دونًا عن أي شهر في السنة، رمضان بيتميز بطابع فريد للمسلمين في كل بلاد العالم، وزي ما فيه عادات مشتركة بين كل الشعوب الإسلامية أثناء الشهر المبارك، فيه بعض العادات والتقاليد الموروثة اللي بيتميز بيها البعض في بلدانهم دونًا عن باقي أرجاء العالم، وبعض العادات دِه، أغرب مما تتصور.

اليمن

في رمضان بساحة المسجد الكبير في المدينة القديمة بصنعاء، بنشوف واحد من أغرب العادات الرمضانية وأقدمها على الإطلاق باليمن، صفوف من الرجال والشباب والأطفال وكبار السن، واقفين مستنيين دورهم لوضع الكحل في عنيهم، أما العيال الصغيرة اللي اتكحلوا بالفعل، تلاقيهم قاعدين في الأرض جمب بعض وبيعيطوا من شدة حرقان الكحل في عيونهم، لكن مافيش شوية، والعيون الحمرا ترجع لصفائها مرة تانية وترجع معاها الإبتسامة على وشوشهم.
وبييشوف اليمانيين إن تكحيل العين بيحافظ على صحة العين وصفائها، وهي عادة رمضانية متوارثة عندهم من جيل لجيل، وبيستندوا على صحتها وأهميتها فيما جاء في عدد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اكتحل، وبيتولى عدد من الرجال المسنة دِه بدون أي مقابل، وبيستخدموا كحل “الإثمد” و “الإقليد” وغيرها من أنواع الكحل الطبيعية.
وبيحضر اليمنيين سنويًا في رمضان لساحة المسجد الكبير من مختلف المناطق بالبلاد، في جو رمضاني جميل وسط سعادة الحاضرين، باستثناء فترة عياط الأطفال في الأول.

باكستان

أحد أغرب العادات الرمضانية اللي ممكن تشوفها في العالم، هتلاقيها في باكستان فيما يعرف بزفة الأطفال، بمجرد ما يبدأ الطفل هناك السنة الأولى من عمره اللي بيصوم فيها بالشهر الكريم، وأهله بيعتبروه عريس، ويبدأوا تحضيرات الإحتفال بيه بارتدائه ملابس مزينة والخروج وسط احتفال الأهل والأقارب والجيران بالمناسبة السعيدة وأول صيام للطفل، ولحثه أكتر على تحمل صيام الشهر، بيعتاد أقاربه وأصدقائه على إهداء الطفل بالهدايا البسيطة.
وفي مدينة “بيشاور Peshawar” الباكستانية، بيعتاد الأطفال والشباب على ممارسة لعبة عجيبة جدًا للاستمتاع بوقتهم بعد منتصف الليل وحتى السحور، اللعبة دِه إسمها “حرب البيض المسلوق”، واللعبة ببساطة عبارة عن متنافسين كل واحد منهم يختار بيضة ويحاول التاني يكسرهالوا بالبيضة اللي معاه، وبالرغم إنك ممكن تشوفها لعبة عبيطة حبتين، إلا إنها من الألعاب القديمة في باكستان والصغار هناك بيحبوا يلعبوها، وتلاقي الناس اللي بتاجر في البيض جايبين الأطباق وملونين البيض وقاعدين بيها على الأرصفة، والأطفال تتجمع حواليهم عشان يشتروا منهم البيض ويلعبوا.

جزر القُمر

بتقع جزر القُمر في المحيط الهندي بالقرب من الساحل الشرقي لافريقيا، وبيمثل رمضان لأهلها طابع خاص لدرجة أن التحضيرات للشهر الكريم بتبدأ عندهم من شهر شعبان، فتلاقي الناس هناك بتنضف المساجد وترممها وممكن تُعيد طلائها كمان استعدادًا لإستقبال رمضان.
ومن أشهر عاداتهم في الفترة دِه، تنظيم الحفلات الفلكلورية على الشواطئ والمتنزهات،
وبمجرد الإعلان عن قدوم شهر رمضان المبارك، بيعتاد أهل جزر القُمر الخروج في تجمعات باتجاه السواحل وهما حاملين المشاعل؛ إعلانا وإبتهالًا بقدوم الشهر الكريم.
ومع انعكاس أضواء المشاعل على سطح المياه أثناء الليل، بتدي منظر رائع ومبهج للحاضرين اللي بيصدح صوتهم بالأناشيد والأغاني الدينية، وبيفضلوا على الحال ده لحد وقت السحور تقريبًا.
ومن بعد صلاة التراويح بيتجمع الناس عادةً بالمساجد لحضور حلقات العلم للإستماع للدروس والمحاضرات الدينية.

اندونيسيا

تعتبر اندونيسيا هي أكبر دول العالم ذات الغالبية المسلمة، فحوالي 85% من سكانها البالغ عددهم أكتر من 200 مليون نسمة، من المسلمين، وبتشتهر البلاد باستقبالها لشهر رمضان بقرع “البدوق” وهي الطبول التقليدية الاندونيسية اللي بتمتاز بضخامة حجمها.
واللي بيحصل أن الناس هناك بياخدوا الطبول دِه يرفعوها على شاحنات صغيرة، ويجوبوا شوارع المدينة وهما بيضربوا عليها إعلانًا عن قدوم الشهر المبارك.
وفي بعض المدن بيعملوا الحكاية دِه برده عند أذان المغرب في شهر رمضان، و سنويًا بتمنح الحكومة الاندونيسية أجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من رمضان تخفيفًا عليهم وتحفيزًا في نفس الوقت للصيام والتعود عليه.
وبتنظم المدارس برامج خاصة تتضمن افطارات جماعية ومحاضرات عن أبرز الأحداث الرمضانية عبر التاريخ.

موريتانيا

“زغبة رمضان” أو “شعر رمضان” هي واحد من أغرب العادات الرمضانية في العالم وأشهرها على الإطلاق في موريتانيا، والعادة دِه ببساطة عبارة عن مواظبة أهل موريتانيا من الأطفال والرجال بحلاقة شعر راسهم بالكامل مع بداية الشهر الكريم أو قبله بشوية، وبيعتبروا أن الشعر اللي بينبت خلال شهر رمضان شعرًا مباركًا.
واعتادت النساء وخصوصًا الكبار منهم في السن إنهم يجيبوا ماكينة الحلاقة ويحلقوا بنفسهم لأطفالهم قبل بداية الشهر الكريم.

تايلاند

بالرغم إن عدد المسلمين في تايلاند بيمثل حوالي 13% من إجمالي عدد السكان، إلا إنهم بينفردوا بعادات وتقاليد خاصة بيهم سنويًا، ومن أهمها، احتفائهم بحفظة القرآن من الطلبة.
فالطالب اللي بينجح في حفظ القرآن وبيتم اختباره خلال شهر شعبان وبينجح، بيتم حمله على الأكتاف خلال شهر رمضان في مظاهرات حب وتقدير وفرحة ويطاف بيه في الشوارع كقدوة لباقي المسلمين وتشجيع الأطفال والشباب على حفظ القرآن.
كذلك في اليوم الأول من الشهر الكريم، لازم ولابد على كل أسرة تايلندية مسلمة إنها تذبح ذبيحة احتفالًا بالشهر الكريم.
الأسر الميسرة بتذبح ذبيحة ضخمة، والأسر الفقيرة بتكتفي بذبح الطيور.
كمان موائد الافطار الجماعي منتشرة في تايلند، فتلاقي موائد خاصة بالنساء وأخرى خاصة بالرجال.
كمان افتتاح المساجد الجديدة في شهر رمضان من العادات اللي بيمتازوا بيها سنويًا، فتلاقي في كل مدينة أو قرية لازم في شهر رمضان يتم افتتاح مسجد جديد حتى ولو كان مسجد صغير أو متواضع البناء.
وعلى مدار السنة بتسعى كل قرية ومدينة على جمع التبرعات لبناء المسجد الجديد، بل إن الناس مش بس بتتبرع بالمال ولكن بالمساعدة في بناء المسجد بنفسهم.

مصر

مصر في رمضان، يعني الشوارع والبيوت تتنافس في الزينة الرمضانية بمسابقة مافيهاش خسران، الأسواق والمحلات تتملي بياميش رمضان وموائد الرحمن وشنط رمضان، وعربيات الفول بالليل والزحمة عليها ما بتنتهيش.
مدفع رمضان رجع أخيرًا بعد توقف دام 30 سنة، والناس كل ليلة تستنى المسحراتي والعيال يندهوا عليه ويطلبوا منه ينده عليهم بالإسم.
ده غير العادة المعفنة بتاعه فرقة الصواريخ والبومب، وبالرغم من التحذير من خطورتها وبالرغم من اختفائها من الشوارع على مدار السنة كلها، إلا إنك تيجي في رمضان ولازم تلاقيها مع العيال وتسمع صوتها في الشوارع لاسيما المناطق الشعبية.
ولو كنت في الشارع ساعة الفطار، لازم تلاقي حد بيديك تمر أو كوباية عصير أو أي حاجة تكسر بيها صيامك، ورفضك معناه محاولات ومحاولات من الإلحاح عليك ممكن تنتهي بحدف الحاجة في وشك.
والبعيد عن ربنا بيحاول يقرب، والقريب بيحاول يتمسك ويثبت، وكل سنة وانتوا طيبين.