لا شك إن معرفة أي حد فينا بتاريخ الموقع اللي بيزوره بيضفي جو مختلف تماماً على التجربة، بس أحياناً التاريخ المخيف لبعض المواقع بيدفع الناس لتجنب زيارتها، زي انك تبقى رايح تقعد في شقة مثلاً وتعرف ان فيه حد اتقتل فيها أو انتحر، وحتى لو كنت من الرافضين لجو العفاريت واللعنات وغيرها من القصص والحكايات المخيفة، إلا إننا بطبيعة الحال بنفضل تجنب الأماكن اللي شهدت وقائع مخيفة أو دموية، خاصة واننا بنتكلم عن أحداث حقيقية بالفعل، وبعض الجزر على مستوى العالم وبالرغم من الجمال الطبيعي اللي بتتمتع بيه، إلا إن فيه أسباب ممكن تكون كافية جداً انك ما تهوبش ناحيتها.

الجزيرة الملعونة

بالرغم من جمالها و قربها الشديد من خليج نابولي في ايطاليا، إلا ان السكان المحليين اعتادوا تجنب جزيرة ” جَيولا Gaiola ” خوفاً من تحولهم لضحايا جُدد للعنتها الشريرة، الجزيرة المعروفة باسم الجزيرة الملعونة، بتخفي بين جمالها مصير شبه محتوم على كل من سكن فيها، ودايماً ما ارتبط سوء الحظ والموت بأي حد يشتريها أو يفكر يقعد فيها.
بيرجع تاريخ لعنة الجزيرة لأوائل القرن الـ 19 لما كان مُنعزل على أرضها ناسك معروف باسم “الساحر”، وكان عايش بفضل صدقة الصيادين اللي اعتادوا المرور عليه باستمرار، لكن فجأة وبدون أي مقدمات، اختفى الراجل بدون أي أثر من على الجزيرة ومن المنطقة كلها، حي كان أو حتى ميت، وفي عشرينيات القرن الـ 20 كانت الجزيرة ملك للسويسري “هانز برون Hans Braun” واللي كان عايش في بيت على الجزيرة هو وزوجته، وفي يوم تم العثور عليه مقتول وملفوف في سجادة بدون أي دليل على القاتل أو سبب الجريمة، وبعدها بشوية تم العثور على زوجته وهي غرقانة في المياه بالقرب من الجزيرة.
المالك اللي وراهم كان واحد ألماني أُصيب بأزمة قلبية ومات وهو على الجزيرة، المالك اللي وراه انتحر بعد ما اتجنن ودخل مستشفى للأمراض العقلية في سويسرا، اللي بعده كان رجل أعمال ألماني عنده مصنع عملاق لصناعة الصلب لكن بعد شراءه الجزيرة بفترة أعلن افلاسه.
ومن الملاك المعروفين للجزيرة على مدار تاريخها الحافل بالكوارث، كان الإيطالي الشهير ” جياني أنيللي Gianni Agnelli” رئيس نادي يوفنتوس السابق والمساهم الرئيسي في شركات فيات للسيارات، وبالرغم من نجاحاته على المستوى المهني، إلا انه واجه مصائب قاسية على المستوى الشخصي سواء في انتحار ابنه أو وفاة ابن اخوه بنوع نادر من السرطان عن عمر يناهز الـ 33 عام، ومن المشاهير كمان اللي اشتروا الجزيرة، كان الملياردير الأمريكي ” ج. بول جيتي J. Paul Getty”، والراجل ده عانى من وفاة أصغر أبنائه وانتحار ابنه الاكبر بالاضافة لاختطاف حفيده، وكل ده بعد ما اشترى الجزيرة الملعونة.
وحالياً تعتبر الجزيرة جزء من محمية بحرية في المنطقة تحت إدارة حكومية، ولو شايف ان الأحداث ده طبيعية وممكن تحصل لأي حد سواء اشترى الجزيرة أو ما اشترهاش، إلا إن الإيطاليين شايفين ان الموضوع أكبر من مجرد صدفة.

جزيرة روَنوك Roanoke island

تعتبر جزيرة روَنوك Roanoke بالقرب من ساحل كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة كمان باسم جزيرة المستعمرة المفقودة، واحدة من أغرب الألغاز في التاريخ وأكثرها رعباً على الإطلاق.
الجزيرة ده كانت موقع لمستوطنة انجليزية عام 1587م ضمت حوالي 120 فرد من رجال ونساء وأطفال، في الوقت ده الجزيرة ماكنتش مهجورة ولا حاجة ولكن كان عايش عليها بعض من السكان الأصليين للأمريكتين، لكن العلاقة بينهم وبين الانجليز لم تكن في أحسن حال، والعملية ده صعّبت من حياة أهل المستوطنة خصوصاً مع نقص الموارد باستمرار.
وفي نهاية عام 1587 قرر حاكم المستعمرة “جون وايت John White” انه يسافر بريطانيا لتوفير الموارد اللازمة للسكان خصوصاً مع وجود أطفال ما بينهم، لكن وبسبب الحرب الوشيكة وقتها مع الاسبان، ماعرفش “وايت” انه يرجع للجزيرة إلا بعدها بـ 3 سنين، وهنا بقى كانت المفاجأة.
مع وصوله للجزيرة في عام 1590 فوجئ “وايت” ان المستعمرة اختفت من على وجه الأرض، مافيش أي أثر لسكانها البالغ عددهم أكتر من 100 فرد، لا أحياء ولا أموات، ولا حتى فيه أثار عراك أو دم أو أي شئ كان يدل على مصير أهلها من رجال ونساء أو حتى أطفال، ولحد النهاردة وبعد أكتر من 400 سنة مازالت الاجابة عن لغز اختفائهم شأنها شأن المستعمرة، مفقودة وماحدش عارف يعثر عليها.

جزر بيكيني Bikini islands

وإن كان معظم جزر العالم بيُنظر ليها كرمز لجمال طبيعة الطبيعة وسحرها، إلا ان جزر بيكيني المرجانية شاهد حي على قبح سكان الأرض وقسوة أهلها.
الجزر الواقعة في المحيط الهادي اختارتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1946 عشان تكون موقع تجاربها النووية في أوائل عصر الحرب الباردة، وعلى مدار 12 سنة قامت باجراء 23 انفجار نووي في المنطقة على أرض الجزر وفي المياه المحيطة بيها، والتجارب دِه نشأ عنها اختفاء 3 جزر بالكامل من على وجه الأرض، بخلاف الاشعاعات اللي غطت أراضي الجزر بالكامل، العجيب بقى ان الجزر ده والمعروفة باسم حلقية بيكيني Bikini Atoll ماكنتش جزر مهجورة مثلاً مافيش بني آدمين عليها لأ، ده كان فيها عدد كبير من العائلات عايشين حياتهم في سلام على الصيد والرعي من سنين طويلة، واضطرت الناس انها تسيب أرضها ووطنها وتخرج عشان تدي الفرصة للأمريكان يعملوا تجاربهم “في أمان”.
بعض الأسر من أهل الجزيرة ونسلهم قرروا العودة لوطنهم مرة تانية في السبعينيات، إلا ان الاختبارات أكدت على ارتفاع نسبة الاشعاعات اللي خلفتها التجارب في المنطقة، ولحد النهاردة مازال الناس بتخاف تقرب من أراضي الجزر أو حتى المياه المحيطة بيها خوفاً من التعرض لأي أمراض سرطانية.

جزيرة نورفولك Norfolk Island

في جنوب المحيط الهادي بتقع جزيرة استرالية صغيرة في منتهى الجمال اسمها جزيرة نورفولك، وبالرغم من جمالها إلا انها عُرفت قديماً باسم “جحيم المحيط الهادي”، والحقيقة ان اللي حصل على الجزيرة دِه يخليها تستحق الاسم عن جدارة.
في عشرينيات القرن الـ 19 تم اختيار الجزيرة للمرة التانية من جانب بريطانيا العظمى عشان ترجع مستعمرة عقابية لأسوء المجرمين على الإطلاق، واللي كان بيدخل الجزيرة ده من المحكوم عليهم، كان بيفقد أي أمل بالخروج منها مرة تانية، استغل المسئولين عن المستعمرة المسجونين في اجبارهم على الاشغال الشاقة على الجزيرة في الأعمال الزراعية وبناء الطرق وغيرها، واعتادوا تقيدهم في سلاسل ثقيلة طوال فترة العمل، وتنوع عقاب المُدانين ما بين الجلد والحبس الانفرادي اللي كان بيوصل أصحابه أحياناً لحد الجنون، حجم العذاب اللي عاش فيه المُدانين كان بيدفعهم لقتل بعضهم البعض، ومش من باب الكراهية مثلاً لأ، ولكن بهدف الحصول على حكم الاعدام وتخليص نفسهم من عذاب الحياة في جحيم الجزيرة.
وشاع عن الجزيرة ان أشباح المسجونين اللي ماتوا على أرضها مازالت موجودة لحد النهاردة وبيحاولوا ينتقموا من اللي حصل فيهم، وتكررت القصص عن نشاطات غير عادية بتحصل هناك زي سماع أصوات صراخ بالليل ومشاهدة أشباح وغيرها، العجيب بقى ان السكان المحليين دلوقتي بيستغلوا تاريخ الجزيرة والشائعات عنها في جذب السياح لزيارتها والتأكد من حقيقة النشاطات الغريبة على أرضها، وسنوياً بيزورها ما يقرب من 30 ألف سائح من هواة البحث عن الإثارة وصيد الأشباح.

جزيرة هارت Hart Island

طبقاً لعدد من التقارير، يُرجح وفاة أكتر من مليون بني آدم في حفر عميقة بجزيرة “هارت Hart” الأمريكية، الجزيرة المعروفة باسم جزيرة الموتى، كانت في الماضي موقع مركز لإعادة التأهيل من المخدرات وسجن ومنطقة حجر صحي لمرضى الحمى الصفراء، وعلى مدار السنين تم اكتشاف أكتر من 85 ألف جثة في مقابر جماعية على أرض الجزيرة، والدخول ليها محظور باستثناء الناس اللي ليهم اقارب مدفونين عليها، وحتى دوول محتاجين تصاريح قبل دخولها، وكتير من الأمريكان بيشوفوا ان الجزيرة مسكونة بسبب العدد المهول للقتلى على أرضها.

جزيرة بوفيليا Poveglia Island

على بعد أقل من كم من مدينة البِنِدُقية في ايطاليا، بتقع جزيرة صغيرة اسمها جزيرة “بوفيليا Poveglia”، الجزيرة ده كانت الملجأ الأخير لمرضى الطاعون خلال حكم الامبراطورية الرومانية، ومئات الألاف من المرضى لفظوا أنفاسهم الأخيرة على أرضها، وفي القرن الـ 18 تم استخدامها مرة تانية كحجر صحي لمرضى الطاعون وغيره من الأمراض الخطيرة، ومن كتر أعداد الوفيات على الجزيرة، كانت الجثث اللي مابيتمش حرقها بيدفنوها في مقابر جماعية، ويُقال ان تربة الجزيرة بتضم 50% من رماد الضحايا، وفي عام 1922 تم بناء مستشفى للأمراض العقلية على الجزيرة، واشتهر عن المستشفى قيام أطبائها بإجراء تجارب مخيفة على المرضى، منهم طبيب انتحر بالقفز من أعلى المستشفى مع تقارير بتقول ان هو نفسه اتجنن بسبب مطاردة الأشباح له على الجزيرة.

جزيرة مياكي جيما Miyake-jima Island

على بعد 180 كم جنوب شرق طوكيو، بتقع واحدة من أغرب جزر العالم على الإطلاق ألا وهي جزيرة مياكي جيما، أو جزيرة أقنعة الغاز، الجزيرة ده ما ينفعش تدخلها إلا ومعاك قناع غاز، ومحظور عليك انك تتحرك من غيره طول الوقت، على الرغم انها جزيرة بركانية إلا انها مأهولة بالسكان، وأهلها رافضين يسيبوها حتى مع الرعب اللي عايشين فيه، لكن عام 2000 ومع ثوران بركان جبل “أوياما Oyama”، ماكنش فيه مفر من الهروب بحياتهم مع كم الرماد البركاني اللي غطى المنطقة بالكامل، وبعد عودتهم للجزيرة مرة تانية أصبح لزاماً على كل فرد انه يشيل معاه قناع غاز طول الوقت تحسباً لارتداءه لو ارتفعت مستوى الأدخنة في الجو، وبمجرد سماع سرينة الإنذار على الجزيرة بيلبس السكان قناع الغاز في التو واللحظة، وهي السرينة اللي اعتادوا على سماعها باستمرار، وبالرغم من الاجراءات الوقائية إلا ان أمراض الصدر منتشرة بين المواطنين وخاصة بين الصغار.