لقب نيزك بيُطلق على أي جسم من الفضاء حجمه أكبر من حجم ذرة الغبار وأصغر من حجم الكويكب، وعلشان كده وبناء على التعريف ده كل يوم يسقط على الارض قرابة 4 مليار نيزك، لكن معظمهم بيكونوا أحجار متوسطة الحجم، بعضها بيتحرق تمامًا بمجرد وصوله للغلاف الجوى، والبعض الأخر بيقدر يخترق الغلاف ويسقط على سطح الأرض.
لكن ياترى إيه اللي هيحصل لو وصل نيزك لسطح الأرض، وكانت سرعته مُساوية لسرعة الضوء؟

أقوى ألف مرة من أقوى سلاح نووي

خلونا في البداية ناخد الموضوع واحدة واحدة، تعالوا نتخيل إن في نيزك مكون من عنصر قوي زي الماس مثلا وبقطر 30 متر، مُتجه للأرض بسرعة 3000 كيلومتر في الثانية فقط، واللي تعتبر 0.01 من سُرعة الضوء، اللي هيحصل في الحالة دي هو إنه بمجرد وصول النيزك للغلاف الجوي هيبدأ يحصل تفاعل عنيف هتتولد عنه حرارة ضخمة جدًا، أشبه بحرارة التفاعلات النووية، ولو قدر النيزك يحافظ على أجزاءه لحد ما يوصل للأرض، ففي الوقت ده هيصطدم بسطح الأرض بطاقة أقوى ألف مرة من أقوى سلاح نووي شهده التاريخ قبل كده، والمنطقة اللي هينزل فيها النيزك تحديدا هتتمسح وتتجرد تمامًا من كل شيء موجود فيه، كأن مكنش فيه حياة في المكان ده قبل كده.
واللي حصل دلوقتي ده هو ناتج عن تصادم جسم بسرعة 0.01 فقط من السرعة الفعلية للضوء.

انقراض

أما لو إفترضنا إننا زودنا الجرعة على الأخر والسرعة بقت 0.99 من سرعة الضوء، ف اللي هيحصل وقتها هو إن كل الروابط اللي بتربط جزيئات النيزك ببعضها هتفشل أصلا إنها تفضل مرتبطة مع بعض، وهيتحول النيزك لمجرد مجموعة من ذرات الكربون اللي هتتحرك بسرعة كبيرة جدًا، وزي ما قوانين الفيزياء بتقول:كلما زادت سرعة الجسم زادت طاقته الحركية، وعشان نتخيل اللي هيحصل مع طاقة الحركة المهولة دي وخصوصًا أثناء وجودها في الهوا، ف إحنا في الطبيعي لو حركنا إيدينا دلوقتي ف الهوا، هيعدي حوالين الإيد مش هيخترقها، لكن الوضع مع جزئيات الكربون بسرعتها العالية هيبقى مختلف، وده لأن الهوا هيدخل بين ذرات الكربون ويتحبس جواها، وبالتالي هيزيد حجم النيزك بشكل كبير جدًا، لكن بمجرد وصوله للأرض هيتفكك مرة تانية، لكنه المرادي وبسبب فرط الحجم، هيخترق الأرض بقوة إنفجار تعادل تقريبا قوة 50 نيزك من نيزك “تشيكشولوب” Chicxulub asteroid، واللي كان السبب في انقراض الديناصورات، وبالتأكيد القوة دي هتكون كافية لإنقراض الحياة بأكملها على كوكب الأرض.

انصهار الأرض

أما لو زودنا السرعة لـ 99.99999 في المئة من سرعة الضوء، في الوقت ده هيزيد مقدار طاقة لكل جزئ كربون، وحجم النيزك هيكون في حجم القمر تقريبًا، وبإصطدامه بالأرض هيسبب فجوة كبيرة جدًا في باطن الأرض، وكل القشرة الأرضية هتتعرض لهزات قوية، ممكن تكون السبب في إنصهارها بالكامل.
أما بقى لو زودنا الرقم للي ظاهر قدامكوا في الصورة دلوقت :

الرقم ده يعتبر أعلى سرعة تم رصدها لجسيم له كتلة.

أحد الإحتمالات بتقول إن بمجرد وصول النيزك للأرض وهو على السرعة دي، هتبدأ تتكون سحابة عملاقة من البلازما والإشعاع، والجسيمات اللي ناتجة عن الإنفجار هتنتشر لكل مكان على سطح الأرض، وفي أقل من 40 ملي ثانية هتزداد حرارة الأرض بالكامل، وهينتج عنها ضوء أعلى من ضوء الشمس نفسها وده في حالة لو كان الكوكب لسه موجود أصلا.
وكل ده ولسه ماوصلناش لـ 100% من سرعة الضوء.