المعروف عن العالم إن كل دولة فيه بتكون ليها عادات وتقاليد بتتميز بيها عن غيرها، وكمان كل فترة تاريخية بيكون ليها من العادات اللي بتميزها، وحتى لو كانت العادات دي تبان في عنينا دلوقتي على إنها حاجات غريبة أو مجنونة، فهي كانت بالنسبالهم تقليدية وشئ عادي تمامًا، ومن العادات دي منها اللي بيكون عنصري وعنيف ودموي ومنها كمان اللي بيكون طريف ومضحك.

مصارعة الأسود

كل ما الحاجة بتحتوي على إثارة أكتر كل ما الناس بيحبوها أكتر وشعبيتها تبقى كبيرة، ومن الحاجات دي هي مصارعة الأسود.
مصارعة الأسود دي كانت عبارة عن حاجة أشبه بلعبة مشهورة عند الرومان القدماء بتدخل فيها الحلبة تلاقي أسد طالِ قدامك، والمطلوب منك بقى هو إنك يا تقتله يا يقتلك؛ وعلشان نعرَف تاريخ اللعبة دي فـ هنحتاج نرجع بالتاريخ لورا شوية، روما القديمة كان فيها واحدة من أبشع طرق الإعدام على الإطلاق، وهي إنه كان بيتم ربط الأشخاص المحكوم عليها بالإعدام بسلاسل من حديد، وبعدين يحطوهم في حلبة أو بيوقفوهم على الأرض في شكل طوابير، ويطلقوا عليهم مجموعة من الحيوانات البرية المفترسة، وبتخرج الحيوانات دي وتبدأ تمشي ناحية الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام، وكل ما واحد يحاول يبعد عن الحيوان المفترس ده بيكون مضطر غصب عنه إنه يزُق اللي جنبه علشان وبكدا بيضحي بيه.
وكل ده بيحصل وسط حضور بالآلاف من الجماهير اللي بيتابعوا بمنتهى الشغف والإثارة علشان يشوفوا مين أكتر واحد من الأشخاص دول هيقدر يتحمل ويموت في الأخر.
وكان فيه أشكال تانية من تنفيذ الحكم، زي إنهم يدخّلوا الشخص ده مثلًا ويدوا له سلاح أو حتى يدخلوه بدون سلاح، ويطلبوا منه إنه يقاتل الأسد، ومع الوقت الموضوع ده اتطور من مجرد حكم بالإعدام لـ لعبة لها شعبية كبيرة.

حصان عضو بمجلس الشيوخ

في واقعة شهيرة عن أحد ملوك روما – أينعم محدش يعرف مدى صحتها – إلا أنها في غاية الغرابة، في حالة فريدة من نوعها مجلس الشيوخ اليوناني اللي بيديروا كل حاجة داخل الإمبراطورية أنضم لهم حصان، أيوة زي ما سمعت كده بالظبط.
بتبدأ الحكاية من عند أحد حكام روما القديمة كان اسمه “كاليجولا Caligula”، في يوم دخل كاليجولا مجلس الشيوخ وهو راكب الحصان بتاعه وساعتها اعترض أحد أعضاء المجلس على اللي حصل ده، فقام كاليجولا قايل “العضو اللي بيعترض ده حصاني أهم منه، حصاني بيحملني”، وأصدر قرار بتعيين الحصان عضو في مجلس الشيوخ الروماني؛ ولإن الناس كانت بتخاف من كاليجولا؛ فالمكان اتملى بالمُباركة والتصفيق على القرار الحكيم، يقوم كاليجولا يسكت، لأ أبدًا، راح عامل حفلة كبيرة بمناسبة تنصيب الحصان كعضو بمجلس الشيوخ، ودعا فيها كبار روما واشترط عليهم كمان الحضور بالزي الرسمي، ولما وصل المعازيم لقوا إن الطعام المُقدم ليهم هو عبارة عن التبن والشعير، ولما اندهشوا من الأكل ده قالهم إن الحفلة دي معمولة على شرف الحصان وإنهم المفروض ياكلوا من نفس الأكل اللي الحصان بياكله، وأنتهت الحفلة بعد ثورة على كاليجولا وقتله هو والحصان بتاعه.

ساتورناليا

ساتورناليا هو عيد وثني كان بيحتفل بيه الرومان القدماء كل سنة في شهر ديسمبر ولمدة أسبوع كامل، من يوم 17 ولحد 25 ديسمبر، وكان بيعد هو العيد القومي للإمبراطورية، وطبعًا كان بيتم تزيين المنازل والشوارع والأسواق والمصالح اللي بتخدم الشعب كانت هي كمان بتاخد أجازة، وبيبداو يعزفوا الموسيقى ويلعبوا وغيرها من مظاهر الاحتفال، لكن دي طبعًا كلها حاجات عادية، الشئ الغريب بيكمُن في أحد مظاهر الاحتفال نفسه، ألا وهو العبيد.
في عيد ساتورناليا كان العبيد بيتم إعفاؤهم من الشغل ومن كل المهام اللي عليهم، ومش بس كده، ده كمان كانوا هما اللي بيقعدوا على مجالس الطعام الفخمة والكبيرة بتاعة عِلية القوم، وأسيادهم هما اللي بيخدموهم وبيقوموا برعايتهم، بس ده طبعًا خلال أيام العيد بس، لكن بعد كده العبيد بيرجعوا يؤدوا أدوارهم الطبيعية مرة تانية وبيخدموا أسيادهم وبيقوموا بمهام شاقة طوووول السنة.

ساعة متقلبة المزاج

من البديهي إنك لو سألت حد عن الساعة فيها كام دقيقة هيرد عليك بكل تلقائية ويقولك إن فيها 60 دقيقة، لكن الوضع عند الرومان القدماء كان مختلف شوية، وقت اليوم عند الرومان القدماء كان بيزيد شوية أو يقصر شوية حسب الفصل اللي أنت فيه، فهتلاقي إن في فصل الشتاء عدد الدقائق في الساعة الواحدة حوالي 45 دقيقة بحساباتنا دلوقتي، أما في فصل الصيف فهتلاقي إن عدد الدقائق في الساعة الواحدة بيكون 75 دقيقة وممكن يوصل ساعة ونص، وبالرغم من إن عدد الساعات كان متقسم على اليوم بالتساوي؛ إلا إن عدد ساعات النهار ما كانتش بتساوي عدد ساعات الليل، باستثناء فترات الاعتدال، فمنتصف الليل كان عندهم بيكون الساعة 6 المغرب، ومنتصف النهار بيكون 6 الصبح، والشمس بتغرب أحيانًا الساعة 1 وحاجة آخر لخبطة.

ألوان عنصرية

في روما القديمة الناس كانت بتتقسم لأكتر من فئة، عبيد والمعتوقين والأشخاص مولودين أحرار بالفعل ومواطنين عاديين وسادة وأشراف الدولة، وحتى أشراف الدولة كانوا بينقسموا لطبقات هما كمان، فهتلاقي منهم الأرستقراطيين والأباطرة وأصحاب السُلطة، وطبعًا مع وجود الطبقات والفئات المجتمعية دي فمش ممكن كلهم هيلبسوا نفس اللبس طبعًا، فكان عندهم اللبس اللي بيكون مصنوع من الكتان وده كان للفئات الفقيرة، وطائفة تانية بتلبس ملابس مصنوعة من الحرير والقطن ودي كانت للطبقة العليا من الحكام ورجال الدولة، ومنهم اللي كان بيلبس من الصوف، لكن الموضوع ما كانش بيتوقف لحد كده، مش مجرد خامات الألوان بس اللي كانت بتفرق، كان فيه فيه ألوان معينة بيلبسها الطبقات الفقيرة وما بيلبسهاش طبقة الأغنياء، وألوان تانية بيلبسها الطبقة العليا في الدولة وما ينفعش يلبسها الفقراء من العامة، وأكتر الألوان اللي كانت شائعة هي الأبيض، والبنفسجي، والأحمر، والأزرق، والأصفر، والبني، والأخضر، والرمادي، والأسود.
فاللون الأصفر والبني والأسود والرمادي كانوا بيدلوا على الفقر عندهم، ومستحيل تلاقي واحد من الطبقة العليا لابس لون من الألوان دي.
أما بقى الأحمر، والأخضر، والبنفسجي، والأزرق وكل الألوان الزاهية دي كانت بتدل على الغِنا، واللون الأبيض فـ كان شائع استخدامه ومُشترك بين الطبقتين بيلبسو الغني والفقير.

لسان الفلامينجو

في صنف من المُعجنات منتشر في وقتنا الحالى معروف باسمه الدارج “لسان العصفور” وده بيكون عبارة عن طحين مُصنع على شكل حبات صغيرة مُنحنية الشكل، الرومان بقى كان عندهم وجبة لسان العصفور بس الوجبة دي مكنتش مصنوعة من المُعجنات ولا حاجة الوجبة دي حرفيًا مصنوعة من لسان العصفور، وتحديدًا طائر الفلامينجو.
لو رحت سألت حد في روما القديمة عن أكتر أكلة بيحبها هتلاقيه بيقولك “لسان الفلامينجو”، الفلامينجو هو طائر مائي بيمتلك سيقان طويلة ورفيعة ولونه بيميل للون الوردي أو البرتقالي بيعيش في بلاد كتير على مستوى العالم، لكن بينتشر بصورة كبيرة في قارة افريقيا.
الرومان بقى كان كيفهم إنهم ياكلوا لسان الطائر ده، والوجبة دي كانت من أشهى الأكلات في روما القديمة، وكان تقريبًا بيتم تناوله على مدار العام.

دماء المصارعين

بالرغم من إن الرومان كانوا متقدمين في علوم كتير زي الفلك، وعلوم الطب، وفنون العمارة، والأدب والموسيقى، إلا إنهم كانوا مُتخلفين في أجزاء تانية كتير، الرومان القدماء كان عندهم ألعاب كتير شعبية وشائعة بين الناس، وأغلب الألعاب دي تقريبًا كانت دموية وشرسة بشكل لا يوصف؛ زي مصارعة الأسود اللي اتكلّمنا عنها من شوية كده، لكن مش دي المشكلة، المشكلة كانت بتكمُن عندهم في اعتقادهم بأن دماء المصارعين بتشفي من الأمراض، وتحديدًا الصرع وده سواء كان المصارع ده فائز أو خاسر، دم المصارع في حد ذاته مهم بالنسباله، وده كان بيخليهم إن بمجرد ما ماتش المصارعة يخلص والمصارع يموت؛ بيجروا علشان يشتروا دماء المصارع ده، وبسعر غالي كمان.