب وتتفرع لأنواع أكتر بكتير، وطبعًا ده بيرجع للاختلافات الجسدية والاحتياجات الوظيفية لكل شخص، بل إن عمليات الفحص والتشاور دى من الممكن إنها تخرج بنوع ثالث خالص، وهو النوع اللى بيكون معتمد على الجمع بين الأجزاء المزروعة والأجزاء اللى بيتم تركيبها خارجيًا، ففى بعض الحالات بيلجأ الطبيب لزرع بعض المفصلات وغرسات التيتانيوم، عشان تتحمل تركيب بعض الأجزاء الخارجية عليها، والامر شبيه نوعا ما بتركيبات الأسنان، إلا إن فى توصيل الاطراف الصناعية بتعتبر عملية معقدة بصورة أكبر بكتير، وبيرجع السبب في كده لمناطق العضلات والأعصاب المتشعبة والمنتشرة فى مناطق الأطراف، ده بالاضافة كمان إن المفصلات اللى بتتحكم فى حركة الذراع أو الساق بتكون معقدة الحركة، يعنى مش مجرد تركيب واحدة من الاسنان الثابتة، إنما اللى بيتركب ده طرف بيحتاج يتحرك فوق وتحت ويمين وشمال، وعشان كده أى أخطاء فى القياس من الممكن إنها تؤدى للخلل الوظيفى فى الحركة ويقلل من قدرات الجهاز.

طريقة عمل الأطراف الصناعية

عادة لما واحد بيختار طرف صناعي بيبقى أمامه مجموعة من الإختيارات، بعضها بيكون تجميلي منعدم الوظيفة تقريبًا، وغالباً ما بيتنوعوا ما بين ذراع أو ساق من البلاستيك، أو حتى أطراف من الحديثة بتحاكي مظهر العضو الحقيقي بصورة كاملة، لكن وبصورة عامة تعتبر الأطراف اللى بيتم تركيبها عن طريق الجراحة هى الأكثر تطورًا وطبعًا الأكبر فى التكلفة، والتدخل الجراحي فى الحالة دي ممكن يكون محدود، ممكن التدخل يكون كله لتركيب بعض المفاصل والدعائم، ومن الممكن يكون تدخل الجراحى معقد لتركيب جهاز وظيفى متكامل، عن طريق الجراحهة بيقوم الاطباء ببناء تجاويف وقواعد اللى بترتكز عليها الجهاز، ويبدأوا كمان انهم يقوموا بتهيئة كل العضلات والأعصاب الطبيعية واللى مازال من الممكن الإستفادة منها، وبتقدر الجراحة إنها تزرع أقطاب كهربائية وأسلاك وكابلات، عن طريقها بيبقى متاح التحكم فى الطرف الصناعى عن بعد، وبتوصل بعض التقنيات لتركيب معالجات كمبيوتر دقيقة وأجهزة استشعار، واللى بيكون عندها القدرة إنها تفسر نوع الحركة المطلوبة ونقلها للمفاصل والمحركات اللى بتكون متصلة بالطرف الصناعى، وكل أنواع الاجهزة دى بتعتمد فى تشغيلها على بطارية مدمجة فى العضو الصناعي، أو حتى بتعتمد على الكهربية العضلية اللى بينتجها الجسم، والجراحة دي زي ماهو واضح، مش بتكون معتمدة على مهارة الطبيب الجراح لوحده وانما بيشترك مع الجراح كتير من المصممين والمهندسين والفنيين اللى بيقوموا بتصنيع الأجهزة الميكانيكية والتكنولوجية دى كلها، وبعض الاطراف الصناعية بتشتغل عن طريق أزرار زيها زى ألعاب الأطفال والربوتات، والبعض الآخر بيكون متطور بيقدر يترجم إشارات المخ للأطراف بنفس الطريقة اللى بتشتغل بيها الأطراف الطبيعية، أما بالنسبة للأطراف الصناعية اللى بتعتمد على التركيب الخارجى تماما من غير الإستعانة بأى إعدادات جراحية، فبتكون الأجهزة التعويضية معتمدة على تركيب الدعائم الخارجية اللى بيتم صناعتها من مواد مريحة قدر الإمكان، فغالبا بيتم تصنيع الإجزاء دي من مواد معينة للحد من آثار الإحتكاك والكدمات والتقرحات، ويعتبر السيليكون المقوى بالنايلون والبلاستيك هو أكتر المواد الداعمة لتركيب الأجزاء الميكانيكية اللى بتوفر الآداء المطلوب، لكن برضه فيه مواد تانية غير السيليكون.

عوامل نجاح الأطراف الصناعية

الحقيقة أنه رغم التطور الكبير فى صناعة الأطراف الصناعية، إلا إنها زى ما قلنا مش بتبقى معتمدة بس على الأطباء والجراحين والمهندسين والفنيين والطابور ده كله، لكن المرضى نفسهم ومدى تقبلهم للعلاج، ورغبتهم القوية فى عودتهم لممارسة للحياة بصورة طبيعية بتمثل العامل الأكبر، فمن البداية كده كتير من الأطراف الصناعية وخاصة اللى بيتم تركيبها بصورة ميكانيكية خارجية، بتكون متطلبة لقدر من المهارة فى التعامل معاها، وعشان كده العلاج الطبيعى تحت إشراف المعالج الفيزيائى له نفس أهمية الجهاز نفسه، فمن خلال بعض التدريبات والتعليمات الشفهية بيقدر المريض انه يحترف التعامل مع جهازه وياخد منه أفضل آداء، فالتدريب المستمر بيكون له تاثير ملحوظ فى تقوية عضلات الأجزاء المتبقية واللى بيرتكز عليها الطرف الصناعي، لأن كل ما كانت العضلات دي قوية، كل ما بيشتغل الطرف الصناعي بصورة أفضل، ومن هنا بتيجى خطوة الصيانة كخطوة من أهم الخطوات لتحقيق الإستفادة القصوى من الجهاز وإطالة عمره، فى النهايه هو جهاز صناعي، يعنى بيتعرض للمؤثرات البيئية زى الرطوبة والحرارة والأتربة، وعلشان كده لازم يكون المريض فى حالة تأهب بصورة دائمة لأى أعراض تظهر عليه، زي التقرحات أو الكدمات أو حتى الشعور بالألم مع الإستعمال، وعشان كده المتابعة مع فني الأطراف الصناعية مسألة فى غاية الأهمية.

الإرادة والإيمان بالله

فى النهاية، كل دعواتنا لأصحاب الإبتلاء بتمام الشفاء والعافية، لكن برضه لازم التأكيد على إن العبء الأكبر بيقع على أصحاب الهمم، وعلى رغبتهم فى تحدي الإعاقة والعودة للحياة، ومش مطلوب من أي مبتلى إنه يكلف نفسه ما لا يطيق، وإنما كل المطلوب إنه يقوي عزيمته وياخد بالأسباب المتوفرة أمامه، والأمثلة اللى قدرت إنها ترجع للحياة بشكل طبيعي بل كمان يكونوا من الأبطال ملهاش حصر، الشىء الوحيد اللى مالوش بديل صناعي هو الإرادة والإيمان بالله، فطول ما الإتنين دوول معاك، الأمل مستمر.