الأسلحة النووية هي أخطر أنواع الأسلحة الموجودة على وجه الأرض، وللسبب ده وفي يونيو من عام 1963 تم تحريمها دوليًا من خلال معاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية، سواء في الجو أو في الفضاء أو تحت سطح المياه، وده كان بعد عدد من التجارب اللي راح ضحيتها عدد كبير جدًا من الأشخاص.
لكن لو إفتراضنا إن هيتم تفجير أقوى سلاح نووي في أبعد نقطة عن سطح الأرض، ياترى إيه اللي ممكن يحصل وقتها، وهل هتكون دي نهاية الكوكب مثلا زي ما بعض الأشخاص بيروجوا؟ ولا لأ؟؟

قنبلة القيصر

في أكتوبر عام 1961 أجرت روسيا تجربة تفجير أقوى قنبلة نووية شهدها التاريخ، القنبلة الهيدروجينية RDS-220 أو قنبلة القيصر، وتم تفجير القنبلة دي في القطب الشمالي بقوة تفجير وصلت قوتها لحوالي 57 ميجا طن، لدرجة إن سحابة الإنفجار إرتفعت لحوالي 56 كيلومتر في السماء، وطافت الموجات الناتجة عن الإنفجار حوالين الكرة الأرضية بأكملها 3 مرات، وكانت قوة الإنفجار قوية لإنها تدمر كل شيء موجود في مساحة ألف كيلومتر مربع من المكان اللي نزلت فيه!

خندق ماريانا

وبالرجوع بقى لإفتراضنا بتفجير أقوى قنبلة نووية في أعمق نقطة على سطح الأرض، فحالياً أعمق نقطة معروفة بالنسبالنا هي خندق ماريانا Mariana Trench، والموجود في أعماق المحيط الهادي، النقطة دي بيوصل عمقها لحوالي 11 كيلو متر، سواد دامس، ألف ضعف الضغط الجوي عند مستوى البحر، بيئة نقية تمامًا، يعني من وجهة نظرهم مكان مُغري جدًا لإجراء أي إختبارات نووية، فخلينا بقى نتصور لو ده حصل بالفعل.

دمار ولكن!

بعد تفجير القنبلة وخلال الثواني الأولى، هيبدأ الوقود النووي يتحول لتفاعل تسلسلي هينتج عنه إنفجار بقوة 50 ميجا طن، وحرارة الإنفجار هتكون فقاعة ساخنة من بخار المياه، وفي ثواني معدودة هتفكك لـذرات من المياة بشكل قوي وعنيف، بعدها هتتكون فقاعة تانية، ولكنها المرادي فقاعة نارية!، والفقاعة دي هتقضي معاها على كل الشعاب المرجانية، وأى كائن حى هيكون موجود في مكان الإنفجار، بل إن الصخور نفسها هتتفتت وتتحول لأكوام من التراب.
الغريب في الأمر بقى إن كرة النار بعد شوية وأول ما توصل عند إرتفاع 1 كيلو متر، هتفضل تحاول إنها تتمدد أكتر، لكن بسبب وجود مليارات الأطنان من المياه في المحيط، هيقابل الإنفجار ده مقاومة ضغط، وهيفضل الإنفجار على الوضع ده لعدة ثواني، الفقاعة بتحاول تتمدد، وضغط المياه بيخليها تتقلص وتنكمش،ومحاولات التمدد والإنكماش دي هتتكرر عِدة مرات.
دلوقت بقى لو كانت القنبلة دي على السطح كانت هتنفجر وتطلق سحابة من الغازات..

لكن في وضع القنبلة دي مش هتتكون سحابة أصلاً، لأن السحابة هي كمان هتتحلل في المياه لفقاعات ساخنة مشعة، وهيتبقى منها مجرد موجة صغيرة مع عمود فقاعي من المياه الدافية، وبس كده!
مش هيحصل أي حاجة أكتر من كده، لا موجات تسونامي هتغمر العالم، ولا مدار الأرض هيختل و يتأثر، ولا أي حاجة من الكلام ده، ضغط المياه الكبير في المنطقة دي هيكون قادر إنه يقاوم ضغط أي قنبلة النووية مهما كانت قوتها، بل إن حتى التأثير الإشعاعي هيقل كتير في المحيط الهادي بعد أيام قليلة.