الرعب مش مقتصر بس على الأفلام ولا على الوحوش الاسطورية اللي بنسمع عنها، بل أنه موجود في المكان الغامض والمظلم والبارد المسمى بأعماق البحار، واللي برغم تقدمنا العلمي الكبير مقدرناش نكتشف من أعماق المحيطات أكتر من 5%.

سمكة القرش المزركش frilled shark

بيسموها الحفرية الحية living fossils؛ بسبب شكلها البدائي الغريب اللي ماتغيرش من ملايين السنين، بتمتلك 6 أزواج من الشقوق الخيشومية حوالين الرقبة، واللي بتدي الشكل المزركش، ليها جسم أسطواني بيوصل طوله لمترين كاملين، وهيكله العظمي الغضروفي وكبده الضخم المليان بالدهون منخفضة الكثافة، هي مفاتيح طفوها في المياه العميقة للمحيطات، وبتقضي معظم الوقت في المياه العميقة والمظلمة في المياه المفتوحة في المحيط الأطلسي والهادئ، وبتعيش لأعماق بتوصل لـ 1200 متر؛ وعشان كدا نادرًا ما بتتشاف بسبب العمق ده.

وبيمتلك 300 سن متوزعة في 25 صف من الأسنان الخطافية، يعني أي حاجة هتدخل الفم ده مش هتخرج منه تاني، ده غير أنه مجرد النظر للفك ده وهو مفتوح كفيل أنه يدب الرعب في قلب أي أنسان.
والأسنان دي غير إنها بتحكم إمساك الفريسة، كمان بتجذب بيها فرائسها في الظلام؛ لأن أسنانها ناصعة البياض، فلما السمكة تفتح بقها بتدي أضاءة بسيطة نتيجة للظلام الشديد في أعماق المحيط وده بيجذب الفرائس ليها، بمجرد الفريسة ما تنجذب للضوء ده بتتفاجئ بالكائن المرعب وهو بيحكم قبضته عليها وساعتها لا مفر من المحتوم؛ وبسبب اتساع الفك بتقدر تبتلع فريسة توصل لنص طولها تقريبًا، وبتتغذى بشكل رئيسي على الحبار، وبتتغذى برضو على الأسماك حتى أسماك القرش المختلفة، وبمجرد لمس السمكة دي ممكن يؤدي لجروح قطعية بالجلد؛ بسبب القشور الحادة اللي على جسمها، لكن أحب اطمنك في النهاية إنها مابتمثلش خطر عليك؛ لأنك مش هتوصل للعمق اللي هي عايشة فيه.

في يناير 2007 وقعت سمكة من النوع ده في شباك أحد الصيادين بالقرب من سواحل اليابان، وتم نقلها لحديقة أواشيما البحرية في اليابانAwashima Marine Park in Japan، ولكنها ماتت بعدها بساعات قليلة من أسرها، وبيعتقد أن السمكة اللي تم اصطيادها واللي كان طولها تقريبًا متر ونص على الأغلب كأنت مريضة أو ضعيفة؛ لأنها كانت موجودة في مياه ضحلة قريبة من السطح.

كايميرا Chimaera

بتمتلك أسماك الكايميرا مجموعة واسعة من الأسماء الشائعة عنها، فتم تسميتها بسمكة القرش الشبح، وفي الأساطير اليونانية القديمة كانوا بيعتقدوا إن سمكة الكايميرا وحش بينفث اللهب وإنه هجين من أسد وماعز وثعبان، واتسمت سمكة القرش الشبح بالكايميرا؛ لأنك لما تشوفها تحس إنها قطع من حيوانات مختلفة متخيطة في بعض.
وبتتميز بوجه ضخم مدبب وعيون خضراء كبيرة، وعندها 3 أزواج كبيرة من صفوف الأسنان الطاحنة وزعانف صدرية كبيرة بتشبه الجناحات؛ ودي اللي بتساعدها على الحركة بشكل أساسي في القاع.

وبتمتلك 4 خياشيم و شق خيشومي وجلدها ناعم لايحتوي على أي قشور ، ولاتمتلك أي عظام في جسمها، هيكلها العظمي كله مكون من الغضاريف، وطولها بيتراوح من 60 سم لـ 200 سم أو مترين، وموجود على ظهرها عمود شوكي سام بيتكسر بعد كل استخدام وبينمو مكانه واحد جديد، والسموم الموجودة فيه ممكن تأذي الأنسان وتسبب له نزيف وكمان هلوسة.

والكايميرا موجود منها 3 عائلات رئيسية النوع الأول واللي بيسمى كايميرا الفيل (Elephant chimaera)؛ بسبب الزائدة الموجودة في مقدمة الفم واللي بتساعده في الأكل.

والعيلة التانية كيميرا قصيرة الأنف (Short-nosechimaera).

والعيلة الأخيرة هي كيميرا طويلة الأنف (Long-nosechimaera)، و بتعيش في كل محيطات العالم بعمق بيوصل لـ 2600 متر ، والوحش المخيف ده بيتغذى على الاسماك الصغيرة واللافقاريات.

السمكة عديمة الوجه Faceless fish

المخلوقات المرعبة مش لازم تبقى ضخمة والسمكة دي مثال على كده، السمكة عديمة الوجه أو البلا وجه عندها عيون تحت الجلد ممكن رؤيتها بوضوح في الأحجام الصغيرة منها، ولها فم بارز يعني بتحتاج تخرجه برة جسمها علشان تاكل وبعدين ترجعه تاني وكأن وشها مدفون تحت جلدها.

المخلوق المرعب عنده قدرة خارقة؛ لأنه اتحمل يعيش في عمق بيتراوح من 4000 متر لحد 5000 متر تحت سطح البحر، يعني ضغط رهيب ودرجة حرارة منخفضة جدًا لاتتعدى درجة مئوية واحدة.
والنقطتين الموجودين في أعلى رأسها دول مجرد فتحتين أنف، وبالرغم إنها عندها عيون لكن مش بتستفيد منها؛ والسبب في كدا أن في الأعماق السحيقة دي مش محتاجة عيون؛ لأنها مش هتشوف حاجة أصلًا من الظلام الدامس، وخصوصًا أنها لا تمتلك خاصية الضيائية الحيوية.

النوع ده من الأسماك موجود في نطاق واسع من بحر العرب إلى هاواي، وزيها زي أغلب المخلوقات اللي بتعيش في الأعماق مابيتوفرش عنها معلومات كتير، لكن العلماء في بحث مستمر، والجدير بالذكر أن أول اكتشاف للنوع ده من الأسماك كان في رحلة تشالنجر على متن سفينة “اتش ام اس تشالنجر HMS Challenger”، اللي انطلقت في 21 ديسمبر 1872، واللي كانت بمثابة أول رحلة استكشافية لعلوم المحيطات حول العالم، واللي استمرت أربع سنوات، وجمعت ثروة من البيانات والعينات من 362 موقع مختلف على طول الطريق، وتم جمع معلومات لأول مرة في 25 أغسطس سنة 1874، من عمق 4500 متر في بحر المرجان خارج المنطقة الاقتصادية الخاصة بأستراليا حاليا.
وبعد أكتر من قرن تم اكتشاف النوع ده مرة تانية في سنة 2017 على يد الباحثين في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في استراليا.

القرش العفريت Goblin shark

بمجرد ما تسمع أن فيه سمكها إسمها القرش العفريت أكيد هتتخيل حاجة مخيفة، لكن لما تشوف الشكل هتحس إن اللي تخيلته كان ألطف كتير من الواقع.
أكتر حاجة بتميزه هو الأنف الطويل والفك البارز القابل للتمدد واللي بيقدر يفتحه بزاوية 111 درجة وفي أثناء مطاردة الفريسة ممكن يتمدد الفك ويوصل لطول الأنف ويرجع تاني تحت العين، ويمتلك جسم اسطواني نحيل بيوصل طوله لـ 3 أمتار في المتوسط وممكن يوصل لـ 4 متر .

وبيمتلك مجموعة من الأسنان الخطافية الحادة واللي بتفضل ظاهرة حتى لما يكون الفم مقفل تمامًا، أما الأنف متغطي بأعضاء حسية بتساعده على تحديد موقع فريستها في الإضاءة المنخفضة عن طريق استشعار المجال الكهربائي.
وبيتغذى على الأسماك والحبار والقشريات البحرية.
وبالرغم أن حركة سمك القرش العفريت بطيئة لأن زعانفه قصيرة وذيله مابيقدرش يديله قوة دفع كبيرة، ولكن مع خاصية الفك المتمدد الموضوع ده مابيمثلش أي مشكلة للقرش عند مطاردة الفرائس وبيعيش في عمق يزيد عن 1300 متر تحت سطح البحر .
أسماك القرش العفريت موجودة في أعماق البحار في جميع أنحاء العالم.

سمكة الذئب الأطلسي The Atlantic wolfish

سمكة الذئب الأطلسي لو شفتها في أحلامك هتصاب بالذعر ، وحش برأس كبير وعيون ضخمة وفم واسع مليان بأسنان مخيفة الفكين السفلي والعلوي مسلحين بأربعة إلى ستة أسنان مخروطية قوية بتشبه الأنياب، وخلف الأسنان المخروطية في الفك العلوي 3 صفوف من أسنان التكسير.
الصف المركزي بيحتوي على أربعة أزواج من الأضراس، والصفوف الخارجية بتحتوي على أسنان مخروطية غير حادة.
أما الفك السفلي بيحتوي على صفين من الأضراس خلف الأسنان المخروطية الأولية.
تخيل بقى أي حاجة هتدخل فمها هيحصل فيها إيه، وإسمها بالنرويجية هو (شتاينبيت steinbit) ويعني “كسارة الحجر”.

الأسنان دي كلها بتمكنها من أكل الحيوانات البحرية اللي ليها قشرة صلبة زي قنافذ البحر وسرطان البحر والقواقع الكبيرة، أما جسمها فيتمثل في شكل أسطواني بيوصل طولها لمتر ونص ووزنها ل 18 كيلو جرام.

وبيميل سمك الذئب للاختباء تحت الصخور وبينها، بحيث يتم حمايته من هجمات أسماك القرش المفترسة.
وإلى جانب شكلها المخيف بتتمتع بميزات فريدة مش موجودة في الأسماك التانية، وهي إنه دمائها بتحتوي على بروتينات مضادة للتجمد بيخلي الدم في جسمها يتحرك بانسيابية بدون ما يتجمد؛ وده علشان هي بتعيش في المياة الباردة في شمال المحيط الأطلسي في أعماق تتراوح من 15 إلى 152 متر، ودرجات الحرارة بتكون قريبة من التجمد.