مهما كانت الراحة اللي بيحس بيها الناس ناحية النظر للبحار الشاسعة والمحيطات،إلا أن دايمًا فيه خوف من غموضه وأعماقه، ظواهر طبيعية عجيبة، حوادث غير مفهومة، ناهيك عن عدم القدرة على اكتشاف ولو 10% من أعماق المحيطات لحد النهاردة.
كل ده، بيطلق العنان لخيال الناس عن اللي ممكن تخبيه المياه في أعماقها، ودايمًا ما كانت المحيطات مادة خصبة في فلكلور وأساطير الشعوب في مختلف أرجاء العالم، ومنها اللي بيضم بعض أغرب الوحوش البحرية اللي ممكن خيالك يتصورها على الإطلاق.

كريبديس Charybdis

يُحكى في الأساطير الإغريقية عن وحش أسطوري هو السبب ورا أخطر الدوامات المائية في العالم على الإطلاق.
الوحش المعروف بأسم”كريبديس Charybdis” بيعيش على أحد جانبي مضيق مسينة Messina بالبحر الأبيض المتوسط، وأي سفينة بتعدي في المضيق ده بتتشفط في دوامة مائية قطرها بيوصل لـ 23 متر، واللي بيتسحب فيها سواء بشر أو سفن، محدش بيشوفه مرة تانية، ولا حتى مجرد حطام للسفن بعد كده.
يقال إن الوحش ده كان في الأصل عبارة عن فتاة هي بنت آله البحار عند الإغريق “بوسايدن”، لكن تم لعنها على يد “زيوس” وتحولت لوحش مخيف، وبحسب الأسطورة، فشكلها كان أقرب لدودة عملاقة مع 6 عيون موزعين بشكل دائري على الجزء البارز من وشها، وفم واسع بشكل مخيف أشبه بحفرة عملاقة.

جزء من لعنتها كان عطشها الجارف لمياه البحار، لدرجة إنها كانت بتبتلع كميات ضخمة من مياه البحر 3 مرات يوميًا، ومعاها تظهر الدوامات المائية العملاقة في المضيق، واللي كان بينجو من “كريبديس” ودواماتها المائية ويحاول يبعد عن الجانب ده من المضيق، كان بيلاقي نفسه في مواجهة وحش أكتر خطورة على الضفة التانية.

سيلا Scilla

بالجانب التاني من مضيقة مسينة، بيعيش واحد من أخطر وحوش الأساطير الإغريقية على الإطلاق، ألا وهو “سيلا”.
طبقًا للأسطورة، سيلا كانت في يوم من الأيام حورية من حوريات البحر بتتمتع بجمال غير طبيعي، وفي يوم من الأيام شافها بوسايدون وأُعجب بجمالها وقرر المطالبة بيها لنفسه، القصة دِه أدت لغيرة زوجته، فما كان منها إلا أنها سممت مياه النبع اللي بتعتاد “سيلا” الاستحمام فيه، وحولتها لوحش مخيف.

وفيه أكتر من وصف شائع عن الشكل اللي اتحولت له “سيلا”، فيه مصادر بتقول أن الجزء العلوي من جسمها فضل على حاله في شكل امرأة جميلة والجزء السفلي أصبح بيضم ذيل أفعى مع 6 رؤوس كلاب شيطانية مرتبطين بجسمها وبيحاوطوها.
وفيه مصادر قالت إنها اتحولت لشكل أشبه بالهيدرا، رؤوس طويلة أشبه برؤوس الأفاعي أو التنانين، بتروع وتفترس أي بحارة يمروا من المضيق.
وعلى الهامش، فمدينة “سيلا Scilla” الساحلية في إيطاليا، إسمها مستوحى في الأصل من الأسطورة، ويقال أنها كانت موطن الحورية قبل ما تتحول لهيئتها المتوحشة.

أسبيدوكلون The Aspidochelone

الأسبيدوكلون في الأساطير الإغريقية، هو مخلوق بحري بيمتاز بحجم غير طبيعي بالمرة لدرجة أن البحارة لما بيعدوا عليه، بيفتكروا نفسهم قدام جزيرة في المياه مش وحش عملاق.
تم وصفه في بعض الحكايات على أنه الحوت الأكبر على وجه الأرض، وأحيانًا تم وصفه على أنه سلحفاة عملاقة، وأيًا كان شكله، فحجمه العملاق وضهره اللي بيظهر بشكل صخري مع شقوق ووديان وأشجار وكثبان رملية، بتخليه أقرب فعلًا لجزيرة عملاقة.

وبحسب الأسطورة، فالوحش ده لما بينام، بتغطس رأسه تحت المياه ومش بيظهر منه غير ضهره وبس، ومع مرور أي سفينة بالقرب منه، وعدم صدور أي حركة منه، بيفتكروا نفسهم قدام جزيرة في عرض المياه.
وبمجرد ما يطلعوا على “الجزيرة” ويشعلوا النيران عليها للأكل أو للتدفئة، بيصحى الوحش من نومه وبيلتهم البحارة قبل ما يغرق السفينة لقاع المياه.

كيرين كروين Cirein-cròin

كيرين كروين هو وحش بحري عملاق في الأساطير الاسكتلندية، وطبقًا للحكايات، فالوحش ده من الضخامة اللي تخليه مابيشبعش إلا لو افترس مجموعة من الحيتان، مايقلش عددهم عن 7.
وبالرغم من حجمه المهول وشهيته الواسعة، إلا أنه كان عنده دايمًا رغبة في خداع ضحاياه، حتى لو كانت ضحية هزيلة مش هتكفي شهيته.

أكتر من حكاية اسكتلندية اتكلمت عن قدرة الوحش ده على تغيير هيئته والظهور في شكل سمكة فضية صغيرة، ومع وقوعها في شبكة أي صياد، ترجع مرة تانية لهيئتها المتوحشة وتفترس الصياد وكل اللي معاه.

جاك اوشكا each-uisge

“يا بني، إذا رأيت أي حصان بالقرب من المياه، لا تقترب منه ولا تفكر ابدًا في امتطاءه”
تحذير اسكتلندي قديم من الأباء لأبنائهم خوفًا عليهم من الـ “جاك اوشكا”.
جاك اوشكا أو فرس الماء، هو حصان بحري أو روح شريرة في هيئة حصان، طبقًا للأساطير الاسكتلندية، بيعيش في البحار والبحيرات وبيظهر للناس بالقرب من المياه في شكل حصان بديع الجمال، ومادام اللي شافه مافكرش يركب عليه، بيبقى في أمان منه، لكن اللحظة اللي بيفكر يمتطي الحصان بتكون أسوء نهاية ممكن يتصورها.

وقتها الحصان بيجري بيه ناحية المياه، ومهما حاولت الضحية إنها توقف الحصان أو تحاول تنزل من عليه، مابتعرفش، وفي النهاية بياخده الحصان وبينزل بيه لأعمق نقطة في البحر أو أي بحيرة بالقرب منهم، ويفترس كل حتة فيه باستثناء الكبد، ومع طفو الكبد على سطح المياه، بيعرف كل الناس في المنطقة أنه المتبقي من ضحية جديدة لجاك اوشكا.
وفيه روايات حكت عن أن الوحش دِه ممكن تاخد هيئة رجل وسيم يغوي الفتيات ويقودهم إلى أطراف البحيرات، وفي الصباح مافيش حاجة بتتبقى منهم سوى الكبد هائم على سطح المياه.

يُورْمُونْغَانْدر Jörmungandr

يُورْمُونْغَانْدر أو أفعى ميدجارد أو أفعى العالم، عبارة عن حية بحرية عملاقة بتحاوط الأرض بالكامل طبقًا للأساطير الإسكندنافية، ويُورْمُونْغَانْدر هو أحد 3 أبناء لـ لوكي من العملاقة أنجربودا Angrboða، ولأن فيه عداوة بين جنس العمالقة وجنس الآلهة في النوعية دِه من الأساطير، أخدها “اودين” وهي صغيرة ورماها في المحيط، لكن الأفعى فضل حجمها يكبر ويكبر لحد ما وصل إنه يحاوط العالم كله للدرجة اللي خلته ماسك ذيله بمخالبه، ومن هنا أصبحت معروفة باسم “أفعى العالم”.

وطبقًا للأسطورة، اللحظة اللي هتطلق ذيلها أو أو هتسيبه من بوقها، هي اللحظة اللي هتبدأ فيها “راجناروك” أو نهاية العالم.
وفي الأساطير الإسكندنافية، يعتبر ثور هو العدو اللدود لـ يُورْمُونْغَانْدر، وجمعتهم معارك أسطورية في مواجهة بعضهم، ومع بداية راجناروك هتجمعهم المواجهة الأخيرة مع بعض، واللي حسب الأسطورة هتكتب نهايتهم هما الاتنين.

هايدرا Hydra

الهايدرا هي حية بحرية عظيمة في الأساطير الإغريقية والرومانية، عاشت طبقًا للأسطورة في بحيرة “ليرنا Lerna” بالقرب من المدخل المؤدي للعالم السفلي باعتبارها حارس عليه.
امتلكت الهايدرا 9 رؤوس، ولو تم قطع أي رأس فيهم، بيطلع اتنين مكانهم، وبالتالي فكرة مواجهتها والقضاء عليها، كان شبه مستحيل، ناهيك عن أن دمها كان من السمية لدرجة أن ريحته بس كانت كافية لقتل لأي إنسان، يعني ببساطة كده، كل ما تتعرض لأي اصابة، فـ قوتها وخطورتها بتزيد.

وفي واحدة من الروايات قيل إن الرأس الموجودة في المنتصف عندها، هي رأس خالدة، يعني حتى لو تم قطعها بتفضل حية زي ما هي.
وبتحكي الأسطورة أن نهاية الهايدرا جت على يد البطل الأسطوري هرقليز في واحدة من مهامه أو أعماله الـ 12.
ونجح في مهمته من خلال الاستعانة بمساعدة إبن أخوه، فكان هرقليز بمجرد ما يقطع رأس من رؤوس الهايدرا، يستخدم إبن أخوه عصاية مشتعلة بالنيران ويكوي بيها مكان الجرح بتاع الرأس، وبالتالي يمنعها من نمو رؤوس جديدة في مكانها.
واستمرت المعركة على الحال ده لحد ما نجح هرقليز في قطع الـ 8 رؤوس، ومع فصله للرأس الأخيرة، استمرت في الحركة على الأرض وهي حية وعمالة تتلوى، وهنا أخدها ودفنها تحت صخرة عملاقة، وأكمل مهمته بنجاح.

كراكن Kraken

لعل أشهر الوحوش البحرية من الأساطير على الإطلاق هو الكراكن، وحش عملاق أشبه بأخطبوط يمتلك أذرع فتاكة كافية لتحطيم أعتى السفن البحرية.
أسطورة الكراكن منبعها في الأصل السواحل النرويجية والايسلندية، ومرات عديدة تتكرر قصص البحارة عن مشاهدتهم للوحش الأسطوري بعنيهم الاتنين في عرض المياه، وكتير من حوادث السفن الغامضة تم توجيه أصابع الاتهام فيها للكراكن، خصوصًا مع اختفاء كل من عليها وحتى حطام السفينة نفسه.
وبيرجح الباحثين أن روايات البحارة نابعة من اختلاط الأمر عليهم ما بين الأسطورة والحقيقة، ومشاهدتهم للحبار العملاق اللي ممكن ممكن يتعدى طوله الـ 10 أمتار.

بس الحقيقة إن الوصف الشائع للكراكن بيتكلم عن وحش بحري بيوصل طوله لأكتر من 1500 متر، وبيظهر وكأنه جزيرة عايمة على المياه.
أذرعه طويلة بشكل غير طبيعي وعليها أشواك حادة ومخيفة، بيطلقهم على السفن لحد ما يتمكن منها ويسحبها معاه وكل اللي عليها لأعماق البحار، بدون ما حد يشوفها ولا اللي عليها مرة تانية.