لو سألت أي حد وقلت له تفتكر شكل الفضائيين عامل إزاي، هتلاقيه فورًا بيقولك إن الفضائيين دول مخلوقات رأسهم كبيرة شبه البالونة أو الكمثرى، وعندهم مناخير صغيرة وفم صغير بس عنيهم كبيرة ولونها أسود، وماعندهمش حواجب ولا ودان، وما بيلبسوش هدوم.

جسمهم لونه يأما أخضر، يأما رمادي، وإيديهم ورجليهم رفيعين وصوابعهم طويلة، التصور الغريب ده بالفعل منتشر عند كتير جدًا من الناس، لكن ياترى ليه التصور ده بالتحديد؟

البداية

في البداية هل المخلوقات الفضائية موجودين فعلاً ولا لأ ، مش هي قضيتنا النهارده، المجتمع العلمي أصلاً عاجز إنه يثبت حاجة زي دي بشكل قاطع أو حتى ينفيها بشكل قاطع، ولكننا هنتناول الموضوع من وجهة نظر تاريخية بحته، وهنعرض تسلسل الأحداث المتعلقة بيه، من زمان والبشر عندهم اعتقاد بأن فيه مخلوقات موجودة خارج كوكب الأرض، وبيزوروا الكوكب من وقت للتاني، والاعتقاد ده على عكس بعض الناس متصورين مش حاجة حديثة ولكنه أمر ممتد لـ آلاف السنين، المؤرخ “تيتوس ليفيوس Titus Livius” والمعروف بـ “ليفي”، يعتبر أحد أشهر مؤرخيين اليونان على الإطلاق، واللي كان عايش في الفترة مابين عام 59 قبل الميلاد ولحد عام 17 ميلادي، ذكر في الكتابات بتاعته إنه شاف ظاهرة خارقة للعادة كان ممكن كتير من الناس يعتبروها أسطورة، لولا إن فيه شهود عيان كتير شافوها معاه هما كمان، والظاهرة دي هي إنهم شافوا عربات ومركبات غريبة بتتحرك في السماء فوق المدينة بتاعتهم.

ومؤرخين كتير حكوا حاجات غريبة مشابهة زي الفيلسوف والمؤرخ اليوناني “بلوطرخس Plutarch”، واللي كان عايش في الفترة مابين عام 46 ميلادي ولحد عام 119 ميلادي واللي برضو قال كلام قريب من ده.

وحتى في عصر النهضة في أوروبا، كتير من الناس اتكلموا عن حاجات أشبه بالأطباق الطائرة اللي شافوها في السماء، وأشهرهم واقعة حكاها سكان مدينة “نورنبيرج Nuremberg” الألمانية في أبريل عام 1561م، وقالوا إنهم شافوا أجسام متوهجة في السماء بعضها لونه أحمر والبعض الأخر لونه أسود، وكأنهم كانوا داخلين في معركة مع بعض، لحد ما اصطدموا ببعض في النهاية، ونتج عن الاصطدام دخان كثيف وبعدين اختفوا.

الحكايات دي منقدرش نتأكد من مدى صحتها، وده لأنها مجرد إدعاءات بدون أدلة مادية، بجانب إنه في الحقبة دي كان منتشر أصلاً مجموعة ضخمة من الأساطير والقصص الخيالية، واللي برضو كان المؤرخين بيحكوها، إلا إن الحكايات دي كانت سبب في إنه يترسخ في أذهان الناس جيل بعد جيل، فكرة وجود عوالم أخرى خارج كوكب الأرض، وإن العوالم دي بيزوروا الكوكب من وقت للتاني.
لدرجة إنه في عام 1835م، صحيفة “نيويورك صنThe New York Sun”، نزلت سلسلة مقالات هزلية تدعي فيها إن فيه مخلوقات خيالية تعيش على سطح القمر، وإن المخلوقات دي شبه البشر وعندهم أجنحة زي أجنحة الخفافيش.

المدهش إن معظم الناس اللي قرأوا سلسلة المقالات وقتها صدقوها تمامًا، وده لأن الناس بالفعل عندها استعداد إنهم يقبلوا أي روايات عن الحياة الفضائية لأنهم حابين ده، ونظرًا لأن الناس بيحبوا النوع ده من الحكاوي، بدأ الروائيين يكتبوا قصص وروايات من النوعية دي، زي مثلا رواية “حكاية المُستقبل Meda: A Tale of the Future” للكاتب “كينيث فولينجسبيKenneth Folingsby”، واللي حكى فيها إنه أثناء رحلته قابل مخلوقات فضائية صغيرة رمادية البشرة، ورؤسها على شكل بالون.

كمان الكاتب والروائي الأمريكي “فريدريك براونFredric Brown” نشر في عام 1954م رواية خيال علمي إسمها “المريخيون، عودوا إلى الوطن أو Martians, Go Home”، وحكى فيها بشكل ساخر، عن أن كوكب الأرض يتعرض للغزو من خلال أشخاص من المريخ لونهم أخضر وصغيرين في الحجم.

ده غير المحرر ورسام الكارتون الأمريكي “والي وود Wally Wood”، واللي عمل طفرة في رسومات الكوميك بوك، وكان في العادة بيرسم الفضائيين باللون الأخضر وبرأس منتفخة.

السينما والوثائقيات

الأفلام السينمائية كان ليها هي كمان عامل كبير جدًا، وفي البدايات كان يتم عرض المخلوقات الفضائية اللي من خارج كوكب الأرض بإنهم أشخاص لونهم أخضر، وده بناءًا على التصورات المُرسخة في عقول الناس بالفعل من خلال الروايات وقصص الخيال العلمي اللي سبقت الأفلام، لكن المدهش إن صناع الأفلام في أوقات كتير لما كانوا بيغيروا في شكل الفضائيين، وخصوصًا الأشكال العشوائية الغير مألوفة، كانت الناس ما بتحبهاش وبتنفر منها، ومكنوش بيتقبلوها إطلاقًا.

الهيئة المألوفة دي للفضائيين كانت كمان بتظهر في البرامج والمجلات العلمية، وكذلك في الوثائقيات، وخصوصًا لما بيكونوا عاوزين يشرحوا حاجة بخصوص الحياة خارج كوكب الأرض أو البحث عن أماكن صالحة للحياة.

حادثة اختطاف!

من المدهش إن وصف هيئة الفضائيين مكنش متوقف على الكتب أو السينما وخلاص، ولكن فيه أشخاص حكوا تجاربهم أثناء رؤيتهم للفضائيين، ومن سنين طويلة ظهر عدد كبير من الناس اللي إدعوا إنهم شافوا الفضائيين بعنيهم، ويمكن من أشهر الحوادث دي على الإطلاق هي واقعة حصلت في شهر سبتمبر من عام 1961 لـ زوجين أمريكيين إسمهم “بارني وبيتي هيل Barney and Betty Hill”، واللي إدعوا أن الفضائيين حاولوا يخطفوهم.

والقصة بتبدأ يوم 19 سبتمبر سنة 1961م وفي حدود الساعة 10 ونص مساءًا، كان الزوجين راجعين بالعربية من ولاية “هامبشاير new Hampshire”، وفي طريقهم للعودة للمنزل بتاعهم، لكنهم أثناء ما كانوا بيمروا في منطقة ريفية هادئة، لاحظت بيتي إن فيه نقطة مضيئة بتتحرك بشكل غريب جدًا في السماء، وحجمها عمال يزيد بشكل مُستمر، في الوقت ده طلبت من جوزها إن يوقف العربية وينزلوا يتفقدوا الجسم الغريب اللي في السماء ده، وبالفعل كان معاهم مُنظار صغير، وبدأوا يبصوا من خلاله على الجسم اللي في السماء، لأول وهلة كانوا معتقدين إنه قمر صناعي أو مُذنب أو أي جسم مُضيء، لكنهم لما دققوا النظر أكتر، اكتشفوا إن الجسم ده أشبه بطائرة دائرية الشكل.

في الوقت ده قرروا إنهم يمشوا ويكملوا في طريقهم، لكن الغريب إن الجسم ده قرب منهم جدًا وقطع عليهم الطريق، ولما بارني أخد المسدس بتاعه ونزل من العربية وقرب من الجسم أو المركبة الغريبة دي، لقى فيه صوت غريب بيكلمه، ولما بص في النوافذ بتاعت المركبة شاف مخلوقات غريبة لونها رمادي بتبص عليه.

في الوقت ده جِري ناحية العربية واتحرك بيها هو وبيتي بأقصى سرعة، لكنهم حسوا بذبذبات أو نبضات بتخبط فيهم وهم في العربية وفقدوا الوعي، وما فاقوش غير بعد عِدة ساعات، لكنهم بعد شوية أحداث رجعوا لبيتهم في النهاية، وبعد كام يوم بلغوا السلطات باللي حصل.

تصريحات وإدعاءات

لكن اللي يهمنا في الحكاية إن في ناس إدعت إنها شافت الفضائيين بعنيهم، وبغض النظر عن مَدى صِدق الكلام ده من عدمه، إلا إنهم وصفوا اللي شافوه للناس، ووصفوا كمان شكل المركبة الفضائية اللي اتكلموا عنها، واتعمل معاهم لقاءات كتير، والقصة الغريبة بتاعتهم اتمثلت في أفلام وثائقية.

كمان الادعاءات مش بتتوقف لحد الواقعة دي وخلاص؛ ناس كتير من الباحثين والعلماء بل وكمان سياسيين وخصوصًا الأمريكان، صرحوا لوسائل الإعلام أكتر من مرة إنهم اتعاملوا بشكل مباشر مع مخلوقات من خارج كوكب الأرض، وبعضهم إدعى إنهم أجروا عليه تجارب وأبحاث بنفسهم، وإن الولايات المتحدة مُتسترة على الموضوع ده ومش عاوزة تعلنه لحد إطلاقًا، وإنهم بيجروا التجارب بتاعتهم في أماكن وقواعد عسكرية سرية، زي المنطقة 51 وغيرها، لكن الكلام ده برده يظل إدعاءات بدون أي دليل، لا حد قادر يثبته، ولا حد قادر ينفيه.