كام واحد فينا دخل قبل كدا في نقاش دفاعًا عن منتجه المفضل أو الشركة اللي بيحبها، نقاشات وأرقام وإحصائيات وكلام مشاهير، كلها طرق بنستخدمها علشان نأكد وجهة نظرنا للشخص اللي بنجادله، ومن ضمن أشهر وأشرس معارك الدفاع عن الشركات هي معركة الدفاع عن شركة “آبل Apple”، سواء بقى كنت أنت وأصحابك بتستعملوا أي منتج من الشركة أو لأ النقاش ده أكيد إنت كنت طرف فيه قبل كدا.
مستخدمين “آبل Apple” شايفين إنها شركة مميزة ولو كنت إنت مش من مستخدمينها وحبيت تتناقش معاهم وتقول إن منتجاتهم سواء كانت “أيفون iPhone” أو “أيماك iMac” أو غيرها، سعرها عالي جدًا مقارنًة بباقي الأجهزة، بيكون ردهم إحنا يا سيدي مبسوطين بيها وعمرك ما تعرف تفرق بين إستخدام منتج لشركة آبل ومنتج لشركة تانية إلا لو إنت استعملت منتجات آبل بنفسك.
وبالرغم من أن الجدال ده مبينتهيش إلا أن فيه حاجة الكل متفق عليها ألا وهي إن أسعار منتجات آبل فعلا غالية.
آبل صانعة المستقبل
لوكنت من مواليد السبعينات أو قبل كده فإنت كنت شاهد على واحدة من أعظم فترات التقدم التكنولوجي والمعرفي، التقدم الرهيب اللي حصل في السنوات دي ساهم بشكل كبير في إنشاء العالم المتطور اللي عايشين فيه النهارده، ولو إنت مش من مواليد الفترة دي خليني أقولك إن شَركة آبل Apple كان ليها دور كبير جدًا في التطور ده.
“آبل ون Apple 1” هو أول منتج لشركة آبل علي الإطلاق، ويعتبر الأب لأجهزة الكومبيوتر اللي موجودة دلوقتي، منتج شركة آبل كان أول كومبيوتر بشاشة ولوحة مفاتيح في العالم كله، ومش بس كده، آبل ون ساهم في تغيير فكرة الناس في الوقت ده عن أجهزة الكومبيوتر نفسها، وحولها من مجرد أجهزة بتتحط في غرف عملاقة لأجهزة ممكن تتحط في أي بيت أو مكتب.
وبعدها طورت آبل الجهاز ده وأطلقت النسخة التانية منه تحت اسم “آبل تو Apple 2” واللي كان أول كومبيوتر في العالم بيدعم الألوان، وفي عام 2007 عرض “ستيف جوبز Steve Jobs” مؤسس شركة آبل عرض تقديمي لأول أجهزة الشركة من الهواتف المحمولة، وإختاروا له اسم “أيفون iPhone”.
العرض التقديمي كان مُبهر جدًا، وطريقة ستيف جوبز في العرض كانت مثالية، والأيفون استحوذ بالفعل على إهتمام كل وسائل الإعلام، وكان ثورة في عالم الهواتف المحمولة.
بدأ ستيف العرض التقديمي بنبذة مختصرة عن الهواتف المحمولة الموجودة في الساحة وقتها، وكان الغرض من النبذة دي هو إنه يشرح إتجاه كل الشركات إنها تقلد “بلاك بيري BlackBerry”، واللي كان مشهور وقتها جدًا، وكان الكلام اللي ورا الكلام إنه بيقدم إنتقاد لاذع بيوضح فيه إن الشركات المنافسة مش بتدور غير على الربح بأقصر الطرق في هوجة تقليد هواتف البلاك بيري، وفي نفس الوقت وضح إن الأيفون هيكون هو ثورة عالم الهواتف المحمولة، وبدل ميكون تكمله لسلسلة تقليد البلاك بيري المنتشرة وقتها هيبقى اتجاه تاني خالص.
الأيفون قدم تصميم عصري جدًا واستبدل كل الأزرار اللي كانت مشهورة وقتها في الهواتف بشاشة كبيرة بتشتغل باللمس، وبالتصميم المبتكر ده اتحولت آبل للشركة اللي بتصنع المستقبل، ومن بعدها كل الشركات قلدت آبل في الإتجاه الجديد وظهرت الهواتف المحمولة الحديثة بشكلها المتعارف عليه دلوقتي.
مربط الفرس بقى من الحكاية دي إن أسعار المنتجات دي كانت عالية جدًا؛ لإن شركة آبل كانت بتنتج أجهزة رائدة، وكانت بالفعل صاحبة السبق في تغيير إتجاة المستخدم وباقي الشركات كمان، وده خلاها تفرض الأسعار اللي هي شايفها مناسبة للمنتج اللي بتقدمه، ببساطة لإن مكنش فيه زيه في العالم، وده هيودينا لسؤال تاني هل آبل مازالت بتقدم أجهزة رائدة لحد دلوقتي ولا لأ؟
لوجو آبل
مفيش اتنين يختلفوا على إن شركة آبل شركة عالمية ومن أشهر الشركات في مجال الصناعات التكنولوجية في العالم، منتجات آبل سواء هواتف محمولة أو ساعات ذكية أو سماعات أو غيرها، فعلاً منتجات مميزة، بس هل كل الفلوس إللي بندفعها في شراء منتجات آبل بتكون بسبب تميز المنتج ده فعلا ولا إيه الحكاية؟
آبل زيها زي أي شركة كبيرة ليها رسوم إنت بتدفعها بس علشان تبقى بتستخدم المنتج بتاعهم، تقدر تقول كده يعني ضرايب على إنك بتستخدم منتج اسمه “آبل Apple” الفلوس دي أنت بتدفعها علشان اللوجو الفخم بتاعهم المرسوم على المنتج اللي أنت بتستخدمه، ولو أنت من مستخدمين شركة آبل وبتضايق من فكرة أنك تدفع فلوس زيادة لمجرد أن الجهاز ده من الشركة دي، فخليني أقولك إن فيه شركات كتير بتعمل كده، “نايكي Nike” و”أديداس Adidas” في الملابس، و”بورش Porsche” و”فراري Ferrari” في السيارات وغيرهم في كل المجالات، بالإضافة كمان إن آبل عمرها ما سوقت لنفسها إنها الشركة اللي بتقدم قيمة كبيرة مقابل سعر قليل، بالعكس آبل دايمًا بتدي إحساس لمستخدمين بتوعها إن منتجاتنا مرتبطة بالرفاهية والأناقة، والشركة عادًة بستهدف الطبقة اللي مش مهم بالنسبالهم يدفعوا فلوس زيادة شوية مقابل إن لوجو شركة آبل يبقى مرسوم على الجهاز، ولو نفس الإمكانيات اللي شركة آبل بتقدمها متوفرة في نسخ تانية من الهواتف من شركات تانية بتكلفه أقل بكتير، الموضوع مبيفرقش كتير بالنسبة لمستخدم آبل لإن المنتج وقتها بيفقد العلامة المميزة الخاصة بالشركة واللي بتمثل قيمة في ذات نفسها.
سبب تميزها
تميز شركة آبل في عالم الصناعات التكنولوجية مكنش بسبب التصاميم الجذابة ومواد الصُنع الفخمة وبس، شركة آبل بتهتم بجانب الـ”سوفت وير software” في الأجهزة بتاعتها، وبتصرف على تطويرة مبالغ مهولة، فعلى سبيل المثال لو أخدنا منتج واحد من منتجات الشركة وهي الهواتف المحمولة، هنلاقي إن آبل صممت نظام ios في الوقت اللي كل الشركات التانية خدت نظام تشغيل لأندرويد من شركة “جوجل Google” بالمجان، والحكاية دي ساهمت في تميز شركة آبل بشكل كبير، وكمان كان له تأثير كبير في استقرار أنظمة تشغيل الأجهزة وسلاسة الأداء، مش بس كده، نظام آبل المُتفرد خلى عملية إختراق أجهزة الأيفون مسألة في غاية الصعوبة، وده ساهم في زيادة ثقة الناس في الشركة أكتر وأكتر، وكان دافع إن الناس تُنفق أموالها على منتجات آبل.
والحقيقة نظام التشغيل الخاص بآبل مش هو بس المميز في جانب السوفت وير، آبل بتمتلك مجموعة من البرامج المتميزة جدًا والحصرية على متجر التطبيقات الخاص بيها، ده غير التطبيقات الرئيسية اللي زي أبلكيشن “فيس تايم Face Time” واللي من خلاله يقدر المستخدمين التواصل مع بعضهم البعض بإجراء مكالمات صوتية أو مكالمات فيديو، وخدمة “آبل ون Apple one” اللي بتجمع بين كذا تطبيق في وقت واحد، فتقدر تشوف من خلالها الأفلام والبرامج اللي أنت عاوزها عن طريق “آبل تي في Apple TV”، وكمان تقدر تحمل أكتر من 100 لعبة مجانية وتلعبها بدون إزعاج الإعلانات عن طريق “آبل أركيد Apple Arcade”، ده غير إنك تقدر تخزن صورك وملفاتك الشخصية اللي أنت عاوزها على “آي كلاود icloud”.
بالإضافة إلى تطوير شركة آبل لنظام تشغيل خاص بيها فتح آفاق جديدة للمطورين، وقدروا يصمموا نظام توافقي أو”إيكو سيستم Ecosystem” بين أجهزة آبل وبعضها، والنظام ده سَهل على المستخدمين أستخدام الأجهزة دي في حياتهم اليومية، فبقت بكل سهولة تقدر تربط تليفونك المحمول بساعة آبل اللي أنت لابسها عشان توصلك عليها كل الإشعارات والمكالمات والرسائل، ولو أنت لابس في ودنك سماعة “إير بودز Air Pods” ومش هتسمع صوت الساعة لما يجيلك عليها إشعار، مش مشكلة أبدًا تقدر تربط الساعة بالإير بودز نفسها، وساعتها صوت الإشعارات يوصلك على الإير بودز.
والفيديو ده مش فيديو تكنولوجي لكن خليني أقولكم إن الإيكو سيستم اللي آبل عملاه لنفسها، هو واحد من أهم الأسباب اللي مخليها محافظة على كفاءتها لحد النهارده.
الدعايا والتسويق الجيد
شركة آبل من ضمن أكثر الشركات أهتمامًا بالدعايا والإعلان، الشركة بتدفع مبالغ مهولة لتسويق منتجاتها، والإنفاق على الدعايا كان سياسة للشركة من الأول خالص وده ساهم بشكل كبير في نجاح الشركة، ولو جينا بصينا للطريقة اللي بتستعملها آبل علشان تسوق لمنتجاتها هنلاقي إنها فعالة جدًا.
آبل بتخلي إطلاق أي منتج من منتجاتها حدث في حد ذاته، و ناس كتير من إللي بيقرأو دلوقتي أظن إنهم بيستنوا مؤتمر آبل العالمي للمطورين، وفيه ناس كتير بتتفرج على المؤتمر ده سنويًا بالرغم من إنهم أصلاً مش من مستخدمين شركة آبل، والسبب في ده بيرجع لحملة الإعلانات والتغطية المهولة للمؤتمر ده.
وغير بقى المؤتمرات اللي على أعلى مستوى، فيه كمان متاجر شركة “آبل Apple store” إللي تعتبر أيقونة في الجمال والفخامة في كل بلاد العالم، واللي بتخلي تجربة شراء أي منتج من منتجات الشركة تجربة جذابة جدًا وأنيقة، والسياسة دي نجحت إلى حد كبير في إرتفاع مؤشر مبيعات آبل، وكمان وَصلت إحساس لعملاء الشركة إن شركتهم كبيرة وبتهتم بأدق التفاصيل، وإن المنتجات الجديدة بتاعتنا حدث بيتكلم عنه كل الناس، وبإستخدام الطريقة دي كونت شركة آبل جيش من العملاء المُخلصين، واللي مستعدين يدفعوا أكتر لمجرد أنتمائهم لعائلة آبل، حتى لو كان المنتج مش أحسن حاجة في العالم.
وأخيرًا سواء إن كنت شايف منتجات آبل تستحق المبلغ اللي هتدفعه فيها أولأ، هتفضل شركة آبل واحدة من ضمن أكتر الشركات نجاحًا في العالم، وهتفضل منتجاتها رمز للتعبير عن الأناقة والحياة الفارهة.